مَن صاحب الكلمة الأخيرة؟

  • 10/7/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من منا لم يصادف في حياته ذلك الطفل العنيد قوي الإرادة، فالصراع معه من أجل السيطرة والسيادة عادة ما ينتهي بكارثة لكلا الطرفين على حد سواء. الأطفال عندما يطلب منهم القيام بشيء ما ويرفضون! هذا في الواقع لا يمثل مشكلة، فمن الممكن اتباع عدة خطوات لتفادي هذا الرفض إما بالإقناع أو ممارسة بعض الضغوط للامتثال أو حتى الوصول إلى حل وسط. إذاً فأين هي المشكلة؟! المشكلة الحقيقية والتي تواجه الآباء هي في الأطفال الذين يتسمون بالعناد والتحدي، فهم منذ ولادتهم يشعرون بالفخر؛ لأنهم لا ينفذون ما يطلب منهم، ويحبون الجدال، ولابد أن تكون الكلمة الأخيرة لهم بلا منازع، لأن هذا بحد ذاته انتصار يستمتعون به. إذا كان لديك هذا الطفل فأنت تعرف تمامًا ما أعنيه، فمن المرهق حقًا أن يدخل الآباء كل يوم في صراع مع طفلهم العنيد ومشاحنات لا تنتهي حول أشياء من المفترض أن تكون بسيطة أو حتى من المسلمات، فهذا بحد ذاته مستنزف للجهد والوقت والأعصاب. إذاً هنا ما المتوجب علينا فعله للتخفيف من هذه المشاجرات المتكررة ورفع نسبة التعاون؟ أولًا: وضع نظام ثابت، يجب على الجميع اتباعه، وأن مخالفة هذا النظام له عواقب. نظام التربية الثابت والمحدد يعطي الطفل القوي الإرادة والإحساس بالسيطرة الذي يريده دون أن تفقد أنت أعصابك. ثانيًا: طرح الخيارات بقدر المستطاع والابتعاد عن صيغة الأمر، هذا بحد ذاته سيساعد في إشباع حاجة الطفل للشعور بالسيطرة. ثالثًا: لأنك مسؤول أمام الله عز وجل عن تربيتك لأبنائك استقطع من يومك وقتًا ولو قصيًرا وقم بتحليل أنماط الصراعات التي تدور بينك كمربٍ ووالد وبين طفلك؛ وفكر كيف يمكنك تجنبها وما الطرق الأخرى الأكثر ذكاءً والتي تجنبكم المصادمات، وذلك بطرح المطلوب على صيغة خيارات قدر المستطاع. رابعًا: أظهر تقديرك لطفلك عندما ينفذ مطلبًا، وأكثر من الدعاء له بالهداية، وابتغ الأجر من الله. نعلم أن الطفل الذي يتسم بالعناد والتحدي من الممكن أن يكون مدعاة للإحباط والإرهاق في كثير من الأحيان، ولكن الجانب المشرق في هذه المسألة أنه من الممكن أن يصبح في المستقبل من القادة الأقوياء.

مشاركة :