أبوظبي: محمد علاء، رانيا الغزاوي، دانة شعبان تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت أمس الاثنين في العاصمة أبوظبي، الدورة الثانية من «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بمشاركة 3300 طالب من المدارس والجامعات، وعدد من منتسبي الخدمة الوطنية.وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، أن إرث المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، سيبقى يلهم شباب الإمارات، ليواصلوا حمل الأمانة ورفع الراية، بروح الطموح والتحدي، لتحقيق أعظم مهمة، وهي رفعة الوطن.ولفت سموّه، إلى أننا تعلّمنا من القائد المؤسس، كيف نؤمن بأفكارنا ونخطط لها ونحققها بالإرادة والعزيمة، مشيراً إلى أن الإمارات تمتلك قناعة راسخة بأن الشباب هم أكبر قوة كامنة لديها.وأوضح أن الدول التي تبحث عن المجد وتثق بالشباب، وتشجعهم، هي التي تنافس وتتصدر وتكسب الرهان.وغرد سموّه على «تويتر»: «مع انطلاق الدورة الثانية لمجلس أجيال المستقبل، نستأنف رحلة صناعة مستقبل الإمارات وريادتها عالمياً. نمتلك قناعات راسخة في الإمارات، بأن الشباب هم أكبر قوة كامنة لدينا. الدول التي تبحث عن المجد وتثق بالشباب وتمنحهم الدافع والتشجيع، هي التي تنافس وتتصدر وتكسب الرهان».وختم سموّه «عندما كنا صغاراً، كنا نرى المؤسس زايد، يرسم أحلامه وأمانيه على تراب الوطن، تعلمنا منه كيف نؤمن بأفكارنا ونخطط لها، ونحققها بالإرادة والعزيمة. سيبقى إرثه يلهم شباب الإمارات، ليواصلوا حمل الأمانة ورفع الراية، بروح الطموح والتحدي، لتحقيق أعظم مهمة وهي رفعة الوطن.وعقدت في اليوم الأول 150 جلسة تفاعلية، وورشاً أضاءت على دور الشباب في مستقبل وطنهم وإسهاماتهم في البناء والتنمية والتطوير، وتحدث فيها مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين وخبراء ومحاضرون».وأكدت شما المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، رئيسة مجلس إدارة المؤسسة الاتحادية للشباب، في كلمتها الافتتاحية، أن القيادة الرشيدة سلّحت شباب الوطن بالعلم. وتحدثت عن تجربتها، طالبةً في مختلف المراحل الدراسية في الإمارات، قائلة إن العمل مع قيادتنا الرشيدة يعلمنا أنه لا بدّ من تحقيق المركز الأول دائماً، وليس لفترة زمنية محددة، أو في مجالات واحدة، وهذا لا يتحقق إلا بالتغلب على التحديات والصعوبات.وأضافت: نجتمع اليوم، لأننا سجلنا في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، من أجل المستقبل، فالفوز في أي مجال يتكون من مراحل عدة، من بينها الاستعداد قبل سنوات وأشهر، من أجل يوم واحد، وهذه القاعات التي ترونها بدأت بفكرة، وكان وراءها مئات المهندسين والمبتكرين والمتطوعين، ظلوا يعملون شهوراً لتروا هذه النتيجة. تعلم اللغات وقالت: حين كنت طالبة في المدرسة، كنت أدرس في القسم العلمي، وكانت ميولي أكثر إلى الاقتصاد والأدب، لكن الوالد كان له رأي آخر، فاقترح عليّ الدراسة في القسم العلمي أساساً، ثم أدرس الاقتصاد والأدب. وفي كل صيف كان أغلب الطلاب والأسر يقضون الإجازة السنوية في السفر، والتنقل بين إمارات الدولة، ولكن كانت أسرتي تحثني على تعلم اللغات، فأتقنت لغات عدّة من بينها الصينية. ومرت الأعوام، وتشرفت بالتحدث باللغة الصينية إلى قرينة الرئيس الصيني، لأكون مترجمة لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.