أشادت السلطة الفلسطينية أمس، برسالة وجهها 112 عضواً في الكونغرس الأميركي إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، طالبوه فيها بتراجع الإدارة عن قراراتها وقف المساعدات المقدَّمة إلى الفلسطينيين، خصوصاً تلك المخصصة لدعم «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) ووقف دعم مستشفيات القدس المحتلة، معتبرين أنها «تهدد استقرار المنطقة، وتقوّض قدرة الولايات المتحدة على تسيير المفاوضات». وتوجهت الرسالة، التي نشرتها وكالة «وفا» أمس، إلى بومبيو بالقول: «باعتبارنا من المؤيدين الأقوياء لالتزام الولايات المتحدة كرامة الإسرائيليين والفلسطينيين وأمنهم، نبعث لكم بهذه الرسالة، لنحضّ الإدارة على العودة عن قراراتها التي أدت إلى إنهاء المساهمات الحيوية للولايات المتحدة في وكالة أونروا وإعادة برمجة المساعدات الخارجية الثنائية بعيداً من الضفة الغربية وغزة». وأضافت الرسالة: «فيما تواصل (حركة) حماس العمل في تجاهل تام لسلامة سكان غزة وحريتهم، فإن الخطوات التي تتخذها الإدارة ستؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة وزيادة تآكل آفاق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين». ووصف النواب الـ112 الخطوات الأميركية بأنها «تقوّض قدرة الولايات المتحدة على تسيير المفاوضات التي ستؤدي إلى حل قائم على أساس دولتين لإنهاء الصراع». وأعربوا عن اعتقادهم «بضرورة أن يستأنف طرفا النزاع المفاوضات». ولفتوا إلى أن «قرارات الإدارة، سواء كانت تهدف إلى الضغط على القيادة الفلسطينية للعودة إلى طاولة المفاوضات أم لا، ستؤدي إلى نتائج عكسية». واعتبر النواب وقف المساعدات للفلسطينيين تجاهلاً لقرار الكونغرس الأميركي في هذا الشأن، إذ «إن الكونغرس خصص مساعدات ثنائية للضفة الغربية وقطاع غزة ومساهمات لأونروا على أساس التوافق بين الحزبين بعد مداولات ومناقشات مكثفة، لكن رفض صرف هذا التمويل يتجاهل الكونغرس الذي يمنحه الدستور حق إدارة المال وإرادة الشعب الأميركي، وهو المجلس الذي انتخبه الشعب الأميركي لتمثيله». وحضّوا الإدارة على «العودة عن قرارها بخصوص التمويل للعام المالي 2017 والتزام مساعدات السنة المالية 2018 كما قررها الكونغرس». ووصف السفير الفلسطيني السابق في واشنطن حسام زملط، الذي أبعدته الولايات المتحدة من أراضيها أخيراً، الرسالة بأنها «تمثل انتصاراً للموقف الفلسطيني»، فيما اعتبرتها وزارة الخارجية الفلسطينية «محاولة لتصحيح اتجاه إدارة ترامب».
مشاركة :