تأملات في شخصية وفكر راشـد بـن سعـيد 2 - 2

  • 10/10/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم «رحمه الله» يمثّل في نفسه وفي مقتنياته في بيته أو في مكتبه غاية الزهد والبساطة، تراه عادياً بين أصحابه لا يفترق عنهم بشيء . ولا يتميز عنهم بملابس ولا بسيارات ولا بأثاث، وإنما هو كأبسط واحد منهم.. وهذا ما يمثل طبيعة الشيخ راشد التي تميل إلى الزهد والبساطة فى كل شيء، وتعتبر تلك من أهم مميزات وسجايا الشيخ راشد التي حافظ عليها منذ صغره حتى مماته «رحمه الله» وخلفها من بعده لأولاده جميعاً. منح السكن لم ينس في خضم اهتمامه بالتجارة مساعدة المواطنين وتلبية متطلباتهم.. فأول ما بدأ به الشيخ راشد في مجال مساعدة المواطنين أن بنى أحواشاً لبيوت السعف اتقاء للحرائق التي كانت تنتشر في ذلك الوقت، ثم بنى البيوت الشعبية، وبيوتاً بصورة أرقى وأحدث وزّعها على خريجي الجامعات، ثم وزّع الأراضي ومنح مساعدات مالية لبنائها. ويذكر لي أحد الرواة أن الشيخ راشد كلّف المهندس عبدالله الموسى بأن يذهب إلى الكويت ليتعرف على نظام منح السكن، حيث عرف منه أن الحكومة الكويتية توزّع بيوتاً تبلغ تكلفتها ما يعادل 700 ألف درهم فأمره بتصميم بيوت للمواطنين في حدود مليون درهم، ولكنه «رحمه الله» مرض قبل أن يرى هذا المشروع النور. ثم قام «رحمه الله» ببناء مجمعات سكنية في كل من ديرة ودبي ووزعها على العوائل المحتاجة، كما أنشأ مجلس الإعمار الذي اهتم ببناء أراضي المواطنين غير القادرين. وكان يعطي من ريعها جزءاً لهم وجزءاً لتسديد قرض البناء إلى أن يسدد القرض كاملاً فتعود ملكية البناء للمواطنين، ولم يقصّر «رحمه الله» مع شعبه أبداً، وكان يداً وفكراً مفتوحاً لمساعدتهم وتعويضهم عن سنين الصعوبة التي مرت بهم سابقاً فكان خير حاكم وخير أب وخير راع. بناء المدن كما أنشأ الشيخ راشد عدداً من المدن في دبي لمعالجة التوسع السكاني في الإمارة، ففي عام 1967 أنشأ الراشدية وهور العنز والمنامة وبنى بيوتاً فيها للمواطنين لمساعدتهم على ظروف السكن، كما بنى مدينة الحمرية في أبوهيل لأهالي منطقة الحمرية الذين جاءوا للسكن في دبي ورحّب بهم الشيخ راشد.. ولم يكتف «رحمه الله» بأن بنى بيوتاً لمواطني دبي وإنما امتدت أياديه الخيّرة إلى مواطني الإمارات الأخرى فبنى بيوتاً كثيرة في بعض الإمارات وهي ما كانت تعرف بشعبيات راشد. الشؤون الطبية وقد اهتم الشيخ راشد بالشؤون الطبية فأنشأ مستشفى آل مكتوم في بداية عام 1950 وبنى مستشفى راشد في 1972 وبنى مستشفى دبي والوصل في عام 1982، ولم يقصر رحمه الله في أي ناحية من النواحي التي تفيد المواطنين وكان نظره بعيداً يبني للمستقبل وليس لوقته الحالي.. ويذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الشيخ راشد لما قرر أن ينشئ ميناء جبل علي بعدد معين من الأرصفة، كلمه بعض رجال الأعمال عن إمكانية التحدث مع والده في تخفيضها لكونها أكبر من حاجة البلد، وبعد أن راجعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ذلك، رد عليه بأن هذا المشروع هو الذي سينفعكم بعدي وفعلاً كان هذا المشروع كما توقع الشيخ راشد بوابة دبي التجارية. وبعد أن أغلق التعليم بابه بسبب الأزمة الاقتصادية التي حلت باللؤلؤ وكساد أسواقه أنشأ الشيخ راشد إدارة للتعليم في البلاد تحت إشراف الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم وأعيد فتح المدرسة الأحمدية ومدرسة الفلاح. وفي عام 1959م أنشأ المدرسة الثانوية ومدرسة الشعب وأتاح الفرصة لتعليم البنات فأنشأ لذلك مدرسة الخنساء ومدرسة