فتحت السلطات المصرية تحقيقًا بشأن إقامة حفل عشاء وعقد قران داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة في مدينة الأقصر جنوب القاهرة. وقال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحفي صباح اليوم السبت، إنه بالإشارة إلى ما أثير عن موافقة وزارة الآثار لإحدى الشركات على عمل حفل عشاء وعقد قران داخل معابد الكرنك، فقد تقرر تكليف مدير آثار الكرنك والأقصر، بتحرير بلاغ بشرطة السياحة والآثار ضد الشركة المنظمة للحفل؛ وذلك لمخالفتها الموافقة الرسمية التي حصلت عليها من وزارة الآثار، التي نصت على عقد حفل عشاء كما هو متبع وليس عقد قران. وأضاف أنه تقرر وقف تعامل وزارة الآثار مع هذه الشركة وإحالة الآثاريين الذين أشرفوا على تنظيم الحفل إلى التحقيق. وأثارت واقعة إقامة حفل عشاء وعقد قران لعروسين داخل معبد الكرنك الفرعوني الشهير، حالة من الجدل الواسع في أوساط الآثاريين والعاملين بالقطاع السياحي المصري بمدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة في صعيد مصر. وأحدث الحفل الذي أقيم داخل أروقة المعبد، مساء الخميس الماضي، واستمر حتى قُرب فجر الجمعة، ما يشبه الصدمة لدى بعض الناشطين في الدفاع عن الآثار المصرية القديمة، خاصةً أن الواقعة هي الأولى من نوعها التي يدخل فيها مدعوون لحفل زفاف أو عقد قران لتناول العشاء داخل حرم معبد أثري. وبحسب شهود عيان كانوا داخل المعبد خلال إقامة الحفل وعقد القران، فقد أقيم بوفيه مفتوح لعشاء الضيوف الذين تجاوز عددهم 350 فردًا داخل المعبد الذي يعد من أقدم وأكبر وأشهر معابد مصر القديمة. وانتقد النائب محمد يس عضو مجلس النواب عن محافظة الأقصر هذه الواقعة، وطالب بالتحقيق فيها وعدم تكرارها، وقيام اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار بتحديد مواقع ثابتة لإقامة مثل تلك الاحتفالات في الساحات المواجهة للمعابد ومحيطها، لا داخل المعابد ووسط آثارها وأعمدتها. وفي الوقت الذي رحَّبت فيه أوساط خبراء الآثار بفكرة تنمية موارد وزارة الآثار، رأى محمد صالح منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية بالأقصر، أن تنمية الموارد لا يعني تحويل المعابد والمناطق الأثرية إلى ساحات أفراح. وأشار صالح إلى أنه اعتاد رؤية الحفلات في الساحات المواجهة للمعابد، أو بعيدًا عن المعالم الأثرية بالمعابد، مثل ما يحدث في معبد الأقصر؛ حيث تقام حفلات العشاء فوق ربوة تطل على المعبد، وليس بين أعمدته. فيما رأى ثروت عجمي مستشار غرفة شركات السياحة في الأقصر، أن إقامة حفل عقد قران وعشاء داخل حرم المعبد وبين أعمدته هو بمنزلة " مهزلة " وسابقة هي الأولى من نوعها. وقال عجمي إنه لا يرى عيبًا في أن تبحث وزرة الآثار عن تنمية لمواردها، باستغلال حرم المناطق الأثرية، أو إقامة فعاليات حضارية وثقافية وفنية ذات قيمة تتناسب وقيمة الآثار الضاربة في أعماق التاريخ، والتي تمثل تراثًا إنسانيًّا لمصر وللعالم أجمع. وطالب عجمي بـالتحقيق في الواقعة، وتحديد المسؤول عنها ومحاسبته، وعدم السماح بتكرارها مجددًا داخل المعابد المصرية. ومن المعروف أن بعض المعابد المصرية القديمة في الأقصر، تشهد على فترات متباعدة، حفلات افتتاح وختام لمهرجانات فنية، أو عروضًا موسيقية، لكن حفلات العشاء يجري إقامتها خارج المعابد وفي الساحات الأمامية منها، على أن تكون خلفيتها هي أعمدة المعابد وصروحها فقط
مشاركة :