ميدل إيست آي: خاشقجي دفع حياته ثمناً لحرية السعوديين

  • 10/9/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

«هذا أسود يوم مرّ عليّ كرئيس تحرير لموقع «ميدل إيست آي»، ولا ينبغي أن يكون كذلك، جمال خاشقجي ليس أول منفيّ سعودي يُقتل، لا أحد يتذكر اليوم ناصر السعيد الذي اختفى من بيروت عام 1979، ولم يره أحد منذ ذلك الحين».. بهذه الكلمات، استهل الكاتب البريطاني ديفيد هيرست مقالاً نشره موقع «ميدل إيست آي» تحت عنوان «جمال خاشقجي سعودي من نوع آخر»، مشدداً على أن الأميركيين الذين لا يهتمون بالسعودية باتوا يعرفون الآن من هو جمال خاشقجي.وقال هيرست: «نعرف الآن الثمن الذي دفعه أحد الصحافيين المتواضعين، حتى يتمكن السعوديون في يوم من الأيام من الحصول على حقوقهم الإنسانية الأساسية، لقد دفع حياته ثمناً، فليرقد بسلام». وقال هيرست، إن الأمير سلطان بن تركي اختُطف من جنيف في عام 2003، والأمير تركي بن بندر آل سعود -الذي تقدم بطلب اللجوء في فرنسا- اختفى في عام 2015، واللواء علي القحطاني ضابط الحرس الوطني السعودي، توفي أثناء وجوده في الحجز، وظهرت على جسده علامات على سوء المعاملة، بما في ذلك الرقبة التي ظهرت ملتوية، وجسمه المنتفخ بشكل سيئ، وهناك العديد والعديد غيرهم. وأشار إلى أن هناك الآلاف يقبعون في السجون، وأن نشطاء حقوق الإنسان -الذين تم وسمهم بالإرهابيين- ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام، بتهم وصفتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، بأنها «لا تشبه الجرائم المعترف بها». وأضاف هيرست: «أعرف رجل أعمال تم تعليقه رأساً على عقب وتعريته وتعذيبه، ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين، في السعودية، يمكن لمنشور واحد على وسائل التواصل الاجتماعي أن يقرّبك من الموت». وتابع بالقول: «لقد ألقت طائرة سعودية قنبلة أميركية الصنع على حافلة مدرسية في اليمن، أسفرت عن مقتل 40 ولداً و11 راشداً في رحلة مدرسية، وهكذا وقع الموت عن طريق جهاز التحكم عن بعد، ولكن لا يوجد حليف غربي أو مورد سلاح للمملكة يطلب تفسيراً لذلك، ولم تحدث خسارة لأية عقود.. فما الفارق الذي يحدثه موت سعودي آخر؟» وأضاف الكاتب، أن موت خاشقجي -مع ذلك- مختلف، فقد كان يجلس عبر الطاولة يتناول وجبة الإفطار، وفي اللحظة التالية، كشفت جهة حكومية تركية عما فعلوه بجسده داخل القنصلية في اسطنبول. وأشار إلى أن من يطلق عليهم في العالم العربي اسم «الذباب الإلكتروني»، وهم الذين ينشرهم السعوديون لخلق عاصفة من الأخبار الكاذبة حول أي من جرائم النظام الروتينية، وحتى قبل أخبار مقتل خاشقجي المفترض، كانوا يثرثرون حول مصير رجل يعتبرونه خائناً. ولفت إلى أن فيصل الشهراني قال على «تويتر»: «لقد غادرت بلدك بغرور ... نعيدك مهاناً»، وهناك مؤيد آخر للنظام لم يكلف نفسه حتى عناء إخفاء ما حدث في القنصلية، فقد وجّه الأمير خالد بن عبدالله آل سعود رسالة إلى معارض سعودي آخر، يقول له فيها: «ألا تريد تجاوز السفارة السعودية؟ إنهم يريدون التحدث معك وجهاً لوجه». واستدرك هيرست: إن تغريدات خاشقجي ومقالاته لم تفهمها عقولهم الوضيعة، لقد كان قلقاً بشأن أمور مطلقة مثل الحقيقة والديمقراطية والحرية، وكان دائماً يعتبر نفسه صحافياً، ولم يكن داعية أو ناشطاً، وقد كتب يقول عن نفسه «أنا سعودي، لكني مختلف». وقال هيرست، إن خاشقجي لم يحادثه أبداً عن الخطر الذي يواجهه، وهو كمحلل كان يكره الافتراضات، وكان يعلم أنه تجاوز نقطة اللا عودة مع هذا النظام، وأنه لا يمكن أن يعود أبداً، وقد بدأ في خلق حياة جديدة، ووظيفة جديدة ككاتب في صحيفة «واشنطن بوست». وأضاف الكاتب: «إن ملايين الدولارات التي دفعها الأمير السعودي لشركات العلاقات العامة لصقل صورته في الغرب على أنه «إصلاحي في عجلة من أمره»، قد حُطمت للتوّ جراء جريمة قتل خرجت مباشرة من مشهد في فيلم «الخيال الرخيص» «Pulp Fiction»، ربما هو أيضاً سيدفع الثمن، عندما يمتص ردة فعل وسائل الإعلام في واشنطن».;

مشاركة :