أعلن مصدر مقرّب من الحكومة التركية لوكالة فرانس برس السبت أنّ الشرطة التركية تعتقد أنّ الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي فُقد أثره منذ الثلاثاء في اسطنبول، قُتل في القنصلية السعودية. وأوضح المصدر "الشرطة تعتقد في استنتاجاتها الأوّلية، أنّ الصحافي قُتل في القنصليّة بأيدي فريق أتى خصيصًا إلى اسطنبول وغادر في اليوم نفسه". وقُبيل ذلك كانت الشرطة التركية أعلنت أنّ فريقًا من السعوديين توجّه إلى قنصليّة السعودية في اسطنبول عندما كان جمال خاشقجي موجودًا فيها، وأنّ الأخير لم يُغادر أبدًا الممثلية الدبلوماسية التي كان قد زارها بغرض إجراء معاملات إدارية. وقالت الشرطة، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأناضول الرسمية، إنّ الفريق المؤلّف من 15 شخصاً "بينهم مسؤولون" وصل إلى اسطنبول على متن طائرتين الثلاثاء وغادر في اليوم نفسه. وتؤكّد الرياض أنّ خاشقجي الصحافي الذي ينتقد السُلطات ويكتب مقالات رأي لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، غادر القنصلية بعدما أجرى بعض المعاملات الإدارية الثلاثاء. وفي مقابلة مع وكالة بلومبرغ نشرت الجمعة، أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ الصحافي ليس موجودًا في القنصلية، مبديًا استعداده للسماح للسلطات التركية بـ"تفتيش" مقرّها رغم أنّ "المبنى خاضع للسيادة السعودية (...) ليس لدينا شيء نُخفيه". وأقام خاشقجي في الولايات المتّحدة منذ العام الفائت خشية اعتقاله، بعدما انتقد قرارات أصدرها ولي العهد السعودي والتدخّل العسكري السعودي في اليمن. وتقول خطيبة خاشقجي التركية خديجة أ. (36 عاما) إنّ خطيبها دخل إلى القنصلية لتسلّم أوراق رسمية من أجل إتمام زواجهما، ولم يظهر منذ ذلك الحين. وتابع ولي العهد السعودي في المقابلة "بحسب ما علمته، أنه دخل وخرج بعد بضع دقائق أو ساعة، لست أكيدًا"، مضيفا أنه "حريص جدا لمعرفة ما حلّ به". وأعلن مدّعي عام اسطنبول السبت أنّ تحقيقًا فُتح لتوضيح ملابسات هذه القضية. وتم استدعاء السفير السعودي في أنقرة إلى وزارة الخارجيّة على خلفية المسألة. - "صحافي لامع"- في وقت سابق، وجّهت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية تحذيرًا للرياض، مؤكّدتين أنه إذا كان خاشقجي موقوفًا لدى السلطات السعودية فإنّ ذلك سيشكل حالة "اختفاء قسري". ووجّهت الناشطة اليمنيّة توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام في 2011 والتي شاركت في تجمع تضامني مع خاشقجي الجمعة في اسطنبول، انتقادات حادّة إلى السلطات السعودية. وفي بادرة تضامن مع خاشقجي، قرّرت صحيفة "واشنطن بوست" أن تترك المكان الذي ينشر فيه مقاله خاليًا على إحدى صفحاتها في عددها الصادر الجمعة. وفي مقالة نشرتها الجزيرة بالإنجليزية، قال الصحافي والمحلل بيل لو إنه يعرف خاشقجي منذ 16 عاما ووصفه بأنه "صحافي لامع لديه روح شديدة الاستقلالية لكنه براغماتي الى حد يخوّله معرفة الى أي حد يمكنه الاقتراب من الخطوط الحمر". وأضاف أنه "صوت يجب على ولي العهد السعودي أن يصغي إليه". وتحتل السعودية المرتبة 169 من أصل 180 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة "مراسلون بلا حدود". وخاشقجي الذي يبلغ عامه الستين في 13 أكتوبر هو أحد الصحافيين السعوديين القلائل الذين انتقدوا حملات توقيف طالت شخصيات ليبرالية وناشطات في سبيل حقوق المرأة رغم الاصلاحات التي أطلقها ولي العهد السعودي. وكان كتب مقالات انتقد فيها بعض سياسات ولي العهد السعودي، قائلا إنّ المملكة منعته قبل أن يُغادرها، من استخدام موقع تويتر للرسائل القصيرة "عندما حذّرت من المبالغة في الحماسة للرئيس (الأميركي) دونالد ترامب عند انتخابه". وتساءل في مقال وقّعه بالتعاون مع روبرت ليسي في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في 6 مارس ما إذا كان برنامج ولي العهد السعودي، ومع توقيف معارضين وناشطين "يتجاهل الأمر الاكثر أهمية في الإصلاحات: الديمقراطية؟". ودعت صحيفة "ذي غارديان" الجمعة في افتتاحية، المجموعة الدولية إلى "محاسبة السلطات السعودية والمطالبة بأدلة على أنه غادر القنصلية فعليًا".;
مشاركة :