من أوروبا الشرقية وتحديدا من أطراف " أوكرانيا " وفي بلدة وادعة هناك كانت إرهاصات الحلم الأولى ، أسرة مسلمة بسيطة جمعها حب القرآن الكريم ، تشرئب نفوسهم للحرمين الشريفين ويتطلعون إلى زيارة الديار المقدسة ، تقول والدة المتسابق " محمد سلامة " : منذ كان حملا في بطني وأنا أعقد أمالا كبيرة عليه ، فأحيطه بآيات الله العظيم والدعوات المخلصة ، يوما بعد آخر أعمل جاهدة على أن يتقن نطق العربية بمخارج حروف سليمة ، وأستغل حبه للعب كطفل فأستصحب كتاب الله معنا ليحفظ قصار السور ، ثم أدفعه لمن يعينني ويعلمه التلاوة المجودة المتقنة ، وكنت أقدم له الجوائز التحفيزية والتشجيعية ، وأتعهده كغرس أرجو أن أتفيأ في قابل الأيام ظلاله. وأضافت : لم يخيب جهدي ، وبات محبا للقرآن الكريم يفتتح به يومه ويتوسطه ويختمه ، لم تثنه الدراسة والتعليم عن مشروع إتمام الحفظ ، تستحثه عزيمته وهمته وإصراره ، وما إن تطابقت شروط المسابقة عليه ، حتى تم ترشيحه من اتحاد المنظمات الاجتماعية في بلادي ، فسجدت شكرا وحمدا لله القدير على تحقيق الحلم الذي طار بنا على جناح الشوق صوب الديار المقدسة ، واليوم وأنا في مقر الإقامة والضيافة على أمتار من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، يراودني فوزه وتبوؤه مقاعد متقدمة في المسابقة القرآنية العتيقة التي طافت العالم واستقرت في نفوس المسلمين. ورفعت والدة المتسابق أكف الضراعة لمملكة الإسلام - كما يحلو لها الوصف - بأن يحفظ الله عز وجل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ما يقدمه للأمة والإنسانية وما يخص به الأقليات الإسلامية ، وأن يغدق عطاءات الخير على مهوى الأفئدة ببركة المدينتين المقدستين ، وما يقدم لقاصديهما من تسهيلات على مدار العام.
مشاركة :