قالت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة، إن شجرة نخيل التمر استمرت في لعب دور مهم في التاريخ والثقافة والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الصحراوية، حيث أنه يعطي فوائد وخدمات متعددة للأشخاص والمجتمعات التي يزرع فيها، ويوفر الطعام عالي الطاقة، والأدوية لبعض الأمراض، والمأوى وحماية النباتات التي تنمو تحت ظله من الرياح وارتفاع درجة الحرارة، مشيرة إلي أنه أيضا يؤمن المدخلات للصناعات الغذائية والحرف اليدوية، ويوفر منتجات ثانوية مفيدة في بناء الهياكل والأسقف من القش وصنع أدوات منزلية. وأكدت محرز أهمية هذه الدراسة والتي تم إعدادها بالتعاون بين منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العربية للتنمية الزراعية لتنسيق السياسات والرؤية المشتركة والمبتكرة التقدمية وتعزيز التعاون والشراكة بين جميع الدول العربية المنتجة للتمور بشأن تطوير الإنتاج واستخدام الموارد الطبيعية بكفاءة والتصدير إلي دول أوروبا وفتح أسواق جديدة. وأضافت نائب وزير الزراعة أن تطوير سلسلة إنتاج التمور يحتاج إلى جهود متضافرة، تقودها المنظمات الإقليمية والدولية المعنية، من أجل تقديم التمويل اللازم لتطوير نخيل التمر واتخاذ تدابير سريعة للتحول في قطاع التمور على طول سلسلة القيمة ووفقا لمجموعة من التدخلات المقترحة. وقالت إن من أهم السبل المقترحة في هذا الشأن، وضع استراتيجيات وخطط وبرامج وطنية وإقليمية شاملة ومتكاملة من أجل تنمية نخيل البلح المستدام وتطوير المؤسسات المطلوبة لصياغة وتنفيذ ورصد هذه الاستراتيجيات والخطط، فضلا عن تعزيز القدرات المؤسسية وقدرات الموارد البشرية ووضع خطط للإرشاد والتدريب، كذلك تحسين إدارة الطلب على المياه و تطوير الأصناف التي تستخدم المياه بكفاءة أكبر، بالإضافة إلى كونها قابلة للتكيف مع حالات الجفاف والماء المالح والتغير المناخي. وأشارت نائب الوزير إلى أهمية العمل أيضا علي تحسين تداول التمور بعد الحصاد والتسويق والقدرة التنافسية لسلسلة القيمة التمور، فضلا عن تطوير قاعدة بيانات إلكترونية دقيقة ومفصلة لجميع جوانب سلسلة قيمة التمور، ووضع مواصفات وتطبيق معايير الجودة لضمان الجودة العالية للأصناف المحلية، كذلك إجراء البحوث اللازمة والتطوير واعتماد التكنولوجيا المناسبة في الإنتاج، إضافة إلى دراسة إمكانية إدخال نظام التأمين إلى نخيل التمر في المراحل المختلفة لسلسلة القيمة بما في ذلك الإنتاج والتسويق والمعالجة والتصدير. وخلال كلمته قال البروفيسور ابراهيم الدخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية إن تلك الدراسة هي جهد مشترك بين المنظمة والفاو، حيث بدأت في الربع الأول من العام الجاري وشارك فيها عدد كبير من المتخصصين والخبراء والمعنيين بقطاع التمور في المنطقة العربية، لافتا إلى أنه تم إعداد دراسات شملت 14 دولة عربية وتم إقامة حلقات نقاشية موسعة لاستقصاء الآراء في هذا الشأن. وقال إن الشراكة مع الفاو في هذا الشأن جاءت لإخراج الإطار الاستراتيجي لتطوير قطاع التمور في المنطقة العربية ليكون خارطة طريق للتغيير المنشود في هذا القطاع، لافتا إلى أنه تم تشكيل تحالف ضم: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، والفاو، وجائزة خليفة الدولية للتمور، والمركز الدولي لدراسات المناطق الجافة، والمركز الدولي للزراعات الملحية، لافتا إلي أنه سيلحق بهذا التحالف كيانات كبرى الفترة المقبلة للمساهمة في النهوض بهذا القطاع.
مشاركة :