سقطة مهنية جديدة، شاركت فيها صحف وقنوات تابعة للنظامين التركي والقطري، وشكلت دليلًا جديدًا على استغلالهما قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي؛ للإساءة إلى السعودية. وفي تزامن لحظي لافت، سارعت الصحف القطرية، ومعها حسابات تديرها خلايا إلكترونية تعمل لصالح النظام القطري، لنشر خبر موجز يفيد بالعثور على جثة خاشقجي بإحدى المناطق في مدينة إسطنبول التركية، دون أن تنسب المعلومة لمصدر بعينه. وظهر الخبر في تلك المنصات وبصياغة موحدة في تمام الساعة 12.51، ما يدل على أن جهة مركزية هي التي تولت إعداده وترويجه والتوجيه بنشره، إن لم تكن هي التي تولت عملية النشر، كما جرت العادة القطرية في مثل هذه الأحداث. وشملت قائمة المنصات الإعلامية التي تداولت الخبر الموحد، قناة "الجزيرة"، وصحف "الشرق" و"الوطن" و"العرب"، فضلًا عن حسابات المذيعين العاملين بـ"الجزيرة" وصحفيين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من محاولة بعض المنصات الإخبارية التغطية على سقطتها برد المعلومة إلى حساب "معتقلي الرأي السعوديين"، الذي تديره المخابرات القطرية، فإن ذلك لم ينقذها من الفضيحة؛ نظرًا لأنها نشرت هذه المزاعم بالتزامن مع مصدرها المفترض. وربطت مصادر "عاجل" بين نشر خبر العثور على جثة خاشقجي، ومزاعم أطلقها مدير تليفزيون " تركيا" الناطق بالعربية توران قشلاقجي، الذي يرأس أيضًا "بيت الإعلاميين العرب" حول توافر معلومات لديه بشأن ما أسماه "مقتل خاشقجي". وقال قشلاقجي، خلال وقفة أمام القنصلية السعودية في إسطنبول صباح أمس الأحد: "نمتلك معلومات مؤكدة عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي".. وقال إنهم تلقوا معلومات حول مقتل خاشقجي بوحشية، لافتًا إلى أنهم تلقوا تلك المعلومات قبل يومين إلا أنهم انتظروا للتأكد منها. وأوضح قشلاقجي: "لقد تأكدنا من هذه المعلومات يوم أمس"، مضيفًا: "خبر مقتل جمال خاشقجي صحيح.. والخبر الثاني هو أنه قُتل بوحشية كبيرة". غير أن تصريحات قشلاقجي سرعان ما فقدت قيمتها مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن وجود مؤشرات إيجابية في قضية خاشقجي، الأمر الذي دعا المواقع والحسابات التابعة للنظام القطري لحذف خبرها الموحد، دون اعتذار أو توضيح. وفي وقت سابق، قالت مصادر إعلامية لـ"عاجل"، إن قشلاقجي يستغل علاقاته بالإعلاميين العرب المقيمين في إسطنبول، ومعظمهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، لتصعيد الحملة ضد السعودية، وذلك بمشاركة جهات قطرية أبرزها قناة "الجزيرة"، والتي اعتمدت عليه كمصدر رئيس لأخبارها حول القضية. وظهر قشلاقجي مع خاشقجي، لأول مرة، في أمسية ثقافية عقدت في إسطنبول قبل شهرين، فيما اعتبره مراقبون بداية تحرك تركي لاستغلال اسم خاشقجي في عمل يسيء للمملكة، مستدلين على ذلك بإصرار الإعلامي التركي على اتهام السعودية، رغم أن نتائج التحقيقات لم تعلن بعد. ورأى معلقون أن إقدام وسائل الإعلام القطرية على نشر خبر كاذب بصياغة واحدة وفي توقيت موحد بمثابة "انتحار مهني"، معتبرين أن عدم الاعتذار عن هذه السقطة يدل على أن الأمر كله كان تنفيذًا لأمر ملزم من جهات قطرية عليا.
مشاركة :