الملك عبدالعزيز يعبر نفود الدهناء قبل 75 عاماً ليطلق أول شحنة لتصدير النفط السعودي

  • 9/22/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يقف السعوديون في ذكرى اليوم الوطني ال83 ليستذكروا رحلة التنمية وبناء الوطن التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود يرحمه الله وأرسى دعائمها على أسس ثابتة قفزت بالصحارى والمفازات الخالية إلى مدن صناعية ومراكز حضارية يتفيأ ظلالها الشعب السعودي الذي ساهم بكل تفان وإخلاص في خدمة الوطن والانخراط في ركب الأعمار ومعاضدة قيادته لإيمانه العميق بأن بناء الوطن واجب على كل فرد ومسؤولية أمام الله لأجل الأجيال القادمة. وكان لتدفق النفط عام 1939م أهمية كبرى في تعزيز مرتكزات التنمية وبداية الانطلاق للانضمام إلى ركب الدول المتقدمة التي سبقتنا في مضمار الحضارة والصناعات الحديثة، بيد أن عزيمة الرجال ألحقت السعودية بهذا الركب الحضاري الذي لا يعرف التوقف أو ينهكه طول الطريق. أهمية استثمار الثروات الوطنية أدرك الملك عبدالعزيز يرحمه الله في وقت مبكر أهمية استثمار الثروات الوطنية لبناء الوطن وكانت بداية الالتفات الى الثروات المعدنية ثم النفطية حيث وقع (طيب الله ثراه) اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا "سوكال" بعد أن أنعش اكتشاف النفط في البحرين المجاورة الآمال بوجود مخزونات من الذهب الأسود في الأراضي السعودية وأعقب التوقيع توافد الجيولوجيون الأوئل في 23سبتمبر 1933رحالهم والنزول عند (بلدة) الجبيل الساحلية التي تبعد نحو 105كيلومترات شمال مدينة الدمام وما أن التقطوا أنفاسهم حتى امتطوا الإبل والسيارة في يوم وصولهم نفسه لكي يلقوا نظرة على "جبل البري" الذي يقع على بعد 11 كيلومترا جنوب الجبيل بعدها بأسبوع قاموا بالتوغل جنوباً وإجراء فحص جيولوجي لتلال جبل الظهران ومع أن النتائج كانت مخيبة للامال في بداياتها الا أنها لم تفت من عضد عزيمة الرجال فقد اصر الجيولوجيون على مواصلة رحلة الحفر رغم إخفاق 7 آبار اختبارية إلا أن الخطط في تعميق البئر رقم 7 جاءت ببشائر الفرح بتدفق أول نفط تجاري من الأراضي السعودية حيث توجه الملك عبدالعزيز يرحمه الله عبر نفود الدهناء ليفتتح أول شحنة من النفط السعودي في مايو 1939 لتكون بداية عصر جديد للمملكة. إنجازات أرامكو رؤية الملك عبدالعزيز الثاقبة يرحمه الله كانت تؤكد على أهمية توظيف عائدات النفط لبناء الوطن على أسس حديثة بما يحقق السعادة للشعب السعودي وينقله من حالة الفقر والتخلف الحضاري والثقافي إلى النمو والازدهار ومواكبة التطورات الحديثة والاستفادة من التقنية المتوفرة في ذلك الوقت لتعزيز البنى التحتية وخلق فرص وظيفية لإفراد الشعب الذي كان يعتمد على الرعي أو الزراعة أو صيد الأسماك في أجواء مشحونة بالخلافات والتناحر وانعدام الأمن فحول المملكة إلى واحة من الأمان وبلد يفرض نفسه على المشهد الاقتصادي العالمي لكونه اصبح أكبر بلد مصدر للنفط بالعالم يمتلك صناعة بترولية لا تتوفر في معظم دول العالم. المملكة تقفز بإنتاجها من 20 ألفاً إلى 12.5 مليون برميل يومياً الدور الريادي لأرامكو في إدارة النفط السعودي وتحولت ارامكو بعد أن اصبحت إلى شركة وطنية إلى شركة بترول وكيماويات عالمية متكاملة. حيث تبوأت أرامكو السعودية خلال تاريخها الممتد لثمانين عامًا مكانا مرموقا كشركة رائدة في مجال التنقيب عن المواد الهيدروكربونية وإنتاجها وتكريرها وتوزيعها وشحنها وتسويقها، وأخذت مكانة رائدة بين الشركات العالمية المصدرة للزيت الخام وسوائل الغاز الطبيعي. وتدير شركة ارامكو بحسب تقاريرها احتياطي مؤكد للزيت الخام غير التقليدي والمكثفات في العالم يبلغ نحو 260.2 بليون برميل. وقد وصل معدل إنتاج الزيت الخام اليومي في عام 2012 إلى 9.5 مليون برميل في اليوم. وبلغ إجمالي إنتاج النفط للعام 3.5 بليون برميل، وهو ما يمثل برميل من كل ثمانية براميل من إنتاج النفط الخام