ضياء الدين علي ** استمتعت جماهير اللعبة الشعبية بمباراة السوبر المصري - السعودي التي جمعت بين الزمالك والهلال على استاد جامعة الملك سعود في الرياض، على كأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فقد كانت بالفعل قمة مجنونة ودراما كروية مشبعة، اشتملت على كل أسباب الإثارة بحبكتها وأهدافها وفرصها ومفارقاتها، والأهم من هذا كله، ذاك الجمهور الرائع الذي تجاوب مع كل لحظاتها الجميلة بالهتافات والآهات، حيث وفر لها النجاح المنشود بالصوت والصورة و«الأكشن».. وهو ما نفتقده بشدة في كرة الإمارات. ** فاز الزمالك وأحرز الكأس وحصل على جائزة المليون دولار، على الرغم من أنه كان الأقل فرصاً وسيادة بالمقارنة مع الهلال الذي كان مبهراً للغاية بأسلوب لعبه وشخصيته الهجومية الواضحة، وعلى الغيورين على فريق القلعة البيضاء أن يعتريهم القلق بخصوص مصير الفريق الذي استثمر جيداً فرصه النادرة خلال اللقاء، لأنه كان محظوظاً إلى حد بعيد، فلولا تألق الحارس «جنش» الذي تصدى لأربع تسديدات بالإضافة إلى القائم لكانت النتيجة عكسية وبفارق كبير. أما بالنسبة للهلال فعساه حصل على درس كروي قاس لأن الكرة لا تعترف بفترات السيادة والهجوم والفرص بقدر ما تعترف بالأهداف، والفريق بحاجة إلى دعم منظومته الدفاعية، بخط ظهر متماسك لا يرتكب أخطاء من هذه النوعية التي تسببت في هدفي الزمالك. ** وحفلت المباراة ببعض المشاهد التي تقتضي الوقوف عندها منها ما يلي:- لفت «عموري» نجم كرة الإمارات الأنظار إليه بلمساته الساحرة وتمريراته المميزة لكل هجمات الهلال الخطرة، وهو إلى جانب حارس الزمالك كانا أفضل اللاعبين، ولذا استأثرا بتشجيع الجمهور معظم الوقت.- لعبت تقنية ال «VAR» دوراً مهماً في أحداث المباراة ونتيجتها، حيث كانت سبباً في احتساب هدف الهلال الوحيد الذي اجتازت فيه الكرة خط المرمى من دون أن يلحظها الحكم، كما تسببت في إلغاء هدف اللحظة الأخيرة من الوقت بدل الضائع لنفس الفريق، عندما تبين أن هناك تسللاً، وفي المرتين قامت الدنيا وقعدت، وفي الأخيرة بالذات عاشت جماهير الفريقين دراما الشهد والدموع وهي تتبادل مشاعر الفرح ثم الأسى في أقل من دقيقة والمباراة تلفظ أنفاسها.- كانت المباراة عرساً عربياً تجلت فيه كل المشاعر الجميلة، لا سيما أن قبلها بساعات قليلة كانت الرياض مسرحاً لقرعة «كأس زايد» للأندية الأبطال، وفقط حاول مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، كعادته، أن يستغل منصة الحدث لتوجيه بعض رسائله، لكن المناسبة والحدث كانا أكبر من مشكلاته الخاصة. deaudin@gmail.com
مشاركة :