عشرات الأغنيات الوطنية، أعدت خصيصا للاحتفال بنصر أكتوبر المجيد، كتبها ولحنها عظماء المؤلفين والملحنين، وتغنى بها عمالقة الطرب، أغنيات خلدها التاريخ، نسمعها منذ ما يقارب 45عاما، مروا بعد النصر، تقشعر أبداننا، بمجرد سماعها، في أي وقت، كما أنها تثير البهجة بأنفسنا، لكن وقع تأثيرها، في احتفالات أكتوبر من كل عام، له مذاق خاص، وحس متميز، وكل غنوة لها قصة، وأحد هذه الأغنيات، الغنوة التي ترددها كل أم مصرية، سواء فقدت ابنها في الحرب، أو لم تفقده، اغنية "أم البطل"، للمطربة شريفة فاضل، التي فقدت ابنها في حرب الكرامة عام 1973.- قصة الأغنية:فقدت الفنانة المطربة، شريفة فاضل، أثناء حرب أكتوبر1973، نجلها المدعو "بدير"، استشهد خلال قتاله في الحرب، وكان طيار حديث التخرج، أصيبت على إثرها بأزمة عصبية حادة، واعتزلت لظروف المرض، الوسط الفني والناس، مرت شهور وتعافت الفنانة ام البطل، وقررت أن تغني لابنها الفقيد، وكان لها صديقة كاتبة هي "نبيلة قنديل"، قالت شريفة لصديقتها، أنها تود أن تغني لابنها، وبعد دقائق، حصلت شريفة على نص أغنية "أم البطل"، لحن هذه الأغنية، الملحن علي إسماعيل، بدأت بكلماتها التي لاتنسى، "ابني حبيبي ونور عيني، بيضربوا بيك المثل، كل الحبايب بتهنيني، طبعا ما أنا أم البطل".اقترحت شريفة على "بابا شارو" رئيس الإذاعة المصرية الغنوة، رحب بها، وعلى الفور غنت شريفة الاغنية، لكنها دخلت في نوبة حادة من البكاء، سقطت على إثرها مغشيا عليها، تكرر الأمر أكثر من مرة، لكنها أصرت على استكمالها، وبالفعل انتهت من تسجيلها وتم إذاعتها، وظلت شريفة كلما سمعت الأغنية أو غنتها، تنتابها حالة من البكاء الهيستيري، وفي أحد المرات انفجر شريانها، لمحاولتها التماسك، وعدم الانخراط في البكاء، ونصحها الأطباء، بألا تغنيها، لانها تشكل خطرًا على صحتها، اعتزلت بعدها الغناء، وعادت لتغني أغنية "آه من الصبر"، كانت آخر أغنياتها.
مشاركة :