نجحت القوات المسلحة الليبية، اليوم الإثنين، في القبض على الإرهابي المصري الهارب، هشام عشماوي، أحد أخطر الإرهابيين المطلوبين على ذمة قضايا إرهابية في مصر، وذلك خلال حملة أمنية للقوات المسلحة الليبية بمدينة درنة حيث يستقر بها «عشماوي» ويقود مجموعة من الميليشيات المسلحة. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، أنه من المحتمل تسليم عشماوي إلى مصر بعد أن تنتهي أجهزة الأمن الليبية من تحقيقاتها. هشام عشماوي، الضابط المفصول من القوات المسلحة المصرية، تحوّل إلى إرهابي خلال السنوات الماضية، وتحديدا في عام 2011، بسبب أفكاره المتطرفة وكلماته التحريضية ضد الجيش، لم يكن مجرد عنصرا عاديا، بل صار قائدا لعدة تنظيمات إرهابية، وتردد اسمه مع وقوع حوادث إرهابية شهدتها مصر خلال السنوات الماضية. تردد اسم العشماوي بقوة كمؤسس لجماعة «المرابطون»، بعد وقوع حادث الواحات التي أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة المصرية، كون الحادث يقع في الجانب الغربي البلاد وبالقرب من الحدود مع ليبيا. كان هشم قد اتهم قبلها في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وظهر كطرف في قضية «عرب شركس»، كما اتُّهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو/تموز 2014 التي أدت إلى استشهاد 30 جنديا، حتى حُكم عليه في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بالإعدام من إحدى المحاكم العسكرية المصرية. وفي 10 من يونيو/حزيران الماضي، نجحت القوات المسلحة الليبية في قتل الإرهابي المصري عمر رفاعي سرور المفتي الشرعي لمجلس “شورى مجاهدي درنة” والمرجعية الشرعية لأغلب التنظيمات المتطرفة في ليبيا والموالية لتنظيم القاعدة، خلال قصف بنيران الجيش الليبي استهدف منزله، وهوالشريك الرئيسي لهشام عشماوي في عملياته. ولد هشام علي العشماوي مسعد إبراهيم، في عام 1978، والتحق في عام 1996 بالكلية الحربية بدأ بسلاح المشاة، ثم بقوات الصاعقة كفرد تأمين، وبحسب ما ذكره أحمد صقر، المساعد السابق لرئيس جهاز تنمية سيناء، لـ«رويترز» عنه، حيث قال، «كان ضابطًا نبيهاً يحل في المقدمة دائماً، بدءا من فرقة الصاعقة الأساسية في الكلية الحربية حتى فرق التدريب الاحترافي في الولايات المتحدة الأمريكية، بشهادة زملائه عن نبوغه»، نقل بعد التحقيق معه إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش، نظرا لنشره بعض الأفكار المتشددة. في عام 2000، عاد العشماوي ليثير الكثير من الشبهات حوله، ويؤكد ما تم تصنيفه عليه من قبل، كونه يتبني أفكارا متشددة، وذلك على إثر مشادة كلامية وقعت بينه وخطيب مسجد في معسكره التدريبي، بعد أن أخطأ الخطيب دون قصد في ترتيل القرآن، وهو الأمر الذى جعل الشبهات تُثار حوله، ووُضِعَ تحت المتابعة من قِبَل المخابرات الحربية، وجرى التحقيق معه على خلفية واقعة توبيخ قارئ القرآن. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحدّ، وفقًا لـ«رويترز»، فقد كان هشام يوزع كتب شيوخ السلفية على زملائه في الخدمة، ويقول، «التحية والسلام لله فقط»، حسب شهادة أحد المجندين السابقين، «كان يصحيني نصلي الفجر وكان يتحدث معنا عن ضرورة أن تكون لك شخصيتك وعدم تقبل المعلومات أو الأوامر دون أن تكون مقتنعاً بها». نقل هشام، إثر ما حدث إلى أعمال إدارية، ولكن لم تهدأ الأمور حينها أيضاً، ففي 2006، وفقاً لشهادة أحد أقاربه، اعتُقل أحد أصدقاء هشام، وتوفي داخل الحجز، ما أدى إلى