عندما أريد أن أكتب كلمة عن الوطن.. الوطن الذي يسكنني.. وطني المملكة العربية السعودية، أجد الحروف «تتقزم» ومن أين أبدأ! وطن يشهد له العدو قبل الصديق.. وطن قاده رجال هم جبال شاهقة استطاعوا أن يبنوا لنا هذا الكيان الشامخ، هذا الوطن الرائع. عبدالعزيز بن عبدالرحمن القائد الشهم الشجاع، السياسي المتدين البارع، الملك الحنون، باني النهضة السعودية، نتذكره بمزيد من الفخر والحب والإعجاب، لله دره من قائد! أسس دولة لا مثيل لها ووضع لها أسسا صلبة عليها ما زالت بلادي ترتقي وتعلو شامخة بين الدول بإنجازاتها ونهضتها من دون أن تحيد عن هذه الأسس.. راية التوحيد شعارها ودستورها القرآن. في يومك الوطني أرى وأسمع العالم (شرقه وغربه) يتحدث عنك وعن نهضتك وعن قوتك وعن أبنائك الذين ساروا على نهجه في خدمة الحرمين الشرفين، وأصبحنا على لسان كل مسلم في بلاد العالم بما تقدمه المملكة العربية السعودية من خدمات وأعمال لتسهيل العمرة والحج في طمأنينة ويسر ومن دون خوف أو وجل، والعالم كله ينظر إلينا بدهشة واستغراب كيف تمكنت المملكة من أن تنظم حشودا قدمت لأداء فريضتها في غضون أيام معدودة وجهزت كل هذه الإمكانات والكوادر من أبناء الوطن في خدمتهم من دون ملل أو كلل. فخورة أنا بك يا وطني.. فخورة بمكانتك الاستراتيجية بين دول العالم. ها أنا أحتفل مع أبناء الوطن الغالي باليوم الوطني.. اليوم الذي يعرفه الصغير قبل الكبير، يوم الوطن (الـ88) هو يوم الانجازات، إذ نجد أننا في كل عام نحتفي ويحتفي العالم أجمع معنا ونحن نخطو نحو التقدم والرفاهية. إن المملكة في ثوب عرس جديد يظهر ملامحها الجميلة من تحت «رؤية ٢٠٣٠»، السعودية الجديدة التي جعلت العالم ينظر إليها وهي تخطو بثبات ورؤية، وستأخذ مكانتها في واجهة العوالم الحضارية، إذ بدأت ترتسم ملامحها عبر تلك السياسات الهادفة وتلك الشراكات الاقتصادية الدولية التي دشنتها حكومتنا المباركة بعد إعلان المملكة عن مشروع استثماري عملاق جديد تحت اسم «نيوم»، كما أعلن ولي العهد في سبيل سعيه لتحقيق اقتصاد متعدد المصادر لا يقوم على النفط وحده عن إنشاء مشروعات عديدة تنموية واستثمارية وعلى رأسها مشروع «القدية» وهو مشروع لأكبر مدينة ترفيهية في العالم، وذلك في الثامن من نيسان (أبريل) 2017. ونتجاوز الكثير من الأزمات، فمنذ توحيد البلاد في 1351هـ يطل علينا اليوم الوطني والبلاد تصعد بخطى واثقة وأيادي متشابكة ومجتمع موحد ورؤية طموحة لبلوغ أهدافها التي تعانق السماء، مستمدة من عبق التاريخ الحافل بالبطولات والأمجاد الذي سطره الأجداد جيلاً بعد جيل، وعاماً بعد عام، إنها ملاحم البطولة التي تعمق معاني الوطنية وتجعل منه عيداً يجدد فينا الانتماء، ونبذل معه المزيد لنضاهي الأمم ونتبوأ الصدارة التي نتطلع لها ونستحقها. في أحداقي حملتك حباً يفوق الحب.. وفي أوردتي حملت نبض شموخك.. فخور بانتمائي إليك يا وطني.. فبترابك الطاهر امتزجت دماء آبائي وأجدادي. وطني حبك ليس في قلوب أبنائك، بل في قلوب أبناء المسلمين، فيد الخير ممتدة لهم أينما كانوا. بعد هذا أليس لي الحق أن أفخر بك يا وطني؟ بلى الفخر لي ولكل مواطن ولكل جيل ولكل من يعيش على ترابك يا وطني. حفظك الله يا وطني ودمت سالما ترفل بالأمن والاستقرار.. ودامت لنا قيادتنا الرشيدة.
مشاركة :