الواقع الفلسطيني تحت نيران الاحتلال محتشد بالقصص والروايات التي هي أشبه بالخيال، غير أن قصة عائلة أبو سرور، تعد الأغرب إذ تاريخياً، اعتاد الفلسطينيون،على وجود شقيقين أو أكثر في سجون الاحتلال في آن معاً، وفي أكثر من مرة، صادف اعتقال آباء مع أبنائهم، إما أن تقبع عائلة بأكملها في قبضة السجان، كحال عائلة أبو سرور، فهذه الحالة تجسد مدى الرعب الذي بات يسري في عصب أجهزة الاحتلال. لم تهنأ الأسيرة المحررة ياسمين أبو سرور (20) عاماً، بالحرية، لأكثر من شهرين وبضعة أيام، حيث أعادت قوات الاحتلال اعتقالها أمس، لتنضم إلى أخويها ووالديها، وليكمل الاحتلال اعتقال العائلة بأكملها. على مدار ثلاثة أيام بلياليها، كانت عائلة أبو سرور عرضة للمداهمة والاعتقال من قبل جيش الاحتلال، فقبل يومين اعتقل ربّ الأسرة عبد الرحمن أبو سرور (60) عاماً، بعد استدعائه إلى مركز مخابرات الاحتلال في معسكر «عتصيون» القريب من مدينة بيت لحم، ولم تمض أكثر من 24 ساعة، حتى اعتقل ابن العائلة «خليل» البالغ (25) عاماً، وهو أسير سابق، أفرج عنه صيف العام الماضي، بعد قضاء 7 أشهر رهن الاعتقال، ويعاني من إصابة برصاص الاحتلال. وخلال يوم أمس، أكملت قوات الاحتلال اعتقال ما تبقى من أفراد العائلة، فجاء الدور من جديد على ياسمين، التي كانت أمضت هي الأخرى 7 أشهر، وتنسمت الحرية قبل نحو شهرين، ووالدتها «فدوى» البالغة من العمر (55) عاماً، وبذلك يكتمل عقد العائلة في سجون الاحتلال، حيث يمضي الإبن الأكبر «عرفة» حكماً بالسجن قوامه 17 عاماً، أمضى منها نحو 4 سنوات حتى الآن، وهو أيضاً يعاني من إصابات بالغة، جراء استهدافه برصاص الاحتلال بشكل مباشر قبل اعتقاله!. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت ياسمين وزجّت بها في السجن، بزعم «التحريض» عبر موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» علماً بأن «الجرم» الذي ارتكبته لم يخرج عن صورة لإحدى الأسيرات الفلسطينيات، نشرتها على صفحتها، بينما يُعتقل باقي أفراد العائلة، بتهمة مقاومة الاحتلال، دون بيان ماهيّة هذه المقاومة. عائلة أبو سرور، التي تقطن في مخيم عايدة للاجئين، قرب مدينة بيت لحم، اضطرت لإغلاق منزلها، الذي أصبح خاوياً ومهجوراً، بانتظار من يدق بابه بالحرية.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :