مختصون وتربويون: الفوضى تشوه جمال اليوم الوطني

  • 9/22/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اليوم الوطني يوم فرحة وسعادة، يوم تلاحم وترابط، يعيش فيه أفراد المجتمع بمشاعر صادقة وفيَّة مبتهجة بيومها الوطني راسمين أجمل لوحة محتفلين بهذا اليوم بشكل حضاري يظهرون فيه الحب والتعاضد بكتابة أجمل العبارات للمواطنة الحقيقة... ولكن من المؤسف أن يتحول هذا اليوم إلى افتعال سلوكيات خاطئة سيئة من بعض أفراد المجتمع الذين يمارسون فرحتهم بطريقة مسيئة بتعديهم على الممتلكات والمرافق العامة، وتعديهم على حريات الآخرين وإيذائهم، وعلى معاكسة النساء، وإغلاق للطرقات والشوارع، وعدم احترام أنظمة وقوانين الدولة بتصرفاتهم الخاطئة الذين يظهرون حب الوطن بصورة سيئة تعكس فوضويتهم يتأذى منها الجميع، يحتفلون بطرق وأساليب يتجاوزون حدود الأدب والذوق العام. وقد أرجع عدد من الأخصائيين افتعال هذه السلوكيات الخاطئة إلى عوامل تربوية واجتماعية ونفسية، كانت كفيلة في إبراز السلوكيات الخاطئة في اليوم الوطني، وقالوا: إن غياب دور الأسرة والمدرسة والإعلام في نشر التوعية الصحيحة والثقافة ونشر المواطنة الصحيحة في نفوسهم كان سببًا في سلوكياتهم المشينة وتعديهم على الممتلكات والمرافق. وأوضحوا أن غياب المتنفس للشباب وأماكن للترويح لهم ينتج عنه سلوكيات خاطئة يفتعلونها بسبب هذا الانغلاق وغياب المتنفس .... في البداية قال الأخصائي الاجتماعي صالح بن سعد السبيعي أنه يجب أن يستدرك الشعب حق الوطن عليه من خلال مشاركته من خلال وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع، وأن المجتمع يجب أن يشعر بهذا الدور ويوعي أبناءه بأهمية اليوم الوطني، مما يؤسف له في هذا اليوم ظهور بعض التصرفات والسلوكيات الخاطئة من بعض شباب هذا الوطن. عوامل متراكمة وأوضح السبيعي أن هذه التصرفات والسلوكيات هي ناتجة عن عوامل اجتماعية متراكمة، بدءًا من بيئة الأسرة ومرورًا بالمدرسة والإعلام وإنهما أبرز العوامل الاجتماعية التي يتأثر فيها الشباب والتي ينتج من خلالها إنسان صالح يخدم وطنه ويحتفي به بالطرق الصحيحة أوعكس ذلك، وبيّن السبيعي أن ضعف دور التوعية والأخلاق من الأسرة والمدرسة يساهم في هذا الطيش والإعمال السيئة التي يقوم بها بعض أفراد المجتمع، وقال: «هناك بعض الأسر السعودية لا تعي بأهمية اليوم الوطني ويتجاهلون هذا اليوم بعدم توعية أبنائهم من خلال برامج تسبق هذا اليوم لا لتينوير أبنائهم بأهمية الاحتفال بطريقة مهذبة لائقة، مبينًا أن تجاهل الأسرة هذا اليوم أوالتعبير عنه بسلبية فإنه ينعكس سلبًا على أبنائهم بشعورهم تجاه يومهم الوطني ويستغلونه بشكل سلبي مما يكون له تأثير على الآخرين»، وبيّن السبيعي أنه لابد أن يكون للأسرة دور كبير في حياة أبنائها تجاه اليوم الوطني، فالأسرة التي تعي بأهمية اليوم الوطني وتوعي أبنائها من خلال برامج للأسرة تزودهم بالوعي الكافي بأهمية اليوم الوطني في حياتهم