عندما تفقد الأمل

  • 10/6/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من وقت لآخر تحتاج لمرشدها وأستاذها، تحتاج للرجوع إليه والتحدث معه لسبر أغوار وأسرار نفسها. لكن، في هذه المرة، تعود له وقد فقدت الأمل في الكثير الكثير واقتربت من هاوية اليأس! تزاحمت عليها المخاوف: الفشل، الفقد، الوحدة، الخذلان! والكثير الكثير الذي واجهته وتواجهه منذ فترة. ظنت أنها أحكمت السيطرة على مشاعرها ومخاوفها ومصادر قلقها، وتناست أن الخوف يتخذ أشكالا مختلفة ويرتدي أقنعة مختلفة، وأن القلق من المستقبل قد يضرب بسوطه لحظات الرضا والسعادة! كان كبرياؤها يمنعها من اللجوء إليه وقت ضعفها، كبرياء مزيف يقودها له وقت قوتها وانجازها، فلم ولن تسمح لأحد أن يشاركها لحظات احتياجها وخوفها وضعفها! لكن حدة مشاعرها زادت عن حدها هذه المرة وقبضت بقوة على روحها. لحظات فزع وخوف واختناق، لحظات ظنتها لوهلة عابرة، حتى أصبحت زائرها المقيم! هي: لا أعلم كيف أبدأ، فلم اعتد البوح بمكنونات صدري عندما تكون خوفا. لكن قبضتها بدأت تقوى وتقوى حول روحي وتعتصر قلبي سارقة مني لحظات الفرح والسعادة. أستاذي، بدأ الذنب يعتصرني عندما أسعد وأفرح. المرشد: أحس بمكنونات صدرك يا ابنتي وأرى انعكاس اختناق روحك على بريق عينيك. تكلمي وبوحي كأنك أمام مرآتك. هي: لا طعم للحياة، أعيش بسعادة مع ذكريات الماضي أكثر من فرحة انجازات الحاضر أو شغف أحلام المستقبل! أحس أن مشاعري عصية تارة وأكثر من تلقائية تارة أخرى. لا أعلم السبب.. وأريد الخوض في دروب هذه الحياة وقلبي وروحي وعقلي أصدقاء لا يفترقون! المرشد: سعيد بما أسمع يا ابنتي، نعم، فهذا هو نوع من أنواع جهاد النفس أمام متطلباتها ومغريات الحياة ونقاء سريرتك وطهارة فطرتك وبراءة قلبك. هي: لكنني تعبت، أريد الفرحة والسعادة، أريد أن أعيش عمرا لم أعشه وسعادة لم اختبرها.. وفرحة لم أعها! ما العمل؟ المرشد: شدة التحدي تكمن في بساطته! نحن ننتظر الغد أن يأتي محملا بالأفراح وبالسعادة وننسى أن الغد سيأتي ليأخذ أكثر مما يعطي إلا إذا عشت اللحظة! هي: وكيف لي أن أعيش اللحظة وزائرو الماضي يطرقون الباب من آن لآخر وما بين الزيارات يطل المستقبل المجهول حاملا الخوف والقلق؟ المرشد: قلبك هو بيتك وملكوتك! أنت من تختارين زائريه ومواطنيه، وأنت من تحددين وقت الزيارة ومدتها. احسني ضيافة زوارك وانهي الزيارة سريعا لتعودي للحظتك. لن تنتظري شيئا من الغد وأنت عائشته الآن! هي: ولكن…. المرشد (مقاطعا): لا حل غير ذلك، ولا طريق سوى ذلك الطريق، كوني في «الآن» فقط. هذه هي لحظتك التي تملكين. تجمعت دموع في عينيها أبت أن تتساقط، لكنها أعادت البريق لها! شكرت مرشدها ومؤدبها وخرجت وآخر كلماته معها: كوني في «الآن». رولا سمور Rulasammur@gmail.com www.growtogether.online

مشاركة :