استعرض رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، مساء اليوم، مع وزير الإعلام ملحم الرياشي، آخر المستجدات السياسية والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بحضور وزير الثقافة غطاس خوري.ويعد الوزير الرياشي بمثابة المبعوث الخاص لرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في ما يتعلق بعملية التفاوض بشأن الحصة الوزارية للحزب مع المسئولين والقوى السياسية المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة.كما أجرى "الحريري" مباحثات مماثلة بشكل منفصل مع عضو مجلس النواب وائل أبو فاعور عن كتلة اللقاء الديمقراطي (التكتل النيابي للحزب التقدمي الاشتراكي) .وكان اليومان الماضيان قد شهدا تقدما كبيرا في حل مشكلة التمثيل الوزاري للطائفة الدرزية، والتي كانت أحد أسباب عرقلة تشكيل الحكومة، حيث أبدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قدرا من المرونة السياسية، بتخليه عن التمسك بمطلب تسمية الوزراء الثلاثة الدروز بالكامل في الحكومة الجديدة دون تدخل من أي جهة، وتفويضه رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن يقوم بالاشتراك مع الرئيس ميشال عون بتسمية وزير من بين الوزراء الثلاثة.ويعد الخلاف السياسي بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، العقبة الأكبر في الوقت الحالي أمام تشكيل الحكومة في لبنان، باعتبار أنهما يمثلان الجانب الأكبر من القوى المسيحية في البلاد، خاصة في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات النيابية التي أجريت مطلع شهر مايو الماضي من حصوله الحزبين على النصيب الأكبر من التصويت والتمثيل النيابي المسيحي.ويطالب التيار الوطني الحر بالحصول على 11 حقيبة وزارية في الحكومة التي تتشكل من 30 وزيرا، متضمنة حصة للرئيس ميشال عون (الزعيم التاريخي للتيار) مع الإبقاء على حقيبتي الخارجية والدفاع بحوزة التيار بالإضافة إلى عدد من الوزارات الأساسية والخدمية ذات الثقل.ومن جانبه، يطالب حزب القوات اللبنانية بالحصول على 5 حقائب وزارية، متضمنة وزارة من الوزارات السيادية الأربع (الداخلية والخارجية والمالية والدفاع) أو منصب نائب رئيس الحكومة بدلا من الوزارة السيادية، بالإضافة إلى الحصول على حقائب وازنة (أساسية وخدمية) وهو الأمر الذي يرفضه التيار الوطني الحر بصورة قاطعة.
مشاركة :