ويستدركون دورهم وأهميته في هذا اليوم تجاه وطنهم ومجتمعهم. وأشار السبيعي إلى أن للمدرسة دور كبير في التأثير على حياة الشباب، مؤكدا أن وجود ماده للتربية الوطنيه تدرس طوال العام لم يف بتنمية حب الطلاب لوطنهم بشكل كبير لاحترام اليوم الوطني والمحافظة على الممتلكات العامة فيه، وأردف بقوله: «لا غرابه إن نجد بعضًا من طلاب المدارس يفرحون بإجازة اليوم الوطني لأجل الإجازة والغياب في ذلك اليوم ولا يعبر عنه بشكل إيجابي في حياتهم، إن المدرسة التي تعي أهمية اليوم الوطني في حياة طلابها لا يقتصر دورها في تدريس التربية الوطنية فقط، بل تعمل على تنفيذ برامج وزيارات ميدانيه طوال العام تنمي روح طلابها في المحافظة على سلامه ممتلكات الوطن وتشعرهم بأهمية اليوم الوطني في حياتهم وأنه منطلق للحفاظ على الوطن ومسؤولية كل كبير وصغير». لافتًا إلى دور الإعلام وخاصة الإعلام الرسمي من خلال قنواته وصفحاته ينبغي له قبل هذا اليوم أن يركز على أهمية دور الأسرة والمدرسة ويشارك الأسرة والمدرسة في طرح الأفكار التي تساعد في توعية الأبناء وبخاصة الشباب وكيفية احتوائهم ومشاركتهم فرحة اليوم الوطني، وأن كل ذلك يساعد بشكل كبير في تخفيف السلوكيات والتصرفات التي تحدث من الشباب في اليوم الوطني فضلا عن القضاء عليها مستقبلا، إذا كانت الأمور تسير بشكل إيجابي». عوامل سلبية وقال الأخصائي التربوي سليمان المنيع: «إن هناك بعض العوامل السلبية التي أدت إلى بروز بعض السلوكيات السلبية لدي بعض الشباب والمراهقين خلال فترة الاحتفال باليوم الوطني، بدءًا من ضعف التربية الأسرية وإهمال الآباء في متابعة سلوكيات أبنائهم ليس في اليوم الوطني فقط بل طوال العام، وعدم فهم المعنى الحقيقي للحرية الشخصية وضعف ثقافة الاحتفال باليوم الوطني لدى البعض، إضافة إلى تشجيع المراهقين بعضهم البعض على التمرد الاجتماعي». مطالبًا بتكاتف الجهات الحكومية والخاصة إلى نشر التوعية والثقافة بشكل كبير ومكثف ليكون ثقافة الاحتفال متفشية بين أفراد المجتمع. سلوك عدواني من جانبه أكد أستاذ علم النفس حمد القحطاني أن غياب المتنفس للشباب وأماكن للترويح من صالات مجهزه ومنتزهات مخصصة، وأن الشاب حيثما يذهب سيسمع هذا خاص (للعوائل) فإنه يذهب إلى الشوارع والبراري والطرقات العامة، مما ينتج عنه سلوكيات خاطئة يفتعلها بسبب هذا الانغلاق وغياب المتنفس. وبيّن القحطاني أن التعدي على الممتلكات العامة والخاصة بالتخريب والتكسير يدل على سلوك عدواني، ويكون ذلك إما نتيجة للقسوة في التربية التي تعرض لها هؤلاء الأبناء أوبسبب العدوان عليهم في الصغر مما ينمي فيهم روح الرغبة في الانتقام ويمارسون ذلك متى ما أتيحت لهم الفرصة ولو بعنوان الاحتفال باليوم الوطني وقد ينم ذلك أيضًا عن طبيعة الشخصية العدوانية لدى هؤلاء المخربين، إضافة إلى غياب الروح الوطنية الحقيقية والمواطنة الصالحة وهذا يدل على غياب القدوة في المنزل وغياب القدوة في التربية والتعليم في المدرسة