باريس - قالت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة إن نشر روسيا نظام إس-300 الصاروخي المضاد للطائرات في سوريا ينذر بتصعيد عسكري ويعرقل آفاق التوصل لحل سياسي للحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام. كانت موسكو قالت الثلاثاء إنها سلمت نظام الدفاع الصاروخي سطح-جو بعد إسقاط القوات السورية طائرة تجسس روسية في سبتمبر أيلول. واتهمت روسيا إسرائيل بالمسؤولية غير المباشرة عن ذلك لأن القوات السورية كانت تستهدف مقاتلات إسرائيلية تشن هجوما. وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين في إفادة عبر الإنترنت "تراقب فرنسا بقلق تسليم روسيا قدرات دفاع جوي متطورة للنظام السوري". وأضافت "في ظل التوترات في المنطقة يساهم تسليم روسيا مثل هذا العتاد في استمرار خطر التصعيد العسكري ويقضي على احتمال التوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية". لودريان فرنسا تراقب بقلق ويأتي تسليم موسكو صواريخ اس 300 لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ضمن جدل وسجالات مع إسرائيل على خلفية إسقاط الدفاعات السورية طائرة روسية على متنها 15 عسكريا روسيا قتلوا جميعهم حين كانت مقاتلات إسرائيلية تشن غارة على ما قالت إنها أهداف إيرانية في سوريا. وحملت موسكو تل أبيب المسؤولية عن إسقاط الطائرة لأن الجيش الإسرائيلي لم يبلغ موسكو بالغارة إلا قبل دقيقة من إقلاع الطائرة الروسية في أجواء الساحل السوري في الوقت الذي كانت فيه الدفاعات السورية تتصدى للمقاتلات الإسرائيلية. وأثار القرار الروسي غضب الولايات المتحدة وإسرائيل حيث اعتبرتا الخطوة الروسية تصعيدا خطيرا. وتتولى القوات الروسية حالياً تشغيل صواريخ إس-300 المنتشرة قرب قاعدتها البحرية في طرطوس، وصواريخ إس-400 الأكثر تطوراً المنتشرة في محيط قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية. وبدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في أيلول/سبتمبر العام 2015، وساهمت منذ ذلك الحين بتغيير المعادلة على الأرض لصالح القوات الحكومية التي حققت انتصارات متتالية على حساب الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء. وباتت تسيطر على أكثر من ثلثي مساحة البلاد.
مشاركة :