في العالم وأكبر كمية تنتجها الشركة في سنة واحدة عبر تاريخها. وتتولى الشركة الإشراف على احتياطيات من الغاز الطبيعي تبلغ نحو 284.8 تريليون قدم مكعبة قياسية. وبلغ إنتاج الغاز في اليوم، من حيث الغاز الخام والغاز المسلم إلى المعامل، 3.9 تريليون قدم مكعبة قياسية، بزيادة قدرها 8.3% مقارنة بعام 2011 وهي أيضًا أكبر كمية تنتجها الشركة في عام واحد. وتملك أرامكو السعودية والشركات التابعة لها أو تشارك في ملكية مصافي محلية ودولية تبلغ طاقتها التكريرية الإجمالية نحو 4.5 مليون برميل في اليوم، وتبلغ حصة الشركة من هذه الطاقة التكريرية 2.4 مليون برميل في اليوم، الأمر الذي يجعلها سادس أكبر شركة في مجال التكرير في العالم. وفي عام 2012، قامت بزيادة إنتاجها من المنتجات المكررة من 495 مليون برميل في عام 2011 إلى 507 ملايين برميل. كما زادت صادراتها من المنتجات المكررة بنسبة 2.4% لتصل إلى 126 مليون برميل. وزادت صادراتها من الزيت الخام بمقدار 100 مليون برميل لتصل إلى 2.521 بليون برميل في عام 2012، تتجه 53.2% منها إلى الشرق الأقصى. إخفاق 7 آبار لم يمنع الإرادة القوية من الوصول إلى ريادة إنتاج النفط عالمياً النفط يعزز من مكانة المملكة في مشهد الاقتصاد العالمي هذه القفزة في الصناعات النفطية أوجدت للمملكة مكانة متميزة في مشهد الصناعات العالمية حيث صنفت المملكة ضمن مجموعة الدول العشرين التي تلعب دورا محوريا في نمو الاقتصاد العالمي سواء بما تمتلكه من صناعات متقدمة أو مصادر لثروات مصادر الطاقة حيث أن المملكة تعتبر عاملا مهما في توفر مصادر الطاقة بصورة موثوقة. ولذلك عززت المملكة من مكانتها العالمية كأكبر منتج للنفط الخام بالعالم لمحافظتها على طاقة إنتاجية تصل إلى 12,5 مليون برميل يوميا وظلت في صدارة المنتجين مؤكدة على قوة ومتانة صناعاتها النفطية وقدرتها على تحقيق الاستقرار لمصادر الطاقة وسهولة انسيابيتها إلى الأسواق العالمية بما تملكه من إمكانيات وخطط مستقبلية ستساهم في دعم وتطوير الصناعات البترولية والصناعات المصاحبة. إذ تجري أعمال النفط في ارامكو السعودية في منطقة شاسعة تمتد على مساحة 1.5 مليون كيلومتر مربع، ما يمكن شركة ارامكو السعودية الذراع الاستثماري للمملكة في مجال الطاقة أن تحقق رؤيتها بتشكيل حافظة أعمالها من خلال تأسيس منظومة عمل متكاملة لإنتاج مزيج الزيت الخام وتطوير المزيد من موارد الغاز غير التقليدي في المملكة و أن تصبح شركة عالمية رائدة للتكرير والكيماويات.تعمل على مساندة المملكة في بناء قطاع مزدهر للطاقة من خلال تطوير اقتصاد فعال في استهلاك الطاقة وتطوير خيارات بديلة للطاقة وبناء التقنيات المتقدمة. وكذلك بناء مؤسسة تتمتع بالحيوية والمرونة والكفاءة لتحقيق التميز التشغيلي والموثوقية العالمية والأداء المأمون من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية والمرونة في اتخاذ القرارات ووضع الميزانيات، واستخدام القياسات الجيدة للأداء وتحسين إجراءات العمل. وايضا بناء القدرات والمعرفة والمهارات لتحسين عملياتها وأنظمة اختيار وتطوير القيادة وتقييم الأداء والإبتكار والبحوث والتطوير. كما تعمل على أخذ بزمام المبادرة في تطوير اقتصاد قائم على المعرفة في المملكة العربية السعودية. استكشافات النفط الصخري ولمواكبة الاستكشافات الحديثة لاستغلال الثروات الاحفورية عملت المملكة على البدء في استكشاف الزيت والغاز الصخري حيث شرعت العام الماضي في عمليات التنقيب في الزيت الصخري، من مكامن الغاز غير التقليدية الذي قد يبلغ ضعف حجم احتياطيات السعودية من الغاز التقليدي المقدر حالياً بإجمالي 286 تريليون قدم مكعب، إذ تشير التقديرات التقريبية بوجود 600 تريليون قدم مكعب من الغاز الصخري غير تقليدية وهي إمكانات ضخمة جداً تخطط المملكة لاستغلالها لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة مع الحفاظ على مستوى صادرات النفط الخام.

مشاركة :