رصد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن Hritc)) 129 انتهاكاً لحقوق الإنسان في محافظة تعز، من قبل الميلشيات الحوثية خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وأكد المركز في تقريره الشهري، أمس، استمرار حصار ميليشيات الحوثي للمدينة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام بمنهجية واستهداف المدنيين العزل بالقتل عبر القنص المباشر والقصف المدفعي؛ ما فاقم من تدهور الوضع الصحي. وقال المركز، إن فريقه وثّق مقتل 16 مدنياً بينهم 12 رجلاً و3 أطفال وامرأة واحدة، خلال الشهر الماضي، مبيناً أن خمسة منهم قتلوا من قبل قناص تابع لميليشيا الحوثي و3 آخرين بقذائف الميليشيا، ومدنيين اثنين جراء انفجار ألغام زرعها الحوثيون بشكل عشوائي في الطرقات والمزارع، في حسن قتل 3 مدنيين برصاص مباشر لمسلحين خارج إطار الدولة، و3 آخرين برصاص مسلحين مجهولين. كما وثّق الفريق الميداني إصابة 30 مدنياً بينهم 18 رجلاً و3 نساء و9 أطفال، 7 منهم جراء قذائف الميليشيا، و6 آخرين برصاص قناص من الميليشيا، و7 مدنيين جراء انفجار ألغام أرضية يزرعها الحوثيون بشكل مستمر، بينما أصيب 9 مدنيين برصاص مسلحين خارج إطار الدولة، ومدني آخر برصاص مجهولين. وأكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ارتكاب الميليشيا مجزرة جديدة بمديرية المظفر جراء قذائف الهاون والكاتيوشا راح ضحيتها 3 مدنيين، بينهم طفل مزقت أجسادهم إلى أشلاء، لافتاً إلى أن الحوثيين يكثفون القصف المدفعي على المناطق والأحياء السكنية كمديرية صالة شرق المدينة والمطار القديم غرب المدينة وشارع الثلاثين ووادي القاضي والأحياء الشمالية، إضافة إلى القرى والأرياف، بينها قرى القلعة والشقب والبركنة والنبيع بمديرية مقبنة؛ ما أثار الرعب والهلع وسط المدنيين العزّل. وتتعمد الميليشيا قصف المدنيين بهدف ترحيلهم من أماكنهم، خصوصاً أن غالبية تلك المناطق الآهلة بالسكان خالية من أي مسلحين أو مواقع للجيش الحكومي. كما وثّق المركز تهجير الميليشيا قسرياً 45 أسرة في قرية الكدمة الواقعة في عزلة القحيفة، باتجاه مركز مديرية مقبنة بعد استهدافها بالقذائف والأسلحة الثقيلة، ويُخشى أن تقوم الميليشيا بزرع ألغام وعبوات ناسفة في طرقات ومنازل ومزارع تلك القرية كما فعلت سابقاً في كل القرى والمناطق التي سيطرت عليها وهجّرت سكانها؛ ما تسبب في وقوع الكثير من الضحايا معظمهم من النساء والأطفال ونفوق مواشٍ يعتمد عليها المدنيون في حياتهم المعيشية بشكل رئيسي. ورصد فريق المركز 9 حالات انتهاك ممتلكات عامة تضررت بشكل جزئي نتيجة القصف بقذائف ميليشيات الحوثي، إضافة إلى تسجيل 24 حالة انتهاك ممتلكات خاصة، بينها 5 منازل تضررت بشكل كبير و13 منزلاً تضرر بشكل جزئي نتيجة قصف الميليشيات. كما فجّرت الميليشيا منزلاً وجسراً بقرية العذير، في حين سطا مجهولون على محلين للذهب، وتعرضت سيارة ومنزل لوابل رصاص من مجهولين. وأشار المركز في تقريره إلى تفاقم الوضع الصحي جراء تزايد انتشار حمى الضنك التي وصل عدد المصابين بها في المحافظة إلى 1584 حالة، بينها 82 حالة مؤكدة، و13 حالة وفاة حتى 27 سبتمبر، وذلك بحسب إدارة الترصد الوبائي بمكتب الصحة والسكان، كما يعاني الكثير من المصابين بأمراض مزمنة كالسكر والكلى، وغيرها من صعوبات بالغة في الاستمرار بشراء الأدوية لشحها وارتفاع أسعارها جراء الحصار المفروض من ميليشيا الحوثي لأكثر من 3 أعوام وتدهور العملة والاقتصاد. وأشاد التقرير بالتطورات الإيجابية المتسارعة التي تقوم بها السلطة المحلية واللجان المختلفة لتثبيت الأمن وفرض النظام واستعادة الدولة وإنهاء المظاهر العشوائية المسلحة وإعادة تطبيع الحياة وإخلاء المدينة من كل الوحدات العسكرية، وإزالة المتاريس ومواجهة الخارجين عن القانون، التي أفضت إلى إيقاف الفوضى والاشتباكات بين المسلحين . وتطرق إلى استمرار بعض المسلحين في ممارسة الابتزاز والجباية على بعض التجار والمحال التجارية، كما لا تزال بعض الشوارع مقطوعة بسبب الخرسانات الإسمنتية والحواجز. إلى ذلك، ذكر محمد المقرمي، رئيس مركز سكوب للدراسات الإنسانية لـ«الشرق الأوسط»، أن تعز تعرضت لجرائم وانتهاكات طيلة أربع سنوات استهدفت الأرض والإنسان في ظل صمت دولي مطبق وتمادٍ من ميليشيا الحوثي في ارتكاب هذه الجرائم التي تنوعت بين قتل واختطاف وتهجير قسري وتدمير للبنية التحتية؛ حيث قُتل أكثر من 3600 غالبيتهم من المدنيين، وجُرح أكثر من 15 ألف مدني، وتعرضت لحصار مطبق طيلة عامي 2015 و2016، وتلقت من الانتهاكات ما يوازي الانتهاكات في مختلف المحافظات اليمنية مجتمعة. وقال المقرمي «نستغرب محاولة المنظمات الدولية طمس تلك الانتهاكات بما فيهم فريق الخبراء الدوليين الذي كنا نظنه محايداً ومنحازاً للإنسان فقط، لكن لم يوثق أدنى الانتهاكات لتغييب الحقوق». وعن التهجير القسري، بيّن المقرمي أن عدد المهجرين والنازحين وصل إلى 2.9 مليون مدني، بلغ الحال ببعضهم إلى أكل أوراق الشجر في ظل المجاعة التي تهدد اليمنيين بسبب مصادرة الميليشيا الحوثية المساعدات الإغاثية، وتابع «لم تكتفِ الميليشيات بذلك، بل تعرضت مخيمات النزوح للكثير من الانتهاكات، وآخرها استهداف الميليشيات مخيماً للنازحين أنشأه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مديرية الخوخة، وراح ضحية الاستهداف امرأة وجُرح عدد من الأطفال في محاولة بائسة من الميليشيات لتغطية هزائمها باستهداف المدنيين الذين سبق أن هجّرتهم من قراهم واستخدمت من تبقى دروعاً بشرية كما هو الحال في محافظة الحديدة التي بلغ عدد النازحين فيها 120 ألف مدني». وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثي لتجنيب المدنيين جحيم هذه الحرب وحمايتهم وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ اليمن من المجاعة بعد تدهور الاقتصاد وانهيار العملة اليمنية الذي صاحبه ارتفاع جنوني للأسعار في ظل انقطاع المرتبات وتوقف غالبية الصادرات بسبب الحرب الأمر الذي فاقم المأساة الإنسانية في اليمن.
مشاركة :