وأضافت: أي مهارة أو لغة تتعلمونها اليوم، يكون لها أثر إيجابي في مستقبلكم، فلا بدّ من استثمار أوقات الفراغ في تنمية المهارات، لأنكم ستحتاجون إليها، لأن الاستعداد والتدريب هما العاملان الأساسيان في النجاح والتفوق؛ ومثالاً على ذلك، إذا نظرتم إلى الفائزين في أي ماراثون، فستجدون أنهم الأكثر تحضيراً واستعداداً وتدريباً وتمريناً.وقالت: أثناء دراستي في جامعة نيويورك أبوظبي، كان هناك طلاب من جنسيات وثقافات ولغات مختلفة، وكان لدي تحدٍّ آخر، أن أثبت أن الإماراتي يستطيع التفوق على جميع الجنسيات، وظل هذا التحدي أمامي، حتى تمكنت من التفوق والنجاح، والحصول على منحة لدراسة الماجستير في واحدة من أكثر الجامعات المرموقة في العالم، وهي أكسفورد، فدرست السياسية العامة، وكنت أصغر طالبة. لبس الحجاب وأضافت: كانت دائماً تأتيني أسئلة من زملائي وأساتذتي: لماذا تصرين على لبس الحجاب، وأنت في بلد آخر، وأهلك لا يرونك؟ فكان ردي لهم، بأن هذا هو ديننا وهذه هي ثقافتنا، فلا بدّ من المحافظة عليهما، أنّى ذهبنا وسافرنا، كما علمنا والدنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ووالدتنا الشيخة فاطمة، فهما من غرسا فينا القيم والمبادئ الإماراتية والإسلامية. العمل الحكومي شهد أولى الجلسات، في قاعة المجلس أمس، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، وجميلة المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، وعدد كبير من طلبة المدارس والجامعات، وتحدث خلالها عبدالله بن طوق، الأمين العام لمجلس الوزراء، عن ميكانيكية العمل الحكومي. استعرض الأعمال التي تقوم بها الحكومات في العالم، والآليات التي تطبق في دولة الإمارات بشكل خاص. مشيراً إلى أول سياسة وطنية تناولت العلاقات الدولية في القرن الثامن عشر، وكانت في فرنسا التي اتبعت الفكر «الراديكالي». كما عرف طلبة الجامعات والحضور، بمهام الحكومة التي تسنّ السياسات وتنظمها، وتضع التشريعات والقوانين، وتقدم الخدمات، فضلاً عن الامتثال الدولي وحفظ الأمن الوطني، والتدخل في مواجهة التحديات، ما يستلزم إجراء تغيير في السياسات للتغلب عليها، وتوفير المعلومات التي يحتاج المجتمع إلى معرفتها بكل شفافية، وتتعلق بقضايا مجتمعية تحت مسمى «السياسة المعلوماتية». ولفت إلى دور رجل السياسة، سواء كان وزيراً أو عضواً في البرلمان، أو دبلوماسياً، والخدمات المدنية المنوطة به، وتصب في خدمة المجتمع ومواجهة أي تحديات. سيف بن زايد يتحدث عن المعادلة الإماراتية يضم برنامج اليوم الثاني، إلقاء خمس كلمات مهمة في القاعة الرئيسية، حيث يلقي الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، عند الخامسة مساء، كلمة ختامية بعنوان «المعادلة الإماراتية». وفي الصباح يتحدث في الجلسة الافتتاحية، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، وناصر الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين، عن مستقبل الوظائف ومهارات المستقبل في الإمارات. كما يتحدث محمد العبار، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «إعمار» العقارية، عن العثرات، سبيلاً إلى النجاح. وخلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة» للتنمية، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية في إمارة أبوظبي، عن الاستثمار في المستقبل.
مشاركة :