يبدو أن الولادة الحكومية في لبنان تشهد تطورات إيجابية، وأن العقد الواقفة في وجهها بدأت تتلمس طريقها الى الحلول، من بوابة العقدة الدرزية. وتتمثل العقدة الدرزية في تمسّك الحزب "التقدمي الاشتراكي" بتسمية الوزراء الدروز الثلاثة (حصة الطائفة في الحكومة بالكامل) وإصرار رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل على توزير رئيس الحزب "العربي الديمقراطي" وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال طلال أرسلان. ويبدو أن تصريحات الزعيم الدرزي رئيس "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، أمس الأول، التي قال فيها إن "التنازل ليس عيبا" فتحت الباب أمام أرسلان الذي لاقى هذا الكلام بإيجابية، طارحا مخرجا لـ "العقدة". وغرد المير أرسلان على "تويتر"، أمس، قائلا: "في ما خَص ما يسمى بالعقدة الدرزية، وكما الآخرون اعتبروا أن مصلحة الوطن تقتضي التضحية من أجل تسهيل تأليف الحكومة العتيدة، نحن نقبل أن نسمي خمسة أسماء لفخامة الرئيس عون، على أن يتم تسمية أحدهم من قبله بالتعاون مع دولة الرئيس نبيه بري الذي نعتبره أيضا غيورا على مصلحة الدروز والعيش المشترك وقدسيته في الجبل، والباقي على الله". وبري مقرب من جنبلاط، ويعتبر ضمانة له، لكنه ليس على وفاق تام مع عون. جاء ذلك، بينما زار رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره بعين التينة لبحث المخارج لتسريع عملية تشكيل الحكومة. كما زار عين التينة أمس، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي من حزب القوات اللبنانية الذي قال بعد اجتماعه ببري: "لم نتطرق لشأن تشكيل الحكومة، لكن ما أكده لي الرئيس بري أن أحدا في هذا البلد لا يضع فيتو على أحد". وختم: "ليكن الكلام واضحا اننا لا نقبل أن يضع أحد فيتو علينا، وبدورنا لا نضع فيتو على أحد". وكان باسيل قال إن هناك "فيتو وطنياً" على تسلّم "القوات" وزارة سيادية. في سياق منفصل، واصل باسيل جولته على عدد من الدول العربية لتسليم قادتها الدعوة للمشاركة في القمة التنموية الاقتصادية التي تستضيفها بيروت في يناير المقبل. وسلّم باسيل العاهل الأردني الملك عبدالله، أمس، رسالة من الرئيس ميشال عون، تتضمن دعوة ملك الأردن الى القمة. وكان باسيل التقى نظيره الأردني أيمن الصفدي قبل ظهر أمس، حيث أكد أن "عودة النازحين الى سورية أمر يتم بالتوازي مع الاستقرار على عكس ما يعتقد البعض أن ربط العودة بالحل السياسي وسيلة لتحقيقه". وأمل باسيل "فتح معبر نصيب قريباً لتعود الحركة التجارية الى زخمها السابق بين لبنان والأردن عبر البلد الجار لهما سورية". في موازاة ذلك، قضت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله، أمس، إنزال عقوبة الأشغال الشاقة غيابيا مدة 10 سنوات بحق اللبناني يوسف منير فخر الملقب بـ "كاوبوي"، والسوري مهند علي موسى، بعدما أدانتهما بجرم التحضير لعملية اغتيال جنبلاط في 2016، وتجريدهما من حقوقهما المدنية، وتنفيذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة في حق كل منهما. يذكر أن "كاوبوي" أوقف خلال اغسطس 2016 خلال وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي آتيا من الولايات المتحدة، وأخلي سبيله في شهر ديسمبر 2017 مقابل كفالة مالية قدرها 10 ملايين ليرة، بعدها توارى عن الأنظار وتغيب عن جلسات المحاكمة.
مشاركة :