تشهد القرية الأولمبية بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، في الحادية عشرة صباح اليوم، مراسم رفع علم الإمارات بعد اكتمال بعثة منتخبنا لأصحاب الهمم المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية التي تقام بمشاركة 3000 لاعب ولاعبة يمثلون 43 دولة يتنافسون في 18 لعبة، فيما يتواجد أصحاب الهمم في 8 ألعاب. وبدأت الألعاب التي تمثل منتخبنا في هذا الحدث القاري المهم في اختبار جاهزيتها بالدخول في أجواء البطولة من خلال الحصص التدريبية التي أجرتها أمس الأول، حيث كانت البداية بحصص تدريبية لألعاب القوى ورفعات القوة والبوتشيا وتنس الطاولة. وأكد ذيبان المهيري أمين عام اتحاد أصحاب الهمم، مدير البعثة أن استعدادات منتخبنا بلغت ذروتها من أجل أن يرسم اللاعبون واللاعبات صورة طيبة عن رياضة أصحاب الهمم في جاكرتا، متطلعا أن تكون الألقاب أفضل من المشاركة في النسخة الآسيوية السابقة التي أقيمت بمدينة أنشيون 2014 والتي حصل خلالها أبطالنا على 25 ميدالية. وكشف المهيري، أن بعثة منتخبنا تجمع بين أصحاب الخبرة واللاعبين الشباب، متطلعا أن يستفيد الذين يشاركون من تواجدهم في الحدث القاري الذي يستحوذ على قدر كبير من الأهمية. وأشار إلى أن جميع اللاعبين على قدر التحدي لرسم صورة طيبة عن رياضة أصحاب الهمم التي تسير على الطريق الصحيح، مثمنا دور الأندية الشريك الأصيل مع الاتحاد في توفير مقومات النجاح للاعبين للتواجد على منصات التتويج. من جهته، طالب عبد الله حسن رئيس لجنة المنتخبات والشؤون الفنية نائب مدير البعثة اللاعبين بالتركيز لأجل تحقيق أفضل النتائج وخصوصا أنه يعد عاملا مهما للوصول إلى منصات التتويج معربا عن ثقته الكاملة في أصحاب الهمم لترك بصمة جديدة في جاكرتا. وقال: الجميع على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل تقديم كل ما عندهم في هذا المحفل القاري المهم للوصول ما يصبو إليه كل منتسب لرياضة أصحاب الهمم والذين عودونا على تحقيق النجاحات على الصعد كافة. من جهته، أكد طارق الصويعي المدير التنفيذي للجنة البارالمبية الآسيوية أن دخول الوفود المشاركة في دورة جاكرتا إلى مقر إقامتهم تم بطريقة سهلة ومريحة، مبيناً أن هناك عدداً من التجهيزات والتحديثات تمت بتوفير 1000 شقة مهيأة لأصحاب الكراسي المتحركة بجانب ربط الخدمات بها بتطبيقات حديثة، تساعد في عملية التواصل من أجل الحصول على كل الضروريات التي يحتاجها أصحاب الهمم. وأوضح «القرية الأولمبية لم تكن مجهزة بالمواصفات الحالية، موضحاً أن الحنكة الإدارية التي يتمتع بها ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية، كانت وراء سرعة التجهيزات حينما أكد للجنة المنظمة للحدث أن مقر إقامته سيكون داخل القرية ليعيش نفس الأجواء التي ستعيشها منتخبات الدول المشاركة، الأمر الذي جعل الحكومة الإندونيسية تسارع في عمل مخطط كامل لإعادة تأهيل القرية، والتي جعلتها الأفضل بالعالم في تاريخ الحركة البارالمبية». وأشار إلى أن الفترة الزمنية التي كانت بين آسياد الأسوياء والبارالمبية قصيرة مما ضاعف من التحدي أمام اللجنة المنظمة في أن تكون التجهيزات على أعلى مستوى. وقال: تمت تهيئة الملاعب بصورة جيدة ولاسيما أن ملعب ميدان الرماية تم تجهيزه في زمن قياسي بعد أن تم العمل فيه خلال فترة استغرقت أسبوعين حتى يصبح مطابقاً للمواصفات الدولية. وأكد الصويعي جاهزية ملعب استاد جي بي كي الذي تتوفر فيه كل مواصفات الملعب الأولمبي لانطلاق المنافسات، مشيراً إلى أنه استضاف نسخة الآسياد الثالثة في عام 1962، والجميع يحتفي بهذه العودة. هيفاء وموزة سفيرتا «رفعات القوة» تمثل هيفاء النقبي، وموزة