خولة بنت الأزور، وفي عام 1962 افتتح الشيخ راشد المعهد الديني بدبي واهتم رحمه الله بتنمية التعليم من خلال زياراته المتكررة للمدارس وحضور الاحتفالات والمهرجانات، وقد عرف بهذا الصفة والاهتمام حتى وفاته رحمه الله. تأسيس دوائر دبي كما اهتم الشيخ راشد بتأسيس دوائر دبي ضمن خطة تحديث العمل في إمارة دبي، فمن أهم تلك الدوائر بلدية دبي التي أمر بإنشائها في عام 1954 . حيث كانت عبارة عن غرفة في جمارك دبي وظلت كذلك إلى أن انتقلت إلى مبنى خاص بها في منطقة بندر طالب عام 1957 م، وواكب ذلك إنشاء المجلس البلدي الذي تكوّن من بعض أعيان وتجار دبي بعدد 13 عضواً برئاسة علي بن عبدالله العويس، وذلك ما يكشف عن أهمية تنظيم البلاد في فكر الشيخ راشد بن سعيد، وفي عام 1964م عين سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رئيساً للبلدية. كما أنشأ عام 1960 دائرة الأراضي والأملاك تحت مسمى دائرة الطابو تختص بتسجيل أراضي وعقارات المواطنين وقد بذلت الدائرة جهداً كبيراً في حصر وتسجيل الأراضي والعقارات في إمارة دبي، وعيّن الشيخ مكتوم بن راشد رئيساً لها، وفي عام 1970 عيّن الشيخ محمد بن خليفة آل مكتوم رئيساً للدائرة بدلاً من الشيخ مكتوم. وفي عام 1955 أعاد تنظيم إدارة الجمارك، وفي عام 1956 أنشأ شرطة دبي، وفي عام 1959 أنشأ إدارة كهرباء دبي ودائرة مياه دبي، حيث اقترض مبلغاً لاستخراج المياه وتوصيلها إلى مناطق البلاد المختلفة. وفي عام 1956 أنشأ دائرة محاكم دبي، وأنشأ عام 1965 غرفة تجارة دبي لدعم وتسهيل أمور التجارة والتجار، وفي عام 1960 افتتح الشيخ راشد مطار دبي في مرحلته الأولى ثم افتتح المرحلة الثانية عام 1965 لاستقبال الطائرات النفاثة. تأسيس البنوك في عام 1946 أنشأ أول فرع للبنك الإمبراطوري الإيراني في دبي وتم تغيير مسماه لاحقاً إلى اسم البنك البريطاني للشرق الأوسط وعمل فيه في بدايته كل من عيسى القرق وغباش بن حميد وماجد الفطيم وعبدالله محمد صالح وعبدالجليل يوسف. حيث نصت الاتفاقية مع حكومة دبي على أن يقوم البنك بتوفير فرص العمل لمواطني دبي حرصاً من الشيخ راشد بن سعيد لدعم المواطنين في هذا العمل المصرفي، كما نصت الاتفاقية على تعطيل البنك في المناسبات الدينية تأكيداً من الشيخ راشد على هوية البلاد الإسلامية واحتراماً لشعائر الدين. وفي عام 1963 أنشأ الشيخ راشد بنك دبي الوطني برئاسة علي بن عبدالله العويس، ونقل السيد عبدالله محمد صالح من البنك البريطاني في الشارقة وعينه مديراً لبنك دبي الوطني، ومن ثم في عام 1975 أنشأ بنك دبي الإسلامي وهو أول بنك إسلامي على مستوى العالم ومن بعد ذلك توالى إنشاء البنوك المختلفة في دبي. كما اهتم الشيخ راشد بفئة الشباب ودعمهم في ممارسة هواياتهم الرياضية فأنشأ أول اتحاد للكرة في دبي عام 1963 لتنظيم أمور الرياضة، كما بنى في نهاية السبعينات منشآت كاملة لأربع أندية في دبي هي الأهلي والشباب والنصر والوصل حيث ساهمت هذه المنشآت في تطوير الرياضة إلى درجة ملحوظة. ولم تغب الثقافة عن بال الشيخ راشد بن سعيد وأهميتها في المجتمع فبنى أول مكتبة في دبي في منطقة الراس عام 1963 ووفر لها الكتب الثقافية اللازمة. يدور الحديث كثيراً حول كرم الشيخ راشد، الذي مر بنا من مظاهر الاهتمام بدعم المواطنين وتوفير متطلباتهم والسبق في هذا المضمار يدل دلالة واضحة على أن راشد كان من أكرم الكرماء في المنطقة، حيث إن مشاريعه الخدمية كانت سابقة لكثير من الدول وتخدم قطاعات واسعة من المجتمع، ما يضفي عليه لقب الكريم والجواد غير المسبوق في هذا المجال حيث وصل