تنويع مصادر إنتاج الكهرباء وزيادة نسبة الطاقة المتجددةالطاقة الشمسية تحتاج إلى قدرات مالية كبيرة وتقنيات عالميةطرح المشروع بآلية البناء والتشغيل لمدة 25 سنة كتب - يوسف الحرمي: أعلنت المؤسّسة العامة القطريّة للكهرباء والماء «كهرماء « عن طرح مناقصة عامة قبل نهاية العام الجاري لإنشاء أول محطة طاقة شمسية كُبرى لإنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الخلايا الكهروضوئية في دولة قطر. وقال المهندس عيسى هلال الكواري رئيس المؤسّسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» إنّ المؤسسة انتهت من تأهيل «16» شركة من كبريات الشركات العالمية الرائدة في إنشاء وتطوير محطات الطاقة الشمسية، وذلك في إطار طرح المؤسسة مناقصة عامة قبل نهاية العام الجاري لإنشاء أول محطة طاقة شمسية كبرى لإنتاج الكهرباء في قطر باستخدام تقنية الخلايا الكهروضوئية في دولة قطر، وذلك ضمن خُطط المؤسّسة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية وزيادة الطاقة المتجددة. تنويع المصادر جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بالمبنى الرئيسي لكهرماء بمنطقة الدفنة وبحضور عبدالعزيز أحمد آل محمود مدير إدارة التخطيط وتطوير الإنتاج والموارد المائية، ومحمد علي المهندي مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بالمؤسّسة. وقال المهندس عيسى الكواري إن هذا المشروع يأتي تنفيذاً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدّى، حفظه الله، بتقليل الاعتماد على النفط والغاز في فعاليات الدولة الاقتصادية لتحقيق التنويع الاقتصادي، وتماشياً مع رؤية قطر 2030، ضمن ركيزتي التنمية الاقتصادية والتنمية البيئية لتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية وزيادة نسبة الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن السعة الكلية لمشروع الطاقة الشمسية تقدر بنحو 700 ميجاوات على الأقلّ، وسيتمّ ربط 350 ميجاوات مع الشبكة كمرحلة أولى قبل نهاية عام 2020، والمرحلة النهائية في عام 2021، وذلك تحقيقاً للهدف الإستراتيجي المعلن في إستراتيجية التنمية الوطنية 2018- 2022. وذكر المهندس الكواري أن الله حبا هذه البلاد بوفرة في الطاقة الشمسية ومع متابعة التطوّر الملحوظ في تصنيع الألواح الشمسية وهبوط أسعارها ودراسة كميات الغاز الطبيعي الممكن توفيرها جراء إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية قرّرت كهرماء طرح مناقصة محطة للطاقة الشمسية. وقال الكواري إنه تمّ تخصيص أرض لإقامة مشروع محطة الطاقة الشمسية غرب الدوحة بالقرب من منطقة الخرسعة بمساحة عشرة كيلومترات مربعة. وأكّد سعادته أن تخصيص هذه الأرض تمّ بالتنسيق مع وزارة البلدية والبيئة، مع مراعاة كافة الجوانب البيئية، وتقدر سعة الطاقة الشمسية على هذه الأرض بنحو 700 ميجاوات على أقلّ تقدير. تشجيع الاستثمارات وأشار إلى الالتزام بمبدأ الشراكة مع القطاعين العام والخاص ولتشجيع الاستثمارات في المشاريع الكبرى سيتمّ طرح المشروع بآلية البناء والتشغيل ونقل الملكية BOOT المعروف عالمياً، موضحاً أنه ستشارك شركة «سراج للطاقة» في المشروع كمستثمر إستراتيجي وطني، وعليه فقد تمّ تأهيل قائمة تضم 16 شركة من كبريات الشركات العالمية، حيث تم استقطاب الشركات والتحالفات ذات الخبرة في مجال تطوير مشاريع الطاقة الشمسية الكبرى، وذلك من خلال هذا المشروع من المتوقع الحصول على أسعار تنافسية لإنتاج الطاقة وتحقيق توفير الغاز الطبيعي المستخدم في الإنتاج التقليدي، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، وتحسين البيئة المحيطة، وهي من أهداف البرنامج الوطني لترشيد وكفاءة الطاقة «ترشيد»، بخفض 7% من إجمالي الانبعاثات الكربونية بدولة قطر، حيث نجح البرنامج منذ أطلقته كهرماء في العام 2012 وحتى الآن في خفض 1006 مليون طن من الانبعاثات الكربونية الضارة، وأكّد الكواري أن المؤسسة العامة القطرية للكهرماء والماء «كهرماء» ملتزمة مع شركائها بتنفيذ مشاريعنا حسب ما هو مخطط لها، وبما يحقق تنفيذ إستراتيجية دولة قطر 2030. كما عبّر عن شكره لكل من ساهم في الانتهاء من هذه المرحلة.