أكد عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، خلال الجلسات المحورية والرئيسة في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، أن شباب الإمارات اليوم هم رهان الغد، حيث برهنت كوادر الوطن من الشباب وأصحاب الكفاءات العلمية قدرتهم على تجاوز مختلف التحديات، مستندين في ذلك إلى المهارات التي جاءت نتيجة لاستثمار القيادة الرشيدة بهم. وأكد معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، في جلسة «وظائف ومهارات المستقبل»، أن مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، أصبح منصة للتواصل بين الحكومة والطلبة، والقطاع الخاص والطلبة، مؤكداً أهمية الاستثمار في الإنسان والذي يأتي من التعليم في مرحلة الطفولة إلى سوق العمل. وذكر معاليه أن الإمارات استطاعت أن تستثمر في الإنسان الإماراتي في المجالات كافة، وعندما يتساءل المواطن: لماذا اختارت الإمارات المريخ، ولماذا قررت الإمارات أن تقوم بإرسال مسبار لاستكشاف المريخ؟ فالجواب هو لأنها مهمة صعبة، فالقدرة والمهارات لا تُصقل إلا بالصعاب والمهام الصعبة، مشيراً إلى أن 50% من جميع المهام للمريخ فشلت، وأن الدول التي استكشفت المريخ هي 9 دول في العالم، منها الإمارات. ولفت معاليه إلى أن الإمارات، وبشهادة الجميع، حققت الأفضل حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدمة بالعالم، حيث لم يتوقع أحد أن من الممكن أن يكون لدى دولة الإمارات شركة تصنع أجزاء الطائرات، وهذا ما حققته شركة «ستراتا»، الشركة الرائدة في مجال إنتاج أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة، حيث تصنع أجزاء لطائرات «إيرباص» و«بوينج». أجيال وفرص وأشار معالي أحمد الفلاسي إلى أن تصنيع القطع في البداية كان مقتصراً على الأجزاء التي لا تؤثر على أمن وسلامة الطائرة، واليوم بكل فخر هناك أجزاء تصنعها الشركة في مجال أمن وسلامة الطائرة، وبكل فخر عندما يصعد الإماراتي الطائرة يعلم أن هناك أجزاء منها بصنع أيادٍ إماراتية. وأضاف معاليه: لم يكن لدينا قطاع طاقة متجددة، ودخلنا القطاع، والآن لدينا «مصدر»، حيث في البداية تم ابتعاث المواطنين لتلقي التدريب والمهارات والتصميم والتنفيذ، والآن لدينا الكثير من المواطنين ذوي الكفاءات والمهارات العالمية في هذا المجال، الأمر الذي ينطبق على الكثير من المجالات والصناعات، منها -على سبيل المثال- الصناعة العسكرية، كشركة نمر للسيارات. وحول كيفية الاستعداد للمستقبل، أشار معاليه إلى أن كل جيل يمتلك فرصة وتحديات مختلفة، ومتطلبات سوق عمل متغيرة مع احتياجات الجهات الحكومية والخاصة، واستعرض معاليه بداياته، موضحاً أن التميز في جيله اقتصر على تحصيل شهادة الثانوية العامة، إلا أن رغبته في التميز جعلته يكمل الدراسات العليا من شهادة الماجستير والدكتوراه. وأضاف معاليه: عندما تخرجت وجدت زملائي رؤساء أقسام في أعمالهم نظراً لعملهم المباشر بعد تخرجهم في الثانوية العامة، كما قبلت بوظيفة في القطاع الخاص براتب يقل بنسبة 30% عن الراتب بالدرجة الوظيفية ذاتها في القطاع الحكومي. وتابع معاليه: بدأت أكتسب الخبرة تدريجياً في القطاع الخاص عبر مختلف المناصب والمهام التي كلفت بها. واستحضر معاليه، دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للشباب بالتسلح بالعلم حتى ننافس بهم العالم، وأثرها، باعتبارها دافعاً ومحفزاً من قبل القيادة للكوادر الوطنية. وحول القطاع الخاص، أوضح معاليه أن القطاع الخاص هو انعكاس التنافسية، حيث ينتظر القطاع الخاص كفاءات من القادرين على تحصيل المعرفة في مختلف التخصصات، والقدرة على شرح المفاهيم المعقدة للمسؤولين والإعلاميين ببساطة، والتمكن من الخطابة والإلقاء، بحيث يتمكن من أن يكون شخصية قيادية قادرة على التواصل ونقل المعرفة. ووجّه معاليه جيل المستقبل بضرورة اختيار التخصص الأقرب لقلبهم حتى لا يكون مجال العمل مجرد وسيلة للتحصيل المالي، إضافة إلى التطور المستمر للمهارات، خاصة أننا نعيش الجيل الذهبي مع توافر مقومات النجاح والابتكار كافة. مستقبل التوظيف من جهته، أشار معالي ناصر بن ثاني الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين، إلى أن شباب الإمارات هم من يراهن عليهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فالشباب هم سلاح الوطن وصمام أمانه، وهنيئاً للشباب بهذا الرهان. ولفت معاليه إلى السؤال الذي يشغل الطلبة على مقاعد الدراسة وهو: ما وظيفتي بعد التخرج، ما الوظيفة التي تناسبني؟ وبناءً على هذه الأمر يفكر الطالب بالتخصص الذي يمكن أن يحقق به طموحه، وما سوف يكسبه المهارات للوظيفة التي يسعى لها. وقال معاليه: دائماً في الحكومة نسأل أنفسنا أين يريد شبابنا العمل، في أي وظائف، في أي القطاعات الاقتصادية، وكم عددهم؟ وفي الحكومة نجتهد لإيجاد الأجوبة، ودورنا هو تنوير الطريق لكم وأنتم تتخذون القرار. وأضاف معاليه: أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن تشكيل حكومة المستقبل التي سوف تقوم بتحقيق مئوية دولة الإمارات 2071، في أن تكون من أفضل دول العالم، فعمل على تغيير اسم وزارة العمل إلى وزارة الموارد البشرية والتوطين، ليكون التطوير أولوية للمرحلة المقبلة للدولة. سياسة التشغيل الوطنية وذكر معالي ناصر الهاملي أنه تم العمل بجد في مجلس التعليم والموارد البشرية على تطوير سياسة التشغيل الوطنية، وتم تحديد القطاعات الاستراتيجية التي تستهدف أبناء الإمارات، وتم تحديد الأرقام لأعداد المواطنين في القطاع الاقتصادي، وما الوظائف التي تريد الدولة المواطنين للعمل فيها في المستقبل، بالإضافة للعمل على تحديد الشركات التي تريد الحكومة للشباب أن يقودوها في المستقبل. وأكد معاليه أن القطاع الخاص هو المستقبل، وهو الخيار الاستراتيجي للتوطين في الدولة، وذلك لأسباب عدة، منها أن أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي من القطاعات غير النفطية، كما أن أكثر من 90% من الوظائف يشغلها القطاع الخاص، وتعتبر الترقيات الوظيفية أسرع في فترات زمنية أقصر، حيث ينظر القطاع الخاص للمهارات والإنجازات وليس للمدة الزمنية للتوظيف، كما يسهم القطاع الخاص في بناء مهارات وخبرات مهمة والتأهيل للمناصب العليا. وأكد معاليه، أن الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً للشركات العالمية، وفرصة للاحتكاك مع المهارات والتعلم من خبرات وكفاءات دولية، يستفيد منها المواطن في تطوير نفسه وعمله، في حين يحتاج الشخص الموظف في جهات أخرى لسنوات عديدة للاحتكاك بمثل هذه الخبرات. وأوضح معاليه أن القطاع الخاص هو الحل لمن يريد اختصار الطريق وتأسيس المستقبل، ويمكن لأي شاب البدء في القطاع الخاص بالتدريب الصيفي والميداني خلال فترة الدراسة، والذي يسهل على الخريج الانضمام للقطاع الخاص، فالتدريب الصيفي والميداني يعزز من تنافسية المتقدم للوظيفة ومن فرص تأهيله للمقابلة الوظيفية، ويساعد الطالب على معرفة القدرات ونقاط القوة وفرص التطوير لديه، كما يتحول التدريب الصيفي والميداني في كثير من الأحيان إلى وظيفة دائمة. وأشار معاليه إلى خطط الوزارة المهتمة بشكل كبير في خلق فرصة عمل لأصحاب الهمم، وذلك عبر نادي شركاء التوطين، حيث تحصل أي شركة لها عضوية في النادي على امتيازات في حالة تعيينها لأصحاب الهمم، حيث يحتسب تعيين شخص مواطن واحد من أصحاب الهمم عن ثلاثة أشخاص، وبالتالي تصل الشركات إلى فئة تصنيفية تحصل بها على تسهيلات كثيرة من الوزارة. وذكر معاليه أن القطاع الخاص في الإمارات يعمل به حالياً 5 ملايين شخص من سكان الدولة، وهناك برامج عدة من الوزارة تسهم في تسهيل التدريبات الصيفية الميدانية من خلال البرنامج الوطني للتدريب الصيفي الميداني تطبيق «وجهني» الذي يعرف الشباب على فرص التدريب الميداني والعمل والشركات التي تعرض وظائفها. دور الخيال العلمي من ناحيتها، استعرضت معالي سارة الأميري وزيرة دولة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، في جلستها دور الخيال العلمي في الدول المتقدمة، والذي بدأ من خلال تخيل الإنسان لوجود الهاتف المتحرك أو السيارة ذاتية القيادة، وهو بالفعل ما تحقق بعد ذلك. وأشارت معاليها إلى مواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في التحدي لتحقيق رؤيته، موجهة معاليها الشباب بضرورة الاقتداء به، وترك بصمة إماراتية على مستوى عالمي من خلال تقديم الابتكارات التي تعكس تطور الدولة وتخدمها في الوقت نفسه. ولفتت معاليها إلى وجود عدد من القطاعات التي تواجه التحديات، والتي احتاجت لوضع الحلول لها، منها قطاع الأمن الغذائي الذي يواجه تحديات تتعلق بشح الموارد المائية وملوحة التربة والاعتماد بشكل شبه كلي على استيراد المواد الغذائية من الخارج بنسبة تتعدى 90%، ما يستدعي العمل على إيجاد تقنيات حديثة لمعالجة التربة المالحة، والاستفادة من مياه الأمطار، وغيرها من التقنيات التي توفر المياه ولا تعتمد على التربة، مثل الزراعة العمودية. وشددت معاليها، خلال الجلسة، على أهمية الحلول والابتكارات في القطاع الصحي، بأن تكون الدولة مصدرة للتقنيات، بدلاً من أن تكون مستقبلاً لها فقط. من جانبه، أوضح عبد الله لوتاه، المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، خلال جلسته، أهداف التنمية المستدامة، والتي تعتبر أهدافاً عالمية، وكيف للشباب دور في تحقيق المستقبل. وأكد لوتاه أن كل شخص مساهم في بناء الدولة بطريقته الخاصة، وعليهم استغلال الأوقات، باعتبار أن كل وقت هو مشروع عطاء، ويجب أن يقدم العطاء بالجهد والمهارة. الإمارات
مشاركة :