التغير المناخي وخفض الانبعاثات «1من 2»

  • 10/5/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قد نقلل من أهمية التغير المناخي، ولكن هناك حاجة ملحة لخفض انبعاثات الكربون. أشرت في مقال سابق حول كيف يقوم الخبراء المختصون بالتغير المناخي في المنظمات الحكومية الدولية بتطوير وتحسين البحوث والأساليب المتبعة، وسيتمكنون قريبا من إثبات تأثير نمط حياة الإنسان في العصر الحالي، في مناخ كوكبنا. ومع ذلك لا تزال قناعة الفريق الرافض لهذه الفكرة راسخة بأن الخبراء المختصين بالتغير المناخي في المنظمات الحكومية على خطأ، أو أن الأمر كله مجرد عملية نصب واحتيال لزيادة سلطة الحكومة. ورغم حقيقة عدم امتلاكهم أي أدلة وبحوث تثبت ادعاءاتهم أن ارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون غير مؤذية، أو أن الأمر في مجمله ليس بسبب ممارسات البشرية، لم يستطع أحد ردعهم وإيقاف تدخلاتهم في الأمور العلمية. للمضي في هذا النقاش، من المهم دراسة ظاهرة التغير المناخي، التي هي نقطة نزاع بين العلماء ومناهضي الفكرة. باختصار، يعتقد علماء المناخ أن الأرض تتأثر بشكل كبير بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، بينما يشكك مناهضو هذه الفكرة في تأثيره، وردهم هذا ليس بالأمر المفاجئ. ولكن تحديد مقدار ارتفاع درجة حرارة الكوكب؛ بسبب زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون - يقطع شوطا طويلا لتسوية هذا النقاش، وهذا هو السبب لتكريسي هذا المقال بالكامل عن هذا الموضوع. السؤال الرئيس الذي يجب علينا التعامل معه هنا: ما معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب "الاحتجاز الإشعاعي" الناتج عن زيادة الحرارة التي تصل سطح الأرض؟ التأثير الإشعاعي هو الفرق بين أشعة الشمس التي تمتصها الأرض والطاقة المنعكسة إلى الفضاء. تعرف هذه الآلية بظاهرة "الاحتباس الحراري"، حيث يقوم غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي بامتصاص الأشعة المنعكسة من سطح الأرض ليعكسها مرة أخرى إلى سطح الأرض على شكل طاقة حرارية، حيث يصبح بمنزلة غطاء. يعتقد علماء المناخ حاليا أن زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، تعزز من وجود هذا الغطاء، وتسبب ارتفاع درجات الحرارة في العالم. التأثيرات المباشرة كما هو الحال مع معظم الأشياء في المناخ المعقد، لذلك انعكاسات عدة. وقد يكون من بين التأثيرات المباشرة زيادة عملية التمثيل الضوئي، وتراكم الكتلة الحيوية "بشكل جزئي بسبب استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية التسميد"، وزياد التبخر، وارتفاع نسبة بخار الماء في الغلاف الجوي. "يعد بخار الماء أكثر جميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري تأثيرا"، وقد يقودنا ذلك للاعتقاد أنه أمر إيجابي، ولكن بحسب عالم المناخ القدير ريتشارد لنزن من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يترتب على ذلك ردود فعل سلبية. ورغم ذلك فإن "فرضية إيريس" للينزن عن الغيوم، لم يتم اختبار مدى صحتها بعد. يتمثل التأثير الثاني المباشر لارتفاع درجات الحرارة، في ذوبان الجليد في القطب الشمالي والقطب الجنوبي، ما يؤدي إلى خفض ارتداد أشعة الشمس عن الأرض، وزيادة امتصاص الحرارة عن طريق المحيطات. وسيؤدي ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي إلى تسريع ذوبان الأنهار الجليدية، وزيادة تبخر الماء من المحيطات الأكثر دفئا. وذلك ما يحدث فعليا. يتجلى التأثير الثالث في أثر ارتفاع درجات الحرارة على ارتفاع مستوى سطح البحر. فبسبب ارتفاع درجات الحرارة، تمتص المحيطات نسبة أقل من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي ستزداد نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. فما يطلق عليه "تأثير دورة الكربون" له تأثيرات مختلفة في جميع النماذج الأخرى. لا يزال هذا مسألة خلافية. تشير التقديرات حاليا إلى أن 57 في المائة من الانبعاثات الجديدة لغاز ثاني أكسيد الكربون تمتصها المحيطات، ويؤدي ذلك إلى زيادة نسبة الحموضة، التي تعتبر ضارة للمحار والشعاب المرجانية على وجه الخصوص... يتبع.

مشاركة :