تحوله لشخص آخر. في 2007، أُحيل العشماوي إلى محكمة عسكرية، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش، فيما صدر حكم المحكمة العسكرية، عام 2011، بفصله نهائياً من الخدمة، ليبدأ بعدها في تكوين خلية مع 4 من ضباط شرطة تم فصلهم أيضاً من الخدمة، لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عدداً من العناصر المتشددة. عمل بعدها في التجارة، ثم في التصدير والاستيراد، وكان يتاجر في الملابس وقطع غيار السيارات، ثم انضم بعدها، عام 2012، لجماعة «أنصار بيت المقدس»، وقاد حينها الخلية وشارك في تدريب الأعضاء على الأعمال القتالية. في عام 2013، رصدت وزارة الداخلية المصرية سفر العشماوي إلى تركيا ومنها تسلل إلى سوريا، لينضم هناك إلي التنظيمات المسلحة ويتلقي تدريبات مكثفة في تصنيع المتفجرات. شارك العشماوي عقب عودته من سوريا في اعتصام رابعة والنهضة، كما أشارت التقارير الصادرة من الداخلية المصرية بضلوعه في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، حيث تولى العشماوى عملية رصد تحركات الوزير مع عماد الدين أحمد، الذي أعد العبوات المتفجرة بالاشتراك مع الضابط المفصول من الجيش وليد بدر، منفذ العملية. في 2013، كان تنظيم «أنصار بيت المقدس»، قبل إعلانه بيعة البغدادي، يريد تكون خلايا تابعة له خارج سيناء، عبر خلايا الوادي في التوقيت الذي بدأ فيه العشماوي بتجهيز خلية في المنصورة، والتي قامت فيما بعد بحادثة مديرية أمن الدقهلية، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم، فحدث تلاق في المصالح المشتركة بينهم. في عام 2014، قامت المجموعة التابعة للعشماوي بتنفيذ حادثة الفرافرة الأولى والثانية، وتم إصدار فيديو بعنوان «صولة الأنصار1»، و«صولة الأنصار2». كانت مذبحة كمين الفرافرة، في 19 يوليو/ تموز 2014، وهي العملية التي استشهد فيها 22 مجنداً، وكذلك كان ضالعا في مذبحة العريش الثالثة، في فبراير/ شباط 2015، التي استهدفت الكتيبة 101، واستشهد خلالها 29 عنصراً من القوات المسلحة، واشترك في التدريب والتخطيط لعملية اقتحام الكتيبة العسكرية. عند إعلان «أنصار بيت المقدس»، مبايعة تنظيم «داعش»، رفض العشماوي، الذي كان يلقب بـ«أبي عمر المهاجر»، ذلك، وقرر الانفصال عنهم بمجموعته، لينتقل بعد ذلك إلى ليبيا وبالتحديد في منطقة درنة، وأصدر تنظيم «داعش» في ليبيا بياناً يطالب فيه بقتل العشماوي. في يونيو/ حزيران 2015، ظهر اسم هشام العشماوي على الساحة مرة أخرى، عقب حادث اغتيال النائب العام، هشام بركات، ثم ظهر بعدها بنفسه وأذاع مقطعاً صوتياً، حيث عرف نفسه بأنه أمير تنظيم «المرابطون»، وقال، «هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين». في أغسطس/ آب 2015، شنّت قوات الأمن حملة لمداهمة مكان تواجد هشام عشماوي، بعد أن أكدت المصادر الأمنية وقتها، أنه أصيب في الاشتباكات التي وقعت بين «أنصار بيت المقدس»، وقتئذ، وقوات مشتركة من الجيش والشرطة بالقرب من طريق القاهرة- السويس، ثم تم تهريبه للعلاج في ليبيا، وأصبح على علاقات وثيقة ببعض الفصائل المسلحة في المنطقة الشرقية. في يونيو/ حزيران 2017، ظهر المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، متحدثاً عن هشام العشماوي، حيث قال، «إن ضابطاً مصرياً سابقاً يقود حالياً جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، ضالع فى الهجوم الإرهابى بالمنيا في مصر، والذي أسفر عن مقتل 29 قبطياً».
مشاركة :