ضربة تحت الحزام

  • 10/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رونالدو، رونالدو، رونالدو، لا حديث هذه الأيام في الأوساط الكروية العالمية أكثر من اللغط المثار حول النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الكل يتهامس ويناقش بخصوص حياة هذا اللاعب. حياته وعيشته الجديدة في تورينو الإيطالية، حياته الخاصة والعامة، حياته بكل تفاصيلها سواء فوق الميدان أو خارجه. ربما هي كل خطوة يخطوها هذا النجم، وكل هدف، وكل إضاعة فرصة هدف، وكل تصرف يقوم به على الملعب يدعو إلى تسليط المزيد من الأضواء عليه. وفي كل مرة يجتذب رونالدو الكل للحديث عنه والتطرق لمسائل مختلفة تهم مسيرته الرياضية وحياته، اليوم أجد نفسي مضطرا للمضي مع الجماعة، وأخصّص وقتا آخر للبحث في بعض فصول “الدنيا” التي يعيشها كريستيانو رونالدو. ربما لا يكاد يمر أسبوع دون أن يتصدر هذا “الدون” كل العناوين، لا شيء في تفاصيله وجزئيات حياته غير قابل للنشر والنقاش، لا شيء لدى رونالدو يترك، بل تبدو كل حركاته وسكناته، انطلاقاته وسقطاته فوق المستطيل الأخضر وبعيدا عنه، مصدر إلهام ومدعاة لحديث مستفيض، وعنوانا رئيسيا لسبق صحافي مغر. هي هكذا حياة النجوم، سواء في الفن أو في عالم الكرة، أما رونالدو فقد اختصر كل المسافات ونال القسط الأكبر من الاهتمام والأضواء، لا يكاد يمر يوم وليس أسبوع، ولا يكون رونالدو “عريس” الصفحات الأولى لعدد كبير من الصحف المختصة، صفراء كانت أو جادة، فاسم رونالدو لوحده يكفي لزيادة عدد المبيعات، واسمه وحده يعادل آلاف المرات تأثير الإشهار والدعاية. أما هذه الحكاية فليست وليدة اللحظة، بل هي سلسلة متراصة وموصولة جيدا بدأت منذ سنوات، بدأت منذ انتقاله الأسطوري من سبورتينغ لشبونة إلى مانشستر يونايتد سنة 2003، لقد كان هذا الانتقال مؤشرا لميلاد نجم جديد تعاملت معه الصحف الصفراء في إنكلترا بالكثير من المتابعة والاهتمام المبالغ فيها أحيانا، إذ انشغلت دائما بحياته الخاصة. في الماضي شغل إذا رونالدو الجميع، حتى في الملاعب كان دائما نجم الصورة الأولى، أتذكر ذات مرة وتحديدا سنة 2004 عندما سلطت عليه وسائل الإعلام كل الأضواء خلال نهائي بطولة أمم أوروبا الذي أقيم بالبرتغال، حيث بكى صاروخ ماديرا بحرقة بعد خسارته مع منتخب بلاده أمام اليونان، دموع فتى التاسعة عشرة تصدرت واجهة أغلب الصحف طيلة أسبوع كامل. ولم يختف أبدا رونالدو عن الأنظار، ظل منذ ذلك الحين مصدر جذب ومثار عناية خاصة، سلطت عليه وسائل الإعلام رقابة لصيقة في حياته الخاصة تماما كما يحصل معه في الملاعب. الانتقال إلى مدريد والتعاقد مع الريال سنة 2009 أحدث ضجة عالمية، كان حدثا أشبه بزلزال هزّ الأركان، لقد تركزت منذ ذلك التاريخ الأضواء أكثر على الدوري الإسباني، فقدوم رونالدو جاء ليحدث معادلة ثنائية القطبين بين رونالدو في مدريد وميسي في برشلونة. لكن الاهتمام الأكبر ناله دوما رونالدو، وخاصة في حياته الخاصة، الكل انهمك بتفاصيل زيجاته التي لم تتم، الصحف ركزت باستمرار على فصول دقيقة وأخبار سرية تهم هذا اللاعب، والكل انشغل أيضا بتفاصيل قصته مع مصلحة الضرائب في إسبانيا والتي استمرت لسنوات. ببساطة لم يكن الاهتمام موجها دوما لتألقه اللافت في الملاعب، بل إن مجرد سهرة يقضيها هذا اللاعب مع أقرانه أو رحلة استجمام مع صديقه تكون مصدر إلهام لهؤلاء المهووسين أكثر من غزارة أهدافه. تواصلت فصول الحكاية خلال الصائفة الماضية بعد قراره المفاجئ بالرحيل عن الريال والتوجه إلى يوفنتوس، كان حدثا “ضخما” وصفقة “القرن” في إيطاليا، تحدث البعض عن تداعيات هذا الرحيل المباغت على نتائج الريال وتكهن البعض بتطور أداء اليوفي بعد ظفره بالصفقة الغالية. في خضم كل هذه التضييقات والرقابة المسلطة عليه باستمرار وخاصة في ما يتعلق بحياته الخاصة، ظل رونالدو صامتا صامدا، هاجسه الوحيد النجاح رياضيا، لكن ربما تأتيك الأخبار القادمة من وراء البحار بما يعكر الصفو ويقض المضجع، فيسلط عليك ضغوط أكبر قد يصعب أحيانا التعامل معها. اليوم، بات هذا النجم حديث الخاص والعام، بات مصدر اهتمام من أحباء الكرة وأيضا ممّن لا يفقهون شيئا في سحر هذه الرياضة، فالحدث المرتبط هنا برونالدو يتعلق بقضية أخلاقية، أثارتها صحيفة ألمانية، قبل أن تتبعها في هذا السياق صحيفة بريطانية. هي “خبطة” العمر التي طالما لهث وراءها “باباراتزي” رونالدو، اليوم صار الجميع يتحدث عن تهمة بحق رونالدو وجهتها له فتاة أميركية ادعت صدقا أو بهتانا أن النجم البرتغالي قام باغتصابها سنة 2009 عندما قام بزيارة الولايات المتحدة الأميركية. أسبوع كامل من الأخبار المتواترة بخصوص هذه القضية، تداعيات كبيرة حصلت، فالأمر جلل والسابقة خطيرة، إلى درجة أن اليوفي تراجعت مرابيحه في البورصة تأثرا بما يحصل حاليا مع رونالدو. اللاعب ذاته بدا مضطربا رغم نفيه التام للتهمة، لقد تحدثت بعض المصادر عن نية بعض المستشهرين إلغاء عقود الرعاية المبرمة معه. في خضم هذه الزوبعة العاصفة، لا همّ لسماسرة الصحافة الصفراء سوى تحقيق المزيد من الأرباح، حتى وإن كان الأمر يتعلق بضربة موجعة تحت الحزام. ضربة تعرض لها رونالدو في السابق العديد من المرات، لكن هذه المرة قد لا تسلم الجرة، قد يحصل السقوط الحرّ، وربما تبدأ اليوم فصول النهاية، لا أدري لماذا تذكرت هذه اللحظة ما حصل لليدي ديانا وصديقها المصري دودي الفايد سنة 1997 جرّاء أضواء “الباباراتزي”؟

مشاركة :