مسرح لندني يطرح نظارات ذكية للإيجار ضمانا لمشاهدة الجمهور من الصم العروض المسرحية على مدار الساعة، تحت شعار “دائما في خدمة المشاهدين”، حيث تقدم هذه التقنية برنامجا لعرض الترجمة بالتزامن مع أداء الممثلين. لندن - أمضى تيم هاردي، الذي يعاني من صمم جزئي، معظم حياته وهو يشاهد المسرحيات بكشاف في يديه ونص على رجليه حتى يستطيع متابعة ما يقال على المسرح. لكن اعتبارا من الأربعاء الماضي أصبح هاردي قادرا على استخدام نظارات توظف تقنية الواقع المعزز حتى تعرض له ترجمة لحظة بلحظة للحوار مما أتاح له التركيز بشكل كامل على العرض المسرحي. ويعاني هاردي من الصمم الكامل منذ أن كان عمره 18 عاما حتى أنه خضع لعملية زراعة قوقعة في الأذن أعادت له جزءا من سمعه. وقال هاردي في المسرح الوطني في منطقة ساوث بانك (وسط العاصمة البريطانية لندن) “أسمع كل شيء لكنني لا أفسر كل شيء من المرة الأولى”. وكان المسرح يعرض جزءا من مسرحية “خروج الملك” ليوجين يونسكو لمجموعة صغيرة من المشاهدين يرتدون النظارات الجديدة. وأضاف هاردي “كنت اشتري النص كل مرة وأحاول متابعته بكشاف. لكن نظارات الترجمة أحدثت فرقا كبيرا”. وطورت شركة إبسون اليابانية للتكنولوجيا النظارات التي تستخدم برنامجا لعرض الترجمة بالتزامن مع أداء الممثلين. وبدأ طرح النظارات للإيجار في المسرح منذ الأربعاء الماضي. استخدام تقنية النظارات الذكية في المسرح يمثل شكلا جديدا من أشكال تسلل تكنولوجيا الواقع المعزز إلى الحياة اليومية عكس أجهزة الواقع الافتراضي، فإن نظارات الواقع المعزز الذكية من “إبسون” أخف وزنا وأصغر حجما، بما يكفي لاستخدامها أثناء مشاهدة العروض المسرحية دون إزعاج. ويمكن لمستخدمي هذه النظارات تغيير مكان وحجم ولون النصوص المكتوبة التي تظهر على شاشتها، بما يتناسب مع خيارات المستخدم. ومن المقرر تجربة التقنية الجديدة لمدة عام، مع دعم من شركة “أكسنترو” للاستشارات التقنية، في إطار رؤية أوسع للمسرح الهادف الذي يتيح عروض الفن السابع للجميع. وتتيح التقنية الجديدة ضمان مشاهدة العروض المسرحية على مدار الساعة، تحت شعار “دائما في خدمة المشاهدين”. ويمثل استخدام تقنية النظارات الذكية في المسرح شكلا جديدا من أشكال تسلل تكنولوجيا الواقع المعزز إلى الحياة اليومية. وعلى عكس تكنولوجيا الواقع الافتراضي “في آر” التي تعتمد على وجود أجهزة تعرض أمام عين المشاهد عالما يتم توليده من خلال أجهزة الكمبيوتر، فإن تكنولوجيا الواقع المعزز تعرض صورا يتم معالجتها رقميا لتنسج على منوال “بوكيمون غو” وفلاتر “سناب شات”. وسبق هذه التجربة التي تعتمد على التطور التكنولوجي مبادرات لدمج الجمهور من الصم مع نظرائهم الأصحاء، حيث حاولت امرأتان فرنسيتان العام الماضي، ترجمة الأغنيات في حفل أحياه إيف جامايت في سوشايم بمنطقة الألزاس في شرق فرنسا، بلغة الإشارات، بهدف الجمع بين المتفرجين الصم وبين أقرانهم من أصحاء السمع في أجواء حماسية. ووجود مثل هذه النظارات الذكية يمكن أن يقطع شوطا كبيرا في دمج الجمهور بكل شرائحه وإعطاء فرصة للمصابين بالصمم من أن يتابعوا العروض دون الاستعانة بأحد أو اللجوء إلى أدوات تقليدية كالتي كان هاردي يستخدمها من قبل.
مشاركة :