ابن الديرة يريد محمد بن زايد تسليم راية التنمية والبناء من أجيال التأسيس والتمكين إلى أجيال المستقبل، لكنه لا يكتفي بهذه الإرادة الدالة، بل يقرر أنه يريد الأجيال المقبلة حتى تتسلم الراية وهي أقوى، داعياً كل المؤسسات الوطنية للإسهام في هذا المسعى الأكيد، حيث يطمح سموه، كما أكد مخاطباً شباب الإمارات، غير مرة، إلى أن يكون شباب وأهل المستقبل أفضل وأقوى من أمثالهم اليوم، ولحياتهم أن تكون أفضل من حياتنا.التقاط هذه الفكرة من قبل الجميع مهم وضروري. الجميع في الأسر والمجتمع والقطاعات الحكومية والأهلية والخاصة، فنحن نعمل في الإمارات من أجل المستقبل، ونريد لأولادنا وأحفادنا أن يكونوا أقوى وأكفأ وأقدر على مواجهة المستجدات والتحديات، والمعنى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يريد من جميع القطاعات خدمة هذه الغاية الكبرى، وفي الطليعة قطاعات الصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية والثقافة والإعلام، ناهيك عن السياسة والاقتصاد، وعن التنمية في مفهومها العام، الشامل.وحين يطرح شرط التوازن مقروناً بشرط الاستدامة، فإن التكامل يتحقق مقروناً بالاتساق، ما يؤسس لمزيد من الثقة والطمأنينة، مع استمرار وتطوير الحياة الكريمة المحمية بسياج الأمن والعدل.هذا ما يريده محمد بن زايد، ورسالته إلى الطلاب والشباب، وفئات المجتمع كافة تصل، مباشرة، إلى القلوب لأنها صادرة من القلب، ومن التجربة العميقة، ومن الوعي والعقل والحكمة ورشد الحكم، ومن غرس القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ومن نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.فكيف يتحقق؟ يضع محمد بن زايد أجيال المستقبل، ومع ذلك وقبله، القطاعات الوطنية جميعاً، أمام تحدي العمل والتضحية وفق مناهج وبرامج محددة. وحين يحدد خيار التعليم الحتمي مثلاً، يذهب، أبعد، في تفاصيل تخص نوع العلم المطلوب، وفق معرفة الحاضر والمستقبل، واحتياجات ومتطلبات الحاضر والمستقبل.وعلم الغد غير علم الأمس واليوم، فهنا تنشأ وتتكرّس مفردات وعناصر ومكونات جديدة ومعاصرة ومستقبلية، منها الذكاء الاصطناعي، والمبادرة، والابتكار، والمواكبة، وتطوير المهارات.وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يضيء طريق الأجيال، ومع الشباب دائماً ولا يتركهم أبداً. هذا المعنى يتحقق في الحقيقة كما في المجاز، وليس مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، بمشاركة كبار المسؤولين والمؤثرين إلا التتويج الأبهى لمسيرة متواصلة من تأييد وتمكين الشباب. وما حرص سموه على حضور جانب من أشغال وحوارات المجلس في دورته الثانية، إلا التجلي الناصع لما يُراد، فدولة الإمارات دولة مستقبل، وأجيال المستقبل في صميم اهتمام الدولة، اتحادياً ومحلياً، وعلى مختلف الصعد. ebnaldeera@gmail.com
مشاركة :