«عاصفة اتهامات» أوروبية لروسيا بالتجسس

  • 10/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت أجهزة الأمن الهولندية أمس الخميس، أنها أحبطت هجوماً إلكترونياً روسياً كان يستهدف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فيما اتهمت قوى غربية موسكو بالتورط في عدد من أكبر مخططات القرصنة الإلكترونية في السنوات الأخيرة.وطردت هولندا أربعة قالت إنهم عملاء روس من البلاد في أبريل، بعد أن كشفت عن محاولة تجسس يقوم بها جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية مستهدفاً منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي. وجاء الاتهام الهولندي بعد ساعات من تحميل كل من بريطانيا وأستراليا جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي المسؤولية عن عدد من أكبر مخططات القرصنة في السنوات الأخيرة، بما فيها قرصنة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأمريكي، والهيئة العالمية لمكافحة استخدام المنشطات في الرياضة. وفي قضية التجسس في هولندا، قالت الحكومة إن الروس أعدوا سيارة محملة بتجهيزات إلكترونية في موقف سيارات فندق ماريوت، بالقرب من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي في محاولة لقرصنة نظامها المعلوماتي. ووقت الهجوم كانت المنظمة تحقق في استخدام غاز أعصاب لتسميم الجاسوس السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا، في سالزيري في بريطانيا. وقال مسؤولون هولنديون إنه لم يتضح ما إذا كانت عملية القرصنة مرتبطة بذلك. ولكن الاستخبارات الهولندية والبريطانية كانت تتعقب الروس الذين تركوا عدة أدلة من بينها جهاز كمبيوتر محمول (لابتوب)، وفاتورة سيارة أجرة من مقر الاستخبارات العسكرية الروسية إلى مطار موسكو، بحسب السلطات الهولندية. وفي بيان مشترك، اتهم رئيس وزراء هولندا مارك روته، ونظيرته البريطانية تيريزا ماي، روسيا بالاستخفاف بالقيم العالمية. وقال البيان: «هذه المحاولة لدخول نظام آمن في مؤسسة دولية تعمل على تخليص العالم من الأسلحة الكيميائية، يبين أن الاستخبارات العسكرية الروسية تستخف بالقيم العالمية والأنظمة التي تصون سلامتنا جميعاً». من ناحية أخرى قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، إن محاولات روسيا اختراق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أثناء تحقيقها في الهجوم بغاز أعصاب على سالزيري أظهر دون شك من كان وراء عملية التسميم. بدوره أعلن القضاء الأمريكي أنه وجه اتهاماً إلى سبعة عناصر في الاستخبارات العسكرية الروسية في الهجمات الإلكترونية.وقال جون ديمرز، مساعد وزير العدل للأمن القومي إن هذه الاتهامات تشمل خصوصاً أربعة عملاء روس طردتهم هولندا الخميس، بعدما اتهمتهم بمحاولة قرصنة مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي. من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، في بروكسل، أن الولايات المتحدة قررت أن تضع تحت تصرف حلف شمال الأطلسي قدراتها في مجال التصدي للقرصنة المعلوماتية، لمساعدته في مواجهة هذه الهجمات الصادرة من روسيا، بشكل أفضل. وقال ماتيس أمام الصحفيين إن «الكيفية التي سنرد بها على شيء من هذا القبيل، قرار سياسي من جانب الدول المعنية، ونحن سنقف بجوارها، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الرد يجب أن يكون من جنس العمل».كما انضمت كندا إلى المجموعة الأوروبية مؤكدة استهدافها بهجمات معلوماتية روسية، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن حكومة كندا ترجح أن ذراع الاستخبارات العسكرية الروسية «مسؤولة عن هذه الهجمات المعلوماتية». وأضافت: «اليوم كندا تضم صوتها إلى أصوات حلفائها للتنديد بسلسلة عمليات معلوماتية مسيئة نفذها الجيش الروسي».وندد الاتحاد الأوروبي بعمل عدائي من الاستخبارات الروسية. وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية ودونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي وفيدريكا موجيريني مسؤولة العلاقات الخارجية، في بيان إن «العمل العدواني يظهر ازدراء للغرض الرئيسي من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية». وأضاف البيان: «نحن نشجب مثل هذه الأعمال التي تقوض القانون الدولي والمؤسسات الدولية». وطالب رئيس حلف شمال الأطلسي ينز ستولتنبرج، روسيا بوقف تصرفاتها «المتهورة». ونفت السلطات الروسية اتهامات القرصنة الإلكترونية ووصفتها بأنها سخيفة. ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى مصدر بوزارة الخارجية قوله: «لم يحدث أي هجوم»، مضيفاً أن المزاعم سببها حملة غربية ضد روسيا. وأضاف: «نحن جزء من كل هياكل المنظمة فلماذا سنخترقها؟ لدينا القدرة على الدخول وشبكتها بالكامل مفتوحة لنا. هذه سخافات أخرى». وفي وقت سابق قالت وكالة تاس الروسية للأنباء، إن روسيا رفضت اتهامات بريطانيا بأن جواسيس روس كانوا وراء هجمات عالمية على الإنترنت قائلة إن المزاعم تأتي في إطار حملة تضليل تهدف للإضرار بالمصالح الروسية. (وكالات)

مشاركة :