دبي: زكية كرديإنشاء حي دبي للتصميم، كان الخطوة الأولى للتركيز على صناعة التصميم في دبي منذ أكثر من أربع سنوات. ومع التطور الذي شهده الحي، وانجذاب الشركات المحلية والعالمية للتواجد فيه برزت الحاجة لتغذية هذا القطاع بالعنصر البشري الذي يعتبر الأهم في هذه العملية.ومن هنا جاءت فكرة معهد دبي للتصميم والابتكار التي تطورت وأصبحت واقعاً يخبرنا عنه رئيسه محمد عبدالله.عن ولادة فكرة هذا الصرح يشير عبدالله إلى أنها كانت حاضرة منذ انطلاقة هذا التوجه، لكن الحاجة الحقيقية إليه برزت مع إجراء الحي دراسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتمحور حول واقع التصميم وسوق العمل في المنطقة. ويوضح أن الدراسة توصلت إلى مجموعة من النتائج، أهمها المهن الجديدة التي يحتاج إليها السوق في المستقبل القريب، كما تنبأت بأن الشركات تحتاج ل3000 موظف يعملون في هذا القطاع بحلول عام 2019، أما حجم السوق فقدر ب 100 مليون دولار سنوياً مع توقع زيادة سنوية قدرت بنسبة 20 في المئة.وهكذا، وفق محمد عبدالله، ولدت فكرة المعهد بفضل توجه الإمارات، خاصة دبي، لإحراز مكانة مميزة على مؤشر الابتكار، فأوجدت هذه القاعدة لتفريخ المواهب والكفاءات والموارد البشرية في قطاع التصميم.وعن رحلة إنشاء المعهد والبحث عن التخصصات التي تدرّس فيه تبعاً لحاجة سوق العمل قال عبدالله: جاءت الشراكة مع اثنتين من أهم المؤسسات الرائدة في مجال التعليم والأبحاث المرتبطة بالتصميم والابتكار على مستوى العالم، وهما معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) وكلية بارسونز للتصميم، لتكونا شريكين لنا في تطوير المنهج الدراسي، وأنشئ المعهد بتعاون مشترك بين مجموعة «تيكوم» المعنية بإدارة كل مجمعات الأعمال بدبي، والمعنية خصوصاً بتطوير قطاع الاقتصاد المعرفي، وبين سلطة دبي للمجمعات الإبداعية.ويؤكد عبدالله أن المعهد غير ربحي، فالرسوم التي تدخل تصرف على الطلبة والفعاليات وخطط التطوير.أما عن التخصصات والمناهج التي يوفرها المعهد للطلبة، فيقول: اخترنا أربعة تخصصات، وهي: تصميم الأزياء، تصميم الوسائط المتعددة، وتشمل كل ما يتعلق بالجانب التكنولوجي، وتصميم المنتجات، الذي يدخل في جميع قطاعات الصناعة والتصميم، وجانب الإدارة الاستراتيجية للتصميم ويتعلق بالعمل والتسويق، وهو تخصص مفيد لجميع التخصصات. ويتفرد المعهد بمنحه الطالب فرصة التخصص باثنين من هذه التخصصات، وهذا الخيار ليس متاحاً في معظم معاهد التصميم، وهذا يتيح له المزيد من فرص العمل المحتملة مستقبلاً.وجود المعهد داخل حي دبي للتصميم استكمال لاستراتيجية الحكومة واهتمامها بهذا القطاع، حسب عبدالله، كما أن الحي شريك وداعم أساسي بجميع الفعاليات التي يقيمها، وفي عملية التواصل مع البيئة المحيطة على مدار سنوات الدراسة الأربع، من حيث فرص التواصل والتدريب المتوفرة، بخلاف الفرص الوظيفية.ويسلط عبدالله الضوء على منهجية المعهد في بناء علاقة غير تقليدية مع الطالب، باستقطاب الموهوبين، إذ يعرض عليهم تحديات حقيقية في مجال التصميم توفرها شركات ومناسبات عالمية، مثل «إكسبو 2020»، ليعمل الطلبة على تقديم أفكار تخلق حلولاً فعلية.وعن دوره وخططه للمعهد، يؤكد محمد عبدالله أنه عضو في فريق عمل متكامل يعمل على وضع الخطط التي تصب ضمن استراتيجية دبي في هذا التوجه عموماً، ويقول: هذه النقلة في عملية بناء التخصصات التعليمية تبعاً لاحتياجات سوق العمل في المستقبل القريب، والتركيز على نوعية الدراسة، يشكلان ملامح استراتيجية، فالعملية التعليمية هنا تقوم على التوزيع المدروس للحصص النظرية، وساعات التدريب في الاستوديو أو المختبر، مع خلق جو يدعو للتفاعل بين الطلبة أثناء العمل ليكونوا أكثر انفتاحاً على أفكار الآخر. أما المدرّسون في المعهد، فمعظمهم شخصيات لها تاريخها وإنجازاتها في عالم التصميم مثل ساسا براون، هاني عصفور، وغيرهما من أعضاء هيئة التدريس الذين يعودون من خلفيات مختلفة من إيطاليا واليابان وغيرهما، فلا يمثلون الصورة التقليدية للمعلم، بل هم أقرب إلى المدرّب والمرشد.
مشاركة :