عطاؤه المجتمعي إلى جميع قطاعات المجتمع. راشد رجل العدل اتسم الشيخ راشد بميزة العدل مع الناس، لذلك أمن الناس على أموالهم وممتلكاتهم ومارس التجار والأغنياء أعمالهم في جو من الأمن والطمأنينة، وقد استقطبت دبي من أجل ذلك كثيراً من تجار الدول الأخرى كالهنود والإيرانيين وغيرهم من الذين وظفوا أموالهم في كثير من مجالات التجارة فأصبحت دبي موطناً جاذباً لهذه الاستثمارات الخارجية. وكانت سيرته العملية أنه لا يفرق بين إنسان وآخر في مسألة الحقوق والتقاضي، فالكل عنده سواسية لا فرق بين واحد وآخر سواء كان مواطناً أو وافداً. واستطاع الشيخ راشد أن يوجد من مجتمع دبي مجتمعاً متجانساً بين المواطنين وغيرهم، خاصة التجار الأجانب الذين ساهموا في نهضة دبي التجارية وأصبح مضرب المثل في حسن التعامل مع جميع الفئات في البلاد لا فرق بين مواطن ومقيم وإنما التميز عنده راجع إلى عمل الإنسان وإبداعه. وكان الشيخ راشد يشجع الجادين ويدعمهم ويكره الكسالى والمتثاقلين وذلك ما أدى إلى نجاح تجربته في نهضة دبي وتبوئها مركزاً عالمياً في التجارة وغيرها وكان يدعم بكل إمكانياته هذا التلاقي بين الشعوب على أرض دبي ويدعم المتميزين منهم. الشيخ راشد شخص متدين وذلك نتيجة تربيته على يد والده ووالدته ومن خلال دراسته الأولى في المدرسة الأحمدية وظل وفياً لهذه المبادئ التي غرستها فيه عائلته. يروي لي أحد الرواة أنه إذا قرب شهر رمضان يرسل بعض جماعته إلى إيران لشراء واستيراد آلاف من الأغنام وكان يأمر البلدية ببيع اللحم بسعر مخفض للناس عموماً دعماً لهم في هذا الشهر الفضيل، والمعروف عن الشيخ راشد وفاؤه المطلق لرعيته وكان يسأل عن عوائلهم ويرسل إليهم معوناته. كما ربّى الشيخ راشد في قصره مجموعة من الأيتام كانت تهتم بهم زوجته وتعاملهم أحسن معاملة. • كما بنا مجموعة كبيرة من المساجد في البلاد واهتم ببنائها على أشكال جميلة ومختلفة. كما بنى مجموعة من المدارس والمساجد ودور الأيتام والمستشفيات في باكستان، وبنى شيئاً من ذلك في بعض الدول الأفريقية الفقيرة. وبقدر اهتمامه بتطوير بلاده وحياة سكانها فيها بقدر التزامه بالمبادئ والانتماء للجذور ومحافظته على ذلك، وهذه ميزة كبيرة لشخصية الشيخ راشد. كما أنه كان حريصاً على أداء شعائر دينه خاصة صلاته التي كان يحافظ عليها وكان يأخذ معه إماماً لإقامة الصلاة في رحلاته داخل البلاد أو خارجها، وكان لا يخرج من بيته أو الفندق إلا متوضئاً، كما يروى عنه أنه إذا أدركته الصلاة في أي مكان انتحى جانباً وفرش سجادته وأدى صلاته وما كان يقدم على صلاته أمراً غيرها. كان الشيخ راشد أحد أهم الداعمين للتوجه القومي في دبي حيث كان نفسه وقتها من هذه الدائرة القومية التي كانت سمة ذلك العهد ولا أدل على ذلك من زيارته إلى جمال عبد الناصر مرتين إحداهما سنة 1959م والثانية 1961م وطلبه منه إرسال بعثة دراسية لتعليم أبناء البلاد.. وقد عارضت بريطانيا وقتها زيارة وفد الجامعة العربية للإمارات ومساعداتها التعليمية للمنطقة برئاسة أمينها العام عبدالخالق حسونة سنة 1964م ونزل الوفد في دبي ومنه زار بقية الإمارات وتجمعت الحشود عند الفندق للهتاف للوفد ولعبد الناصر وكان المتظاهرون يعبرون عن كرههم للاستعمار البريطاني بعبارات قاسية، واهتم الشيخ راشد بهذه البعثة ويسر لها أمر مقابلة الحكام والمسؤولين رغم معارضة الانجليز وموقفهم السلبي من وفد الجامعة ومساعداتها التعليمية، كما كان للشيخ راشد موقف إيجابي في حرب 1967م مع الإسرائيليين إذ أرسل مجموعة من الشباب المتحمسين إلى الجبهة ولكن لم يتمكنوا من