وغياب القدوة في السلوك في الشارع والأسواق مما يدل فعلا على حاجتنا إلى مراجعة مفهوم المواطنة لدى أبنائنا، وهل هم يعيشونه واقعا في حياتهم وان الوطن للجميع وان ما فيه من خيرات وما على ظهرة من بركات هوللجميع وأن إلحاق الضرر بممتلكاته هو ضرر للجميع. مهزومون نفسيًا وأضاف أستاذ علم النفس: «هناك أزمة للهوية الإسلامية يظهرها بعض أفراد المجتمع في اليوم الوطني، والتي تتمثل في تقليد العادات الغربية وهذا يدل على الضياع الفكري وعمق روح الانهزام النفسي لدى هؤلاء الشباب نتيجة حالة التضارب بين ما يعيشه هؤلاء الشباب من واقع حال بعيد كل البعد عما يقال ويدرس لهم، مما يؤدي إلى النظر بريبة تجاه هذه المثل والقيم التي يطلب منهم أن يؤمنوا بها ويطبقونها في حياتهم وبين الواقع مما يجعلهم يعيشون حالة التذبذب الفكري وعدم الاستقرار النفسي». وأوضح أنه يمكن رصد بعض السلوكيات التي تصدر بعفويه من المحتفلين فيه والتي يتم التعبير فيها بمكنون تلك المشاعر بطرق مختلفة إلا أن أبرزها يتمثل في مرحلة المراهقة وأسلوب إثبات الذات والرجولة والأسلوب الخاطئ في الرغبة في التعبير مع الجنس الأخر بطرق تتسمم بالتطرف والعنف والتمرد على العادات والتقاليد وهذا نتيجة التربية الخاطئة والتي تعتمد أسلوب القسر والإكراه في التربية بدلاً من الحوار والإقناع مع الأبناء. وقالت منى إبراهيم بنقش الأخصائية الاجتماعية: «إن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى، وإنها أساس تكوين شخصية الأبناء دينيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا، ومسؤولة عن غرس القيم داخل الأبناء وما تغرسه خلال التربية يعتبر معيارًا لسلوك الفرد وهوالذي يوجه تصرفات وأفعال الأبناء، فعدم غرس الأخلاق والدين والتعامل ينتج عنه سلوكيات وتصرفات طائشة سيئة توفر على المجتمع وأفراده». مسؤولية ثلاثية وأوضحت بنقش أن التمسك بالدين له تأثير فعال على سلوك الأفراد وتكوين أفكارهم وأسلوبهم في الحياة، وكلما ابتعدوا عن الدين انعكس ذلك على أفعالهم وسلوكياتهم. ومن جهته أوضح المشرف والأخصائي التربوي عبدالرحمن بن سليمان المعيوف أن من أبرز الأسباب المؤدية إلى تلك السلوكيات غير المقبولة هو قصور ثقافة الاحتفال، وكذا ازدواجية سلوك الأفراد وظاهرة التقليد وعدم الالتزام، رغبة في لفت الأنظار للشعور بقلة الاهتمام، مبينًا إلى أنها ظاهرة غير صحية ولا تعكس صورة المواطن السعودي المفاخر بوطنيته، كما أنها تنحصر بين أفراد المجتمع دون العشرين، لافتًا إلى أن البيت والمسجد والمدرسة والإعلام شركاء في المسؤولية التي تعود بأثرها إيجابًا على أفراد المجتمع وشبابه. وقال: «هذا اليوم يحتفل فيه المواطنون ببلدهم الغالي، ومع الفرحة تأتي لغة التعبير، هناك بعض المواقف من قلة من الشباب يخدشون جمالية صورة هذا اليوم وهي لا شك تصرفات لحظية لا تعبر عن روعة شبابنا وحسهم الوطني العالي، فهم خير المواطنين وفي خير الأوطان». المزيد من الصور :

مشاركة :