كتب - نشأت أمين: أكد الشيخ عبدالله النعمة أن من الأعمال الصالحة ما يمتد إلى ما بعد الممات، مثل الصدقة والعلم والذرية الطيبة مستشهدا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن العمل الصالح قرين الإيمان، وكل بني آدم خاسر إلا من آمن وعمل صالحاً وإن العمل الصالح ميدانه واسع، ومفهومه شامل، ينتظم أعمال القلوب الجوارح، في الظاهر والباطن. وأضاف: إن من الأعمال التي يقوم بها الإنسان أعمالًا يوميةً معتادة، بل منها ما هو من لوازم بناء الحياة، ولكنها تكون أعمالًا صالحة محسوبة في ميزان العبد، إذا صحت بها النوايا، واستقامت على الطريقة، وأتقن أداؤها، فلا تحقروا من الأعمال شيئًا، فكل عمل في الإسلام معتبر، مهما قل أو صغر، (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). وأكد أن العمل الصالح بشتى أنواعه وألوانه، يحفظ على المرء دينه وعرضه، ويكسب الحياة المطمئنة، ويقوده إلى الخير والراحة، فالشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج في مقدمة الأعمال الصالحات، وبقية الفرائض والواجبات والمندوبات والمستحبات من الأعمال الصالحات بجانب بر الوالدين، وصلة الأرحام، وإكرام الضيف والجار، والجهاد في سبيل الله، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الداعي، ونصرة المظلوم. الأعمال الجليلة وقال إن من الأعمال الجليلة أن تواسي فقيراً، وتكفل يتيماً، وتعود مريضاً، وتنقذ غريقاً، وتساعد بائساً، وتنظر معسراً، وترشد ضالاً، تسعى بشدة ساقيك إلى المستغيث، وترفع بقوة ساعديك لتعين المحتاج والضعيف. ولفت إلى أن الرفق بالحيوان عمل صالح، ركوبه بإحسان عمل صالح، والإحسان في ذبحه عمل صالح: (إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، ولْيُحِدَّ أحدُكم شفرته، ولْيُرِحْ ذبيحته) وسقي الحيوان وإطعامه عمل مبرور بل أكل الطير والبهيمة من حقل الإنسان وزرعه وفناء داره فيه صدقة وأجر. حقل الأعمال وقال إن الأعمال اللسانية بابها كبير.. ذكر ودعاء، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وتعليم العلم النافع، ناهيك بالشفاعة الحسنة، تفك بها أسيراً، وتحقن بها دماً، وتجر بها معروفًا وإحسانًا، وتدفع بها مكروهاً. وأضاف: أما ميدان الأعمال القلبية فواسع.. من الإيمان بالغيب، والحب والبغض، والغضب والرضا، والخوف والرجاء، والخشية والصبر، والتذلل للمولى جل وعلا، والانكسار بين يديه، وتعلق القلب بالمساجد، ومن ذلك الأعمال الفكرية، من التخطيط والتفكير والتأمل والعزم والتصميم، بل النيات والمقاصد لها في الإسلام شأن عظيم، فإنما الأعمال بالنيات. الدائرة الواسعة وتناول الدائرة الواسعة للأعمال الصالحة مبينا أن صاحب المال ينفع بماله، وذا النفوذ ينفع من نفوذه، ورب الجاه ينفع الناس بجاهه.. شريف النفس عظيم الهمة من أحس في نفسه القدرة على العمل، وقضى أعماله بنفسه، وباشر حاجاته بيده، ليس من الأعمال المباحة شيء يُزدرى، فلأن يأخذ الرجل الحبل فيحتطب على ظهره، خير له من أن يأتي رجلاً أعطاه أو منعه. وأكد أن العمل للاقتيات، والكسب من أجل التعفف، والكد على العيال فمن شيم الأنبياء والمرسلين، زراعة وصناعة، وتجارة وحرفه، وإجارة ورعياً، وهو من بعدهم من سمات المسلمين المتبعين، وعلامة من علامات الاستجابة للفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومظهر من مظاهر العزة والكرامة، ومسلك من مسالك الفقه في الدين والحياة. العفة والصدق وقال إن هناك أعمالا نزيهة شريفة محكومة بإطار متين من العفة والصدق، والعدل والرحمة، مر عمر بن خطاب رضي الله عنه على زيد بن مسلم وهو يغرس في أرضه فقال له عمر: (أصبت، استغن عن الناس يكن أصون لدينك، وأكرم لك عليهم)، وقال علي رضي الله عنه: (التجارة ثلث الإمارة)، مكاسب طيبة، وأعمال صالحة، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).
مشاركة :