الزيودي، المرأة الإماراتية في منافسات رفعات القوة، حيث كانت هيفاء العنصر النسائي الوحيد الذي يمثل الإمارات في هذه الرياضة في الفترة السابقة قبل أن تنضم إليها موزة الزيودي، وتقرر خوض غمار هذه اللعبة الشاقة. ونجحت النقبي مؤخراً في انتزاع برونزية وزن 74 كجم في بطولة آسيا وأوقيانوسيا التي استضافتها اليابان منتصف سبتمبر الماضي. وتمتلك النقبي مسيرة حافلة بالعطاء والعزيمة والتحدي، في سبيل تحقيق هدفها وحلمها برفع علم الدولة في المحافل كافة وهو ما تحقق لها ومازالت تتطلع إلى المزيد. بدأت النقبي مسيرتها الرياضية في العام 2010، وتحديداً وسط صالات نادي خورفكان لأصحاب الهمم، حيث وجدت نفسها في لعبة رفعات القوة، على الرغم من عزوف العديد من الفتيات عن هذه الرياضة، وتخوفهم منها لطبيعتها، وصعوبتها على العنصر النسائي إلا أنها رأت فيها جوانب أخرى جذبتها وأهمها التحدي والصبر، حيث استطاعت في فترة قصيرة من ممارستها للرياضة التي تعشقها أن تحرز 5 ميداليات في مشاركاتها القارية الدولية، و13 محلية، متنوعة بين الذهب والفضة والبرونز، ومنها برونزية وزن 86 كجم في منافسات بطولة آسيا المفتوحة لرفعات القوة التي أقيمت في مدينة ألماتي الكازاخستانية، بمشاركة 220 لاعباً ولاعبة من 30 دولة في أغسطس 2015، وهو الإنجاز الذي نال إشادة الجميع. وأثمر هذا العطاء المتواصل عن نجاح هيفاء في بلوغ أولمبياد البرازيل للمرة الأولى عام 2017، حيث كانت أول ممثلة للمرأة الإماراتية في لعبة رفعات القوة في تاريخ الدورات الأولمبية. وقالت هيفاء النقبي لقد جذبتني رفعات القوة لأنني تعلمت منها الكثير، وأهم ما تعلمته هو الصبر والتحدي، واستطعت من خلال هذه الرياضة أن أحقق حلمي بالوصول إلى أولمبياد البرازيل وهو حلم يتمناه كل رياضي، وأسعى إلى تحقيق حلمي الآخر والمتمثل في إحراز ميدالية للإمارات في ألعاب جاكرتا، وفي أولمبياد طوكيو 2020. شاركت هيفاء في مختلف المحافل وهي بطولة آسيا عام 2013 في ماليزيا، وبطولة العالم في دبي 2014، والآسياد بكوريا الجنوبية في العام نفسه، وبطولة أوروبا المفتوحة في المجر عام 2015، وبطولة آسيا في كازاخستان 2015، وبطولة العالم المفتوحة في ماليزيا 2016. خبرات خميس والعرياني والقايد أكد الدكتور مصباح إبراهيم جعفر المنسق الفني للبعثة، أن اللاعبين في قمة جاهزيتهم النفسية والبدنية والكل إصرار وعزيمة لتقديم كل ما عنده، مبيناً أن الفرق المختلفة أكملت جاهزيتها من خلال التحضيرات التي سبقت تواجدها في جاكرتا. وأشار إلى أن المستوى الفني لنسخة إندونيسيا سيكون عالياً في وجود أبطال أولمبيين لهم وزنهم وثقلهم من مختلف دول القارة مثل الصين وتايلاند وإيران واليابان وكوريا وبعض الدول العربية الأخرى، مؤكداً أن أبطالنا لا يقلون مستوى عن أقرانهم، متطلعاً أن يحقق اللاعبون ما نصبو إليه جميعاً. وقال: منتخبنا يضم أبطالاً عالميين يملكون من الخبرات التي تؤهلهم لمواصلة مسيرة النجاحات أمثال محمد القايد، وعبد الله العرياني ومحمد خميس. وأضاف: الإمارات تشارك لأول مرة في الجودو والدراجات وهما من الرياضات المعروفة في القارة، حيث تملك بعض الدول سجلاً حافلاً فيهما. تفاعل الرعاة ظلت رياضة أصحاب الهمم تجد تفاعلا كبيرا من المؤسسات المختلفة برعاية منتخباتنا خلال مشاركاتها الخارجية لأجل رفع علم الدولة عاليا خفاقا في جميع المحافل القارية والدولية. وتضم قائمة رعاة منتخب أصحاب الهمم، مجلس أبوظبي الرياضي الراعي الاستراتيجي للاتحاد، و«مبادلة» الراعي الذهبي لأنشطة وبرامج الاتحاد، و«بوريالس» الراعي الذهبي لأنشطة وبرامج الاتحاد، واتصالات الراعي البلاتيني للألعاب البارالمبية الآسيوية.
مشاركة :