الرئيس الروسي في الهند لإبرام اتفاقات أسلحة بالمليارات

  • 10/4/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند الخميس في زيارة تستمر يومين سعيا لإبرام صفقات أسلحة بقيمة مليارات الدولارات مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي ما يرجح أن يثير غضب الولايات المتحدة والصين وباكستان. وحطت طائرة بوتين قرابة الساعة 19,00 (13,30 ت غ) في مطار العاصمة نيودلهي يرافقه مسؤولون حكوميون. وسيجري محادثات ويتناول العشاء مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وأعلن الكرملين قبل بدء الزيارة أن المحطة الأساسية فيها ستكون توقيع صفقة بخمسة مليارات دولار لبيع الهند أنظمة دفاع جوي من نوع إس-400 رغم مخاطر أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على الدول التي تشتري هذه الأنظمة. وقبيل وصول بوتين مساء الخميس، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية كما نقلت عنه وكالة الانباء الهندية ان جهود تطوير انظمة الاسلحة “بما يشمل اس-400 الدفاعية الجوية والصاروخية” ستكون موضع تركيز خاص ضمن قانون يحمل اسم “كاتسا” أي “مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات”. وفرضت واشنطن الشهر الماضي عقوبات مالية على الجيش الصيني لشرائه مقاتلات سوخوي سو-35 روسية وأنظمة اس-400. لكن الولايات المتحدة تواجه وضعا صعبا حين يتعلق الامر بالهند، لانها تريد تعزيز العلاقات مع نيودلهي للتصدي لتنامي نفوذ الصين. وأعلنت واشنطن ونيودلهي الشهر الماضي خططا لاجراء مناورات عسكرية مشتركة في 2019 واتفقتا على تبادل معلومات عسكرية حساسة. وتعتبر الولايات المتحدة الآن ثاني أكبر مزود أسلحة للهند. لكن روسيا تبقى أول مزود أسلحة للهند وستشكل سلسلة صفقات جديدة مع العملاق الاسيوي مكسبا كبيرا لموسكو ونكسة كبرى للولايات المتحدة. وسيبحث بوتين ومودي اللذان يبدو أنهما يقيمان علاقات شخصية جيدة ايضا، صفقة تتعلق بأربع فرقاطات من نوع كريفاك بقيمة ملياري دولار و200 مروحية خفيفة من طراز كا-226 بقيمة مليار دولار. وقال محلل الشؤون الاستراتيجية المقيم في نيودلهي ار.ار. سابرامانيان لوكالة فرانس برس “لقد آن الاوان لكي نثبت بانه لن يتم ترهيبنا من قبل واشنطن”. ويرى خبراء ان الهند تحتاج أنظمة اس-400 لسد الثغرات في دفاعاتها نظرا لتصاعد قوة الصين والتهديدات من باكستان التي خاضت معها الهند ثلاث حروب. وأعلن قائد سلاح الجو الهندي بريندر سنغ دانوا الاربعاء ان انظمة اس-400، ومقاتلات رافال الـ36 التي تم شراؤها من فرنسا في صفقة اثارت جدلا سياسيا عام 2016، يعطيان البلاد “دفعة قوية”. والسنة الماضية حصل نزاع عسكري بين الهند والصين حول هضبة في الهملايا تطالب بها بكين وبوتان حليفة الهند. كما أثارت الصين استياء الهند بتقديمها قروضا هائلة لدول مثل سريلانكا حيث لها نفوذ واسع.– تعاون ثنائي- وسيبحث بوتين (65 عاما) ومودي (68 عاما) أيضا احتمال قيام روسيا ببناء محطة نووية ثانية في الهند. وتقوم موسكو حاليا بتوسيع أكبر محطة نووية في كوداناكولام. وعلى جدول الأعمال أيضا قيام روسيا بتدريب رواد فضاء هنود حيث تطمح نيودلهي إلى إرسال أول مهمة فضائية في 2022. وكان راكيش شارما، الهندي الوحيد الذي وصل إلى الفضاء، قام بذلك في مركبة فضائية سوفياتية في 1984. لكن الشق الأساسي من المحادثات سيتمحور حول الأسلحة. وتعتبر الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم وتقوم بتحديث تجهيزاتها القديمة في عملية تكلف نحو مئة مليار دولار لأن معظمها كان من المعدات السوفياتية على غرار مقاتلات ميج التي تتحطم تكرارا في الأرياف الهندية. وتقيم روسيا والهند علاقات جيدة منذ رحيل ستالين في العام 1953. لكن التجارة السنوية بين الهند وروسيا تراجعت إلى ما دون 10 مليار دولار منذ 2014 مع تقارب مودي دبلوماسيا واقتصاديا مع واشنطن، فيما تقاربت روسيا مع الصين وباكستان. وتعززت العلاقات الثنائية السنة الماضية حين عقد مودي وبوتين قمة ثنائية مثمرة ثم لقاءات في أستانا وخلال قمة مجموعة العشرين في المانيا، كما التقيا في سوتشي هذه السنة. على الصعيد الإستراتيجي، ساعدت روسيا الهند في أن تصبح عضوا كامل العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون هذه السنة وساندت طلب نيودلهي في أن تشغل مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي.

مشاركة :