وقع الحدث الذي انتظرته مصر طويلا، وسقط هشام عشماوي أحد أخطر الإرهابيين المصريين في قبضة الجيش الوطني الليبي، في عملية خاطفة بمدينة درنة، معقل المتشددين شرقي البلاد. وتؤكد الحكومة المصرية إن عشماوي، ضابط الصاعقة السابق، وراء عدة هجمات إرهابية، من بينها استهداف قوات الشرطة في منطقة صحراوية في أكتوبر الماضي، مما أسفر عن مقتل 16 من ضباط وجنود الشرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم عام 2013. إلا أن باب الهجمات الذي فتحه عشماوي على مصر يبدو في طريقه للإغلاق، بعد العملية التي روى تفاصيلها لموقع "سكاي نيوز عربية" العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي. وقال المسماري إن القبض على عشماوي يأتي في إطار عملية شاملة في درنة، بدأت قبل سنوات بغارات جوية ثم تحولت منذ أشهر إلى عملية أمنية برية. وأضاف أن "الدائرة ضاقت على الإرهابيين" في درنة، حيث اضطروا للانكماش في حي المغار القديم جدا، وفجر الاثنين نفذت قوات الجيش عملية سريعة لاقتحام أحد مقارهم. وأوضح المتحدث أن عشماوي كانت لديه أسلحة آلية ورشاشة، ومرتديا حزاما ناسفا وبرفقة شخصين آخرين، إلا أن عنصر المفاجأة حال دون قدرتهم على المقاومة، وسقطوا سريعا في قبضة قوات الجيش. وأضاف أن عشماوي، الذي بدأ يتردد على درنة منذ عام 2011، حيث كانت المدينة قد سقطت في يد القاعدة، جند الكثير من الشبان من مصر وبلدان أخرى للعمل لدى التنظيم الإرهابي، حيث شكل كتيبة "المرابطين". وأكد المسماري أن عشماوي خرج من ليبيا عام 2013 متجها إلى سوريا، وهناك درب مجموعة من الإرهابيين. وحسب مصادر بالمخابرات والأمن في مصر، فإن جماعة عشماوي كثفت حملتها لتجنيد ضباط سابقين في السنوات القليلة الماضية، وتعتبرها السلطات أكثر خطورة من المتشددين الذين ينشطون في شبه جزيرة سيناء. وقال المسماري: "طوال فترة تواجده في ليبيا كان على تواصل مع الإرهابيين في مصر، ومع قادة القاعدة وعلى رأسهم أيمن الظواهري، ومختار بلمختار في ليبيا". ووصف المتحدث باسم الجيش الليبي، العشماوي بأنه "من أخطر الإرهابيين على الأمن الإقليمي"، مشيرا إلى أنه كان يسعى لتشكيل ما أطلق عليه "الجيش المصري الحر" التابع لتنظيم القاعدة في درنة، بهدف نقله إلى الأراضي المصرية. وأشار في تصريح سابق، إلى إمكانية تسليم عشماوي لمصر، بعد أن تنتهي أجهزة الأمن الليبية من تحقيقاتها. وفي العملية ذاتها، تم إلقاء القبض على زوجة وأبناء الإرهابي المصري محمد رفاعي سرور، شريك العشماوي وآمر كتيبة "المهاجرين" التابعة للقاعدة. أما الشخصان المرافقان لعشماوي لحظة القبض عليه، فهما المصري بهاء علي العضو في تنظيم القاعدة، والليبي مرعي زغبية. وزغبية ابن مدينة بنغازي، وهو إرهابي خطير جدا تدرب في أفغانستان، وله صولات وجولات مع تنظيم القاعدة، ويعتبر واحدا من مؤسسي الجماعة الليبية المقاتلة.
مشاركة :