تواجه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحديات عابرة وليست صعوبات متعسرة طالما هو يواجهها بشجاعة وإقدام! تأكد لي ذلك بعد أن قرأت مقابلة «بلومبيرغ» التي أجريت مع سموه الكريم وحملت تفنيداً لبعض الشائعات وتأكيداً لرؤية مستقبلية مشرقة. وفيما كانت الأسئلة جريئة؛ فقد كانت إجابات الأمير لا تنقصها الصراحة والدقة بل تغلفها الشجاعة حين قال بوضوح: إن الدولة السعودية موجودة قبل أمريكا بثلاثين عاماً وهي لا تحتاج أحداً لحمايتها، لذا فإننا لن ندفع شيئاً مقابل آمننا لأننا لا نأخذ أسلحة مجاناً من أمريكا! وحين يبدو الرجل الثاني في الحكومة رجل دولة من الطراز الأول واثقاً من نفسه محنكاً في سياسته، شجاعاً في أجوبته؛ فإنه يعطي ارتياحاً لشعبه وانطباعاً إيجابياً بأن سيادة الدولة السعودية تضفي تقديراً على شعبها وتنظر لهم باقي الشعوب بإكبار واحترام. وعندما تكون إجابات سموه بهذا الزخم من التفاؤل فإنه يؤكد أن هذه البلاد الحبيبة على وعد بالتقدم والازدهار طالما كان قائدها وولي عهده يملكان أفكاراً مبهرة تحمل التجديد والتحديث، ومبادرات شجاعة بالوقوف أمام كل من يشدها للخلف والتقهقر سواء مشكك بقوتها أو فاسد يعبث بنسيجها الاقتصادي أو الاجتماعي، أو كاره لها يستخف بإنجازاتها أو تبديد الشائعات المغرضة حولها. ويخطئ من يعتقد أن تحالفنا مع أمريكا أو غيرها هو انقياد وتبعية، بل هي مصالح مشتركة للطرفين وليس له مساس بالسيادة أبداً، وما دفعته الحكومة السعودية من أموال كان مقابل استثمارات عسكرية وتجارية سترى النور قريباً وسيخيب ظن من شكك بأنها إتاوات! بعد انتهائي من قراءة المقابلة الشيقة تأكدت أننا نعيش زمن تحويل الأحلام إلى حقيقة، خصوصاً فيما يتعلق بالإصلاحات الاجتماعية وبالذات فيما يخص المرأة الذي سأتناوله في مقال لاحق.
مشاركة :