هذا الأمر نظراً لانتهاء الحرب سريعاً.. كل ذلك يعبر عن موقف راشد العربي والقومي وأهم إنجاز يمكن أن يسجل لراشد هو قيام الاتحاد حيث التقى بالشيخ زايد في عام 1968م وطرحا بينهما مسألة الاتحاد إثر إعلان البريطانيين نيتهم في الانسحاب من المنطقة في نهاية الستينات ومن ثم تطور الأمر بينهما بحيث طرحا مسألة اتحاد الإمارات وقطر والبحرين وانطلقا بجد وحيوية ورغبة جامحة في تحقيق هذا الحلم الكبير لأبناء المنطقة وكان من نتيجة هذه اللقاءات المستمرة التي يقودها زايد وراشد ثم الإعلان عن قيام اتحاد الإمارات في 2/‏‏‏12/‏‏‏1971م، بعد أن فضلت كل من البحرين وقطر الانسحاب. وبذل كل من زايد وراشد جهداً كبيراً من أجل تثبيت أواصر هذا الاتحاد والسير به قدماً إلى الأمام رغم كثير من الصعوبات التي واجهاها في بداية الأمر لكن بفضل الله ثم بجهد هذين القائدين استطاع الاتحاد أن يعبر كثيراً من الأزمات ويحقق كثيراً من تطلعات أبناء المنطقة قيادة وشعباً حتى غدت الإمارات درة في جبين العالم العربي بما تحقق على أرضها من أمر هذا الاتحاد الميمون الشامخ الذي نعتز به ونعمل على تنميته ونهضته. كان الشيخ راشد يحب دبي حباً عميقاً حتى أنها أصبحت معشوقته التي لا يصبر عن فراقها فكانت سفراته عنها خلال السنة لا تكاد تطول لأكثر من شهر أغلبها في القنص وسرعان ما يعود إليها ويلمس عمق هذا الحب المتجذر في نفسه كل من عرف الشيخ راشد رحمه الله.. يذكر لي السيد عيسى بوحميد بقوله عندما رجعنا من رحلة علاج الشيخ راشد بناء على إلحاحه على العودة كان في الطائرة على سرير طبي وفي كنف عناية طبية فلما قربت الطائرة من أجواء دبي وأعلن الطيار عن الوصول بشّ وجه راشد وانفرجت أساريره وتغيرت ملامحه ودب النشاط في جسده وجلس ونزل من الطائرة ماشياً بمساعدة بسيطة له. شخصية قيادية الشيخ راشد رحمه الله شخصية قيادية عظيمة ارتبط اسمه وإنجازاته بدبي وبدولة الإمارات العربية المتحدة، رسخ في أذهان الناس كثيراً من القيم والمفاهيم التي تساهم بفعالية في بناء البلاد ونمو التجارة فيها ويظل في سيرته قدوة ومضرب المثل فإذا ذكرت التجارة أو التواضع أو حرية الرأي أو سماحة الحاكم وبساطته ذكر مع كل ذلك الشيخ راشد بن سعيد.. فما نشاهده اليوم من منجزات ضخمة في دبي يذكر الناس بالشيخ راشد لأنه هو الذي وضع لبنات وبناء دبي الحديثة وهو الذي ربى أولاده وخاصة ابنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذا الفكر المستنير وغرس فيهم قيم البذل والعطاء وحب دبي وأهلها واحترام حقوق الناس وبذل الجهد والطاقة لاستكمال منظومة البناء والتنمية التي تتحقق فصولها على أرض دبي الغالية. وقد بذل الشيخ راشد أثناء توليه رئاسة الحكومة في 1979م جهداً مضاعفاً واهتماماً بالغاً بترسيخ القيم الاتحادية وبذل ما في وسعه لتحقيق كثير من الإنجازات والخدمات والبنى التحتية وضرب مثلاً غاية في الدقة لأهمية ما تقوم به الحكومة الاتحادية من عمل وإنجاز وبناء. وقام الشيخ راشد بن سعيد بجهد جبار في بناء دبي وجهد آخر لا يقل عنه في ترسيخ مفاهيم الاتحاد وإبراز خدماته وتثبيت أركانه ما أرهقه كثيراً وأثر على صحته ورغم بوادر تلك الأزمات الصحية كان يتحامل على نفسه ويقوم بعمله يومياً حتى اضطر أخيراً للاستسلام للعلاج وملازمة فراشه إلى حين أذن الله له بالرحيل في 7/‏‏‏10/‏‏‏1990م رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه الفردوس الأعلى إنه سميع مجيب. اقرأ أيضاً: تأملات في شخصية وفكر راشد بن سعيد 1 - 2 طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :