خلص تقرير جديد أعدّته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن الصين تشكّل «خطراً كبيراً ومتزايداً» على إمدادات ضرورية للجيش الأميركي. في الوقت ذاته، نشرت وكالة «بلومبرغ» تقريراً أفاد بأن جواسيس صينيين دسّوا رقائق كمبيوتر داخل معدات لشركتَي «أبل» و «أمازون»، تستخدمها نحو 30 شركة ووكالات حكومية أميركية. ولفت تقرير البنتاغون إلى نحو 300 نقطة يمكن النفاذ من خلالها، تؤثر في مواد مهمة جداً ومكوّنات ضرورية للجيش الأميركي، مركّزاً في شكل خاص على الصين، في ما يتعلّق بالهيمنة على إمدادات عالمية ضرورية في التطبيقات العسكرية الأميركية. كما أشار إلى وجود بكين على الساحة العالمية، في ما يتعلق بإمدادات أنواع معينة من الإلكترونيات، وكذلك مواد كيماوية مستخدمة في الذخائر الأميركية. ووَرد في التقرير: «من النقاط المهمة، أن الصين تشكل خطراً كبيراً ومتزايداً على توريد مواد وتكنولوجيات تُعتبر استراتيجية وشديدة الأهمية بالنسبة إلى الأمن القومي الأميركي». في السياق ذاته، نفت «أبل» و «أمازون» تقريراً نشرته «بلومبرغ»، نقل عن 17 مصدراً من أجهزة استخبارات وشركات، تأكيدهم مزاعم حول رقائق كمبيوتر دسّها جواسيس صينيون في معدات نحو 30 شركة ووكالات حكومية أميركية. وأفاد التقرير بأن «وحدة من الجيش الصيني تسلّلت إلى سلسلة إمداد خاصة بشركة سوبر مايكرو كمبيوتر، المُنتجة لأجهزة الكمبيوتر، من أجل وضع رقائق خبيثة يمكن استخدامها لسرقة أسرار شركات وأسرار حكومية». وأكدت الوكالة أن «17 مصدراً، بينهم مسؤولون حكوميون ومصادر من داخل الشركات، أكدوا اختراق المعدات وعناصر أخرى». كما استندت إلى 3 مصادر من داخل «أبل»، لتأكيد أن الشركة عثرت عام 2015 على رقائق خبيثة في خوادم اشترتها من الشركة المنتجة لأجهزة الكمبيوتر. لكن «أبل» نفت الرواية، لافتة إلى أنها أجرت تحقيقاً في مزاعم «بلومبرغ»، كما اعتبرت «أمازون» التقرير «غير صحيح». ونفت شركة «سوبر مايكرو كمبيوتر» (مقرّها كاليفورنيا) أن تكون باعت عملاءها خوادم تحوي رقائق خبيثة في اللوحات الأم لأنظمتها، وأكدت أنها لم تعثر أبداً على أي رقائق خبيثة، ولم يردها من أي عميل أو وكالة حكومية العثور على مثل هذه الرقائق. إلى ذلك، نددت بكين باتهامات وجّهها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، بالتدخل في الانتخابات الأميركية، ببذل «مساع تُعتبر سابقة» للتدخل في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المرتقبة في تشرين الثاني (نوفمبر)، وانتخابات الرئاسة المرتقبة عام 2020»، لمنع تجديد ولاية الرئيس دونالد ترامب. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية: «ندعو الولايات المتحدة إلى تصحيح خطأ ارتكبته، والكفّ عن اتهام الصين بلا أساس، وتشويه سمعتها والإضرار بمصالحها وبالعلاقات الصينية- الأميركية». وأضافت أن بنس «أطلق اتهامات غير مبررة ضد السياسة الداخلية والخارجية للصين، وشوّه سمعتها بقوله إنها تتدخل في الشؤون الداخلية (للولايات المتحدة) وفي الانتخابات الأميركية. المسألة مجرد كلام يستند الى إشاعات، وخلط الصواب بالخطأ». وتابعت: «تلتزم الصين دائماً مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وليست لدينا مصلحة في التدخل في الشؤون الداخلية والانتخابات (الرئاسية) في الولايات المتحدة».
مشاركة :