فينيسيا (إيطاليا) - حضرت قضايا الأمن والهجرة بقوة في مؤتمر “كومباس العالمي” لسنة 2018 الذي ينعقد لأول مرة في مدينة فينيسيا الإيطالية على مدى ثلاثة أيام بدأت الخميس وتنتهي السبت. وحضر المؤتمر عدد من الشخصيات رفيعة المستوى وشخصيات ذات شهرة عالمية من مجالات الأعمال والسياسة والإعلام، من 25 دولة. وشددت الإعلامية الليبية فوزية الهوني في كلمة ألقتها خلال المؤتمر على أن الأمن بين ضفتي المتوسط مسؤولية مشتركة. وأضافت “لا يمكن أن يُنظر إلينا كحراس لحدود أوروبا أو كمصدر تهديد لها من حيث تدفق المهاجرين أو تسرب الإرهابيين. نحن أول طرف يواجه هذه التهديدات حاضرا ومستقبلا”. وعزت الهوني تهافت شعوب منطقة جنوب المتوسط على الهجرة نحو أوروبا إلى عدم استقرارها أمنيا، مستشهدة بما يحدث في ليبيا من انتشار للسلاح وهيمنة الميليشيات الخارجة عن القانون، إضافة إلى عدم توفر مقومات العيش الكريم في أغلب المنطقة. وتابعت “يجب على أوروبا ألا تفكر بمعزل عن ضفتها الجنوبية أو عن أفريقيا، فما دام هناك شباب طموح غير راض عن واقعه وما دامت هناك شعوب تتلظى بنار الإرهاب والحروب، فستبقى هناك هجرة شرعية وغير شرعية”. وتحولت ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، إلى مركز جذب لآلاف الراغبين في الهجرة من بلدانهم نحو أوروبا، وخاصة المنحدرين من الدول الأفريقية الفقيرة. ونجحت حكومة الوفاق في خفض عدد المهاجرين نحو سواحل إيطاليا بعد اتفاق وقعته مع سلطات روما في 2016. لكن وسائل إعلام ليبية وإيطالية تحدثت عن صفقة جرت بين المجموعات المسلحة التي تنشط في مجال الهجرة غير الشرعية والسلطات الإيطالية. وقالت تقارير إعلامية العام الماضي إن روما منحت قائد إحدى الميليشيات “العمو” أموالا طائلة مقابل إيقاف نشاطها في الهجرة ومساعدة السلطات الليبية في التصدي لها. وحمّلت الهوني المجتمع الدولي مسؤولية الانفلات الأمني الذي تشهده بلادها قائلة “لم يكن من المبرر أن يشن الغرب مثل تلك الحملة العسكرية ويدمر البنية التحتية ثم يخرج كما دخل دون أيّ استراتيجية واضحة”. وأضافت “اليوم يتحمّل كامل الشعب الليبي تبعات ذلك من انتشار للسلاح بين أيدي الميليشيات والمجموعات غير الحكومية والعصابات الإجرامية”.
مشاركة :