لم ينعكس العمل الكبير الذي قامت به إدارة الاتحاد بقيادة نواف المقيرن وبدعم من هيئة الرياضة بقيادة المستشار تركي آل الشيخ ومن قبلها وقفة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحل مشاكل النادي المالية وخصوصاً الخارجية، على نتائج الفريق "الأصفر" في بطولة الدوري إذ لا يزال متأخراً في سلم الترتيب من نقطة يتيمة، وسجل نفسه كأول فريق يقصي مدربه إذ كان الأرجنتيني رامون دياز أول ضحايا مقصلة المدربين. من الطبيعي ألا يعطي هذا العمل الاستثنائي ثماره في وقت قياسي وإن سبقه برنامج ومعسكر إعدادي مميز، ذلك أن "العميد" يمر بمرحلة تحول ومشروع مختلف عن حالة البقاء تحت المسكنات التي ظل تحتها منذ غادر منصور البلوي كرسي الرئاسة مروراً بالإدارات المكلفة التي كانت مهمتها سد الفجوات المالية مقابل فتح أخرى بالتزامن مع رحيل جيل مميز من النجوم وتحولات كبيرة في المنافسات. كرة القدم ليست ككثير من الألعاب، فالنتائج فيها تأخذ وقتاً طويلاً وربما احتاج أي فريق يمر بمرحلة تجديد ومشروع مغاير لمرحلة مخاض عسير قبل أن ينضج المشروع ويكتمل وهو ما حدث بالضبط للفريق العريق، إذ لم ولن يحتمل أنصاره أي تأخر عن الركب فضلاً عن البقاء في المؤخرة وهم الذين رفعوا سقف طموحاتهم بوجود المقيرن ودعم رأس الهرم الرياضي في المملكة. كل ما قدمته إدارة المقيرن من عمل كان محل احترام الجميع، لولا أنها ارتكبت خطأ فادحاً بانتداب الأرجنتيني دياز، فهذا المدرب الشهير لم يعرف عنه يوماً أنه صاحب مشروع جديد ولا حتى قدرته على إعادة تشكيل الفرق التي دربها تكتيكياً أو حتى عناصرياً، هو من المدربين الذين يريدون فريقاً جاهزاً، وليت الاتحاديين استشاروا الهلاليين قبل الإقدام على التعاقد معه بعد أن تحول إلى عبء على "الزعيم" وهو الذي نسي مهمته الأساسية، ولا أدل من ذلك سوى حديث خميس الزهراني عن إصرار الأول على التعاقد مع لاعبين عبر وسيط واحد. كثيرون لاموا صاحب القرار الاتحادي على التفريط بالتشيلي سييرا، لأن التغيير سيكون مقبولاً لو أن البديل من المدربين الشباب الباحثين عن وضع بصمة، ومن يدري فقد يكون الكرواتي ستافين بيليش مناسباً لهذا المشروع أكثر من سلفه، لكن على الجماهير الاتحادية أن تصبر أكثر حتى ظهور ملامح هذا التجديد، إذ من الصعب جداً الحديث عن المنافسة على لقب الدوري في ظل هذه الظروف.
مشاركة :