طالبني البعض بالحديث عن الأخطاء الإدارية التي تطرقت إليها في مقال الأمس واعتبرتها أحد أسباب خسارة الاتحاد من الهلال بخمسة أهداف، وسألني بعض آخر: ما تلك الأخطاء التي وردت في المقال؟ أولًا لا بد أن نؤكد بأن الاتحاد لم يكن سيئًا طوال المباراة، ولكنه انهار في آخر 11 دقيقة كما أجمع الغالبية، وأن التحكيم كان له دور مباشر في تلك الهزيمة بتجاهله طرد المدافع الكوري شون وعدم احتسابه لخطأ في منتصف الملعب قبل أن تمرر الكرة التي سجل منها هرماش الهدف الثالث، وجميعها أخطاء مؤثرة، كما أن التحكيم نفسه تسبب في خسارة الاتحاد أمام العروبة أيضًا، بالإضافة إلى الأخطاء الفنية التي ارتكبها بينات، ولا نزال نؤكد بأنه ضالة الاتحاديين وهو مدرب متحمس يعمل وفق الإمكانات المتاحة له، ويكفي طريقة اختياره للمحترفين، والمبالغة في نقده ليست في مصلحة توازن وتماسك الفريق وثقته في نفسه لا سيما وأنه صغير سن وفي أول مشواره التدريبي. وبالعودة للأخطاء الإدارية سأحصرها في أسبوع، وتحديدًا بعد الفوز على الفتح برباعية ثم الخسارة من الهلال بخماسية، فبمجرد انتهاء مباراة الفتح، خرج علينا نائب رئيس النادي عادل جمجوم في حديث فضائي عكر الأجواء الاتحادية وأعاده لمربع المشاكل، حينما هاجم أعضاء الشرف، ورد على سؤال حول “هاشتاق” تضمن عبارة «أعضاء الشرف بلا شرف»، ومن الإنصاف القول إنه لم يقل تلك الكلمة ولكنه علق على «الهاشتاق»، ثم زاد في الحديث وتمسك بعبارة أن هناك في الإعلام من هم «أذناب وفلول»، وهي عبارات ليست لها صلة في الرياضة وتم تداولها في مجالات أخرى، ولكنه التقليد والمحاكاة، حتى مجموعة شباب المستقبل لم تسلم من انتقاداته كما اعترف بالتسجيل المسرب المتضمن هجومه على اللاعبين، ثم تفرّغت الإدارة الاتحادية للمهاترات الصحفية.. بيان يتلوه بيان، الأول عن بينات وقصة السيارة، والثاني عن تدريبات كرة السلة، ولم يعد أمام الإدارة سوى التفرغ لوسائل الإعلام.. «أحاديث وتصريحات وبيانات»، وتلك الأمور كافة أعادت النادي إلى مربع المشاكل، في حين كان يفترض التركيز على مباراة الكلاسيكو الهامة لما لها من قيمة معنوية ومردود نفسي كبير على اللاعبين، وكلنا يذكر كيف كان الفوز في كأس الملك للأبطال أمام الهلال له دور في الزخم المعنوي الذي انتهى بتحقيق كأس البطولة، وكان الأولى بالإدارة أن تركز في تهيئة الفريق للكلاسيكو، وليس الانشغال بالأمور الجانبية، فضلًا عن أن لها مردودًا سلبيًا، والواقع الحالي يفرض على الاتحاديين التعامل بموضوعية ومنطقية بعد أن ثبت تذبذب أداء الفريق من مباراة لأخرى..فوز بالأربعة على الشباب، ثم خسارة من العروبة، تبعه فوز رباعي على الفتح، تلاها خسارة خماسية من الهلال، مما يعني أن الفريق يعاني ويتأثر نفسيًا بالأجواء المحيطة به، فلا بد من حل ينتشل فريق الاتحاد من وضعه الحالي، لا سيما أنه يمتلك كل مقومات النجاح وبه عناصر مميزة قادرة على انتزاع الفوز تلو الآخر، وهناك قيمة فنية حقيقية تميّز النمور عن غيرهم، بالإضافة إلى الروح التي يتحلى بها اللاعبون، ومصلحة الاتحاد تقتضي عزل الفريق عن إدارة النادي، فهي أثبتت في غير مرة أنها لا تملك الخبرة الإدارية ولا الحنكة التعاملية في إدارة دفة الأمور، وقد تجلت قلة الخبرة في التفريط علي المزيدي وهاني الناهض ، وبالتالي أجبر مبروك على اللعب مصابا لان البديلة في اللقاء عبدالعزيز تكروني ليس لدية اي خبرة ولا يمكن أن يزج به في الكلاسيكو، لا نرمي الانتقادات جزافًا، وإنما نتحدث بالشواهد، فبعد تحقيق كأس الملك للأبطال تبع ذلك حملة تصاريح وانتقادات طوال الصيف لأكثر من جهة وشخص، ونسيت الإعداد للسوبر فخسره العميد، وبعد رباعية الشباب تكرر نفس المشهد فجاءت خسارة العروبة، وعقب التفوق على الفتح تكررت الأحداث فاستيقظوا على خماسية الهلال، وبعد كل ذلك بات ضرورياً البحث عن إيجاد حلول. فكما وضعت تحت الوصاية في قضية الديون عبر لجنة برئاسة منصور البلوي، ينبغي أن يكون الإشراف على الفريق من خارج مجلس الإدارة الاتحادية، ولِمَ لا يكون هو عضو الشرف المؤثر منصور البلوي الذي يملك من الخبرة الإدارية الكثير، وقدرة تساعده على صنع الاستقرار المادي داخل الفريق وإنهاء المعاناة المستمرة للاعبين؟ في يقيني متى تسلَّم البلوي هذا الفريق وبالعناصر التي يضمها سيحقق به نتائج غير عادية، هذا اقتراحي.. وبالتوفيق. Abdullah Fallatah@al-madina.com.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain