موسكو، لندن، سنغافورة – رويترز - أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة العدنية خالد الفالح، أمس، استعداد السعودية زيادة إنتاج النفط في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل مقارنة بمستواه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. مبينا أن إنتاج المملكة من النفط بلغ في أكتوبر 10.7 ملايين برميل يوميا، وفي نوفمبر توقع زيادة طفيفة في هذا الرقم. مبينا أن زيادة الانتاج تم بالاتفاق مع روسيا ودول أخرى. وأوضح أن الاتصالات مستمرة مع الجانب الروسي، من أجل العلاقات الثنائية واستتباب الأسواق النفطية، وأشار إلى الدور المفصلي للدور السعودي والروسي في استتباب الأسواق، وأن موقفهما مشترك، ولهما الرؤية حول توازن العرض والطلب، وتنويع الاستثمارات. وقال الفالح متحدثا في الجلسة العامة لمنتدى «أسبوع الطاقة الروسي» بموسكو: «إن منتجي النفط زادوا الإمدادات بنحو مليون برميل يوميا خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن الرياض على اتصال أسبوعي مع موسكو لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط». وأكد أن سوق النفط تتلقى إمدادات جيدة، وأن السعودية نجحت في تلبية الطلب الإضافي على النفط. وأضاف أن «الطلب على الخام يرتفع عادة مع اقتراب نهاية العام»، مستبعدا أن تؤثر زيادة الطلب هذه بشكل كبير على سوق النفط. وانطلق في موسكو أمس، منتدى «أسبوع الطاقة الروسي»، والذي يستمر حتى السبت المقبل، وسط مشاركة دولية وعربية واسعة، ويعد المنتدى أحد المنصات الرئيسة التي تبحث آفاق قطاع الطاقة الروسي، وفرص التعاون الدولي في ظل الظروف الجيوسياسية الجديدة. وقال الفالح إن العالم بحاجة إلى الغاز الروسي الذي يعد من الأرخص في العالم، مشيرا إلى أن الغاز الطبيعي المسال الروسي قد يساعد السعودية في الحد من كميات سوائل النفط التي تحرقها. وأضاف أن شركة أرامكو السعودية تجري محادثات مع منتج الغاز الروسي المستقل «نوفاتك» في شأن المشاركة في المرحلة المقبلة من مشروع «يامال» الروسي للغاز المسال. ويعد مشروع يامال أكبر مشروع للغاز الطبيعي في المنطقة القطبية الشمالية التابعة لروسيا. وجرى تصميم المشروع ليتكون من 4 وحدات، تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لثلاث منها 5.5 مليون طن للواحدة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للوحدة الرابعة مليون طن، ويسمح المشروع الذي تطلب استثمارات بقيمة 27 بليون دولار، لروسيا بتنفيذ خطة لزيادة حصتها في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال إلى المثلين بحلول 2020 من نحو 4 في المئة في الوقت الحالي. ونوه الفالح إلى أن السعودية «لم تجمد مشروع الطاقة الشمسية مع سوفت بنك». إلى ذلك، سجل خام القياس العالمي «برنت» ارتفاعاً إلى 85 دولاراً للبرميل. وصعد الخام الأميركي إلى 75.38 دولار. وأسعار النفط في ارتفاع مع بدء المشترين في تجنب إيران قبل بدء تطبيق العقوبات الأميركية في الرابع من تشرين الثاني. وتتجه شحنات الخام من غرب أفريقيا إلى آسيا صوب بلوغ أعلى مستوى في شهرين خلال تشرين الأول، مع تزاحم المصافي الصينية على بدائل للخام الإيراني قبل دخول العقوبات الأميركية. ويقابل هذا 2.27 مليون برميل يومياً في أيلول (سبتمبر)، وهو ما كان يمثل نحو 70 في المئة من إنتاج المنطقة. وكانت الصين المحرك الرئيس للطلب في آسيا قبل العقوبات الأميركية التي يقول محللون إنها ستخصم من السوق 500 ألف برميل يومياً من المعروض من الخام الإيراني البالغ مليوني برميل. وتتجه الواردات الصينية من غرب أفريقيا إلى الارتفاع صوب مستوى قياسي عند 1.94 مليون برميل يومياً، في تشرين الأول من 1.5 مليون برميل يومياً، في أيلول. إلى ذلك، أكدت إدارة معلومات الطاقة، أن مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفع الأسبوع الماضي مع زيادة إنتاج المصافي، بينما تراجع مخزون البنزين ونواتج التقطير. وارتفع مخزون الخام بمقدار ثمانية ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن والعشرين من أيلول مقارنة بتوقعات محللين بزيادة قدرها مليوني برميل. وأكدت الإدارة إن المخزون في مركز التسليم بكاشينغ في أوكلاهوما، زاد بمقدار 1.7 مليون برميل. وأظهرت بيانات الإدارة أن معدل استهلاك المصافي ارتفع بمقدار 77 ألف برميل يومياً، بينما ظلت معدلات التشغيل دون تغير يذكر. وهبط مخزون البنزين بمقدار 459 ألف برميل مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع للرأي أجرته «رويترز» بزيادة قدرها 1.3 مليون برميل. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزون نواتج التقطير، الذي يشمل الديزل وزيت التدفئة، هبط بمقدار 1.8 مليون برميل مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 1.3 مليون برميل. وارتفع صافي واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً. *أوروبا تحتاج إلى الغاز الروسي الرخيص وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس خلال المؤتمر، إن الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة لا يستطيع المنافسة في أوروبا، مضيفاً أن الغاز المسال الأميركي أغلى 30 في المئة مقارنة بالغاز الروسي الذي تضخه موسكو إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك اليوم إن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا قد تسجل مستوى قياسياً هذه السنة. وأضاف أن أوروبا تحرص على شراء مزيد من الغاز من روسيا، على رغم ضغوط الولايات المتحدة التي تحض القارة على الحد من اعتمادها على الغاز الروسي. أما الرئيس التنفيذي لشركة «غازبروم» الروسية المصدرة للغاز، فأكد أن أوروبا قد تحتاج إلى 100 بليون متر مكعبة من إمدادات الغاز سنوياً بحلول العام 2030 نظراً لتراجع الإنتاج.
مشاركة :