المهندس عيسى الكواري رئيس كهرماء:2 مليار ريال استثمارات المشروعكهرماء لن تدفع قيمة تكلفة مشروع الطاقة الشمسيةتأهيل الشركات العالمية يعكس قوة الاقتصاد القطريالمشروع يوفر فرص عمل للقطريين والمقيمين كشف المهندس عيسى هلال الكواري رئيس المؤسّسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» أنّ الاستثمارات المتوقّعة للمشروع تبلغ 2 مليار ريال قطري، بينما ستتحدد التكلفة النهائية بموجب المناقصة التي سيتمّ طرحها، وستقوم الشركات المطوّرة بتحمل تكلفة المشروع، بينما تقوم المؤسّسة بشراء الإنتاج بموجب عقود طويلة الأجل تصل لـ 25 سنة مع الشركات العالمية. وأشار إلى أن مشروع إنشاء محطة الطاقة الشمسية هو من مشاريع الاي بي بي، حيث يتم تحديد التكلفة من قبل المتنافسين، لافتاً إلى أن كهرماء سوف تقوم بالشراء بسعر التكلفة من المنافسين. وأشار الكواري إلى أن هذه المرحلة الأولى من محطة إنتاج الطاقة الشمسية في قطر، ويأتي ذلك في إطار إستراتيجية دولة قطر 2030، وهناك مراحل أخرى بناء على الحاجة وتوسعة الشبكة في البلاد. وأشار إلى أن الدراسة الأولى للمحطة ستقوم بإنتاج 700 ميجاوات، ولكن سوف نترك الأمر للمطورين، إذا وجدنا أن المطور قدّم لنا سعراً أفضل، فليس لدينا مانع أن نزيد الإنتاج. وقال الكواري إنّ المشروع يعتبر من المشاريع العالمية والمتخصصة، والمطورون الذين تمّ استقطابهم شركات عالمية في هذا المجال، ولكنّ مقاولي الباطن سيكونون شركات قطرية، موضحاً أن المشروع يحتاج إلى قدرات مالية كبيرة وتقنيات عالمية. وتأهيل 16 شركة عالمية للمشروع دليل على قوة الاقتصاد القطري، وأن دولة قطر جاذبة للاستثمار وللمشاريع الكبرى في الدولة. وأوضح الكواري أن إنتاج الطاقة الشمسية يقلل من تشغيل المولدات ونسبة حرق الغاز، وذلك يتوقّف على كمية الإنتاج، وفي حالة إنتاج 700 ميجاوات سيوفر علينا الملايين من الريالات. وذكر الكواري أن مشاريع الطاقة الشمسية أرخص من مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية بالغاز الطبيعي، ولذلك توجهت كهرماء إلى إنتاج الطاقة الشمسية لأن تكلفتها أرخص، ومن الناحية الأخرى صديقة للبيئة، ومن ناحية اقتصادية أفضل في إنتاج الكهرباء. وقال الكواري إن الجدوى الاقتصادية والفنية أثبتت أن مشاريع الطاقة الشمسية أفضل ومشاريع طاقة الهوى ما زالت في مرحلة التجارب، ولم تثبت حتى الآن جدواها التجارية، ولم يصل الحجم لاستثماره تجارياً. طاقة الرياح وفي المُستقبل يمكن التوجه إلى طاقة الرياح، وأشار الكواري إلى أن جميع محطات الإنتاج سواء الطاقة الشمسية أو التقليدية تعمل بنظام BOOT، وسيكون هناك عقد بين كهرماء والشركة المطورة لبناء وتشغيل وصيانة ونقل المشروع بعد 25 سنة إلى المؤسسة أو الاستمرار في عقد جديد، موضحاً أن المشروع سوف يخلق ويوفر فرص عمل للقطريين والمقيمين على حدّ سواء، لافتاً إلى أنه ستُنشأ شركة جديدة بين سراج والمطور، وهذه الشركة ستوفر فرصاً لتوظيف عدد من القطريين وتطوير الخبرات القطرية وتطوير المهندسين القطريين، موضحاً أن المشروع سوف يبني قاعدة لمشاريع الطاقة المجددة، وبناء الكفاءات والقدرات القطرية في هذا المجال. صديقة للبيئة وأفاد الكواري بأن مشاريع الطاقة الشمسية صديقة للبيئة بحيث لا يوجد لها أية انبعاثات ولا آثار ضارة، في حين استخدام الوقود العادي يأتي بانبعاثات كربونية ضارة، ومع أخذ بالاعتبار نحن في دولة قطر نستخدم أفضل وقود عالمي، لا يوجد فيه سوى انبعاثات بسيطة، ورغم ذلك نحن نتوجّه نحو الطاقة الشمسية لأنها صديقة للبيئة، وليس لها أضرار، ولها فوائد تعود على دولة قطر من تقليل استخدام الغاز، وتخفيض الانبعاثات، وفي نفس الوقت وفرت في استخدام الغاز في أمور أخرى أكثر فوائد تعود على الاقتصاد الوطني. لافتاً إلى أن الطاقة الشمسية ستكون من ضمن الشبكة الكهربائية الموحدة في الدولة. موعد الطرح وقال السيد عبد العزيز أحمد آل محمود مدير إدارة التخطيط والإنتاج والموارد والمائية إن طرح المناقصة سيتمّ خلال شهر نوفمبر المقبل، حيث سيتمّ إرسال التفاصيل إلى الشركات المؤهلة، ومن ثم اختيار أفضل العروض المقدمة، موضحاً أنّ الطاقة النظيفة التي سيتمّ إنتاجها من الطاقة الشمسية ستوفر ملايين الوحدات الحرارية من الغاز الطبيعي، ومن ثم استخدام الأخير في صناعات أخرى أو تصديره.
مشاركة :