رحيل عطيات الأبنودي رائدة السينما التسجيلية في مصر

  • 10/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رحلت مساء أمس الأول المخرجة الكبيرة عطيات الأبنودي، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 79 عاما، وكانت قد دخلت المستشفى قبل أيام وألحقت بالرعاية المركزة حتى وافتها المنية، وكانت الراحلة قضت سنواتها الأخيرة على كرسي متحرك وغابت تماما عن الساحة الإعلامية حتى كرمت خلال فبراير الماضي من خلال الدورة الثانية لمهرجان أسوان لأفلام المرأة. وقدمت الراحلة خلال حياتها الفنية التي استمرت لما يقرب من 35 عاما عدة أفلام تسجيلية مهمة خاصة بالإنسان المصري والعربي ومشكلات المؤرقة التي دهمته، وكانت بدايتها قبل الإخراج من خلال مسرح العرائس ومسرح التلفزيون، وبدأت مشوارها في الإخراج بفيلم "حصان طين"، وكان ذلك في بداية زواجها من الشاعر عبدالرحمن الأبنودي الذي رأى أن تصبح مخرجة أفضل من رغبتها الأولى في العمل كراقصة أو ممثلة. تعرضت لهجوم شديد طوال فترة عملها لسببين؛ الأول أن أفلامها كانت في اتجاه معارض إلى حد ما للأنظمة الحاكمة، من خلال تسليط الضوء على المشكلات، والسبب الثاني أنها اعتمدت على تمويل من جهات خارجية لتنفيذ أفلامها بداية من 1985 بعد اختيارها في مؤتمر إفريقي لإخراج فيلم عن المجتمع، وتوالت بعدها التمويلات، وكانت لا ترى في ذلك مشكلة، حيث إن هذه الجهات لم تفرض وجهة نظرها عليها. الاسم الحقيقي لها هو عطيات عوض، لكنها لقبت عطيات الأبنودي نسبة إلى زوجها السابق عبدالرحمن الأبنودي، واحتفظت باللقب نفسه حتى بعد الطلاق، لأنه أصبح علامة فنية مسجلة، ولم تر في ذلك مشكلة أيضا، وشهدت الفترة الأخيرة في حياتها حزنا شديدا، نظرا للإهمال الشديد الذي عانته من جانب الأجهزة المختصة هي ومخرجات جيلها، بالرغم من الأعمال المهمة التي قدمتها. وكانت حياتها الأسرية في الفترة الأخيرة مختلفة تماما، حيث ارتبطت بابنتها بالتبني "دكتورة أسماء طاهر"، وأحفادها الصغار وزوج ابنتها، وكانت تلازمهم في كل مكان يذهبون إليه، وكانت العلاقة بينهم غير عادية. كانت الراحلة تنوي في أيامها الأخيرة إنشاء موقع إلكتروني تضع فيه كل أعمالها التسجيلية من خلال موقعها، لكن هذا المشروع لم يكتمل، ووضعت أرشيفها الفني كله على جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وكانت تنوي أنها لو طلبت منها أي جهت عرض الأفلام لمنحتها إياها للعرض مجانا. ومن أعمالها خلال الفترة الماضية التي قدرت بالعشرات، أفلام "صنع في مصر"، الذي يعد آخر أعمالها، وكذلك "توشكى، وقطار النوبة، وإثيوبيا بعيون مصرية، والأحلام الممكنة، وبحر العطش، والتقدم إلى العمق"، وحصلت خلال مسيرتها الدولية على ما يقرب من 50 جائزة محلية وعالمية، إضافة إلى التكريمات الدولية التي احتفلت بأعمالها المؤثرة.

مشاركة :