لم يمر على الولايات المتحدة رئيس «مسحوب من لسانه» وعلناً مثل الرئيس دونالد ترامب. فترامب مثل ما نعبر نحن «اللي بقلبه على لسانه».. واللي بقلب ترامب تعوزه اللغة الدبلوماسية قولاً واحداً.. فهو لا خبرة سياسية له، بل لديه خبرة تجارية واسعة كملياردير صاحب أملاك وتجارة واسعة.. فكثير من الأميركان والأوروبيين يملكون ثروات هائلة، لكنها ثروات قد تكون نتجت أغلبيتها ومؤخراً من خلال ملكياتهم الكبيرة في الشركات المليارديرية، وبالأخص ما اتصل منها بوسائل الاتصال الحديثة بالانترنت وأولاده! فترامب يتعامل أحيانا مع بعض رؤساء الدول وعلناً كما كان يتعامل مع زبائنه أو رجال الأعمال الآخرين، فهو واضح أنه كان يتعامل مع هؤلاء ويحاول فرض رأيه عليهم.. رأينا مقاطع من أحاديثه في البيت الأبيض مع بعض ضيوفه من العرب، نعم فقد نسي ترامب المليون والمليار، وركز مؤخراً على التريليون الذي لا أدري شخصياً كم مليونا؟! على أساس اطلب الكثير تحصل على ما تريد حتى لو انخفض المدفوع عما طلبته؟! *** لكن كما نقول فإبليس يعرف ربه، فترامب لم يتعامل مع كل رؤساء الدول على حد سواء! ونأخذ مثلاً على ذلك تعامل ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جون اون بشكل مغاير!.. ترامب مؤخراً أشعل وسائل التواصل الاجتماعي وحظيت أقواله باهتمام دولي واسع الاسبوع الماضي، ترامب قال في تجمع انتخابي في ولاية فرجينيا السبت قبل الماضي في حشد من مناصريه… انه وكيم وقعا في الحب Fall In Love!.. مضيفاً «لقد وجه كيم الي رسائل جميلة ورائعة. لقد وقعنا في الحب»!.. وقد جاء ذلك بعد أيام من اشادة ترامب بكيم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصفه – أي كيم – بالــ «رائع».. وفي مقابل ذلك وفي تناقض واضح اشتهر به ترامب، كرر في نيويورك دعوته للدول بالامتثال للعقوبات الأميركية على كوريا الشمالية حتى نزعها للسلاح النووي.. البعض رحب بمديح ترامب لكيم، متذكرين التوتر الذي كان يسود واشنطن تجاه كوريا الشمالية العام الماضي، عندما هددها ترامب أمام الأمم المتحدة «بتدمير كامل» للدولة الشيوعية، وهازئاً بالزعيم كيم، واصفا إياه بـ «رجل الصاروخ».. ورد كيم آنذاك بالتشكيك بالصحة العقلية للرئيس الأميركي، واصفاً إياه بأنه «مختل عقلياً».. وكان ذلك في أغسطس الماضي.. وهكذا تدور الأيام لنرى أن من حاز لقب «المختل عقلياً» يقع مؤخراً في حب «رجل الصاروخ»!.. ألم نقل لكم أن ترامب وأمثاله لا يركن أو يعتمد أو ينشد فيهم الظهر؟! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com
مشاركة :