بيروت: هدى الأسيرعُرف بأدوار الشر فصدقه الجمهور، وكانت علامة فارقة في سجّله المهني. وجيه صقر الممثل اللبناني الذي اختار هذه الأدوار، مطلقاً العنان لموهبته؛ يتحدث بصراحة في هذا الحوار.هل يزعجك أن أدوار الشر طبعت صورة سلبية عنك؟- في بداياتي لعبت أدوار الشاب الطيب فلم تترك أثراً لدى الجمهور كما تركته أدوار الشر التي تميّزت بأدائها، من خلال العمل على تركيبتها المعقدة، وتحليل شخصياتها من الداخل. أدوار الشر تحرك الجمهور أكثر.هل تعني أن «الشرير» يمكن أن يكون بطلاً؟- أديت بطولة أولى وكنت فيها شريراً. لست ممن يُقدم لهم دوراً محدداً، إنما القلة التي تقرأ المسلسل وتختار الدور الذي يلائمها.ألم تخشَ من ردات فعل المشاهدين؟- أبداً، أتطلّع لتجسيد الأدوار المؤثرة. أدوار الشر منوعة، ولا يتم لعبها بالطريقة نفسها. سبق أن كنت عارض أزياء، إنما درست التمثيل أكاديمياً في الجامعة.هل يتطلب التمثيل شهادة أكاديمية؟- هي سلاح يوصل إلى النجومية، شرط أن يعرف الممثل كيف يختار المميز والجيد.وأن يتعب ليحقق أحلامه؟- تحقيق النجومية يتطلب أكثر، لابُدّ أن يترافق مع أسلحة أخرى: الظهور والحضور اللافت والثقافة الواسعة.كنت من الأوائل الذين آمنوا بالدراما اللبنانية. كيف صمدت؟- الدراما اللبنانية تأسست على أكتافنا، عندما عملت مع الكاتب والمنتج مروان نجار، لم يكن هناك غيره على الساحة. ضحينا مالياً ومعنوياً وصحياً.. فقط لأننا آمنا أن الدراما اللبنانية إلى تطور مستمر، ولا يمكن لأحد أن ينكر فضلنا عليها وأنا فخور بذلك.اليوم بدأت الدراما تُطعم خبزاً؟- ومن قال إنها لم تكن كذلك؟ كيف عشت وأعيش اليوم؟ صحيح أنني امتلكت وكالة عرض أزياء لمدة عشر سنوات، ولكنني لم أجنِ المال من ورائها. بل كان مردودي المادي من مسلسلين أو ثلاثة في العام. لذلك أنا مكتفٍ اليوم وسعيد، أختار ما يعجبني من الأعمال، ولا أقدم تنازلات.أنت من القلائل الذين ظلوا في إطار الدراما اللبنانية؟- وضعت ثقلي فيها، إنما كان لي مشاركات عربية مشتركة، وفي مسلسلات مصرية بحتة، من خلال «شركة الصبّاح» التي فتحت لي الأبواب المصرية. عملت في مسلسل «ذهاب وعودة»، و«الخطيئة». واليوم تراودني فكرة الانتقال إلى الدراما المصرية، بعدما لعبت معظم الأدوار التي أتطلع إليها في «اللبنانية» من خلال 53 مسلسلاً.يُقال إن من يلعب أدوار الشر، يكون في الأغلب عكس ذلك في الحياة؟- لا أشبه الشخصيات التي ألعبها أبداً. أنا ابن قرية، منزلي مفتوح للجميع، أسكن مع والدتي المسنّة، أهتم بها وأسهر على راحتها. ليس لديّ حياة خاصة. وكنت على وشك الارتباط ثلاث مرات، إلاّ أن عدم موافقة الشريكة على العيش مع والدتي، كان سبباً في إنهاء العلاقة كل مرة. طيبتي وعاطفتي جعلتاني أعيش وحيداً، وأنا لست نادماً على ذلك. أمضي أجمل أيام حياتي مع والدتي، وهذا أنا بلا أقنعة.ماذا في جعبتك اليوم؟- مسلسل «حبيبي اللدود» للكاتبة منى طايع، وسينمائياً لا شيء حتى الآن، لا أعرف لماذا يتجاهلني صنّاع السينما؟!.صريح جداً؟- هذا أنا. أقول الحقيقة كما هي ولا يهمني زعل أحد. جماعة السينما لم يطرقوا بابي، ربما لأنني لا أعرفهم. عملت في السينما منذ فترة طويلة، واليوم أحب خوض تجربتها من جديد، خصوصاً مع وجود أعمال أحببتها.
مشاركة :