هناك الكثير من الخوف وعدم اليقين حول مستقبل كوكبنا واحتمال تحول سطحه إلى "أرض قاحلة" مع استمرار ارتفاع مستويات سطح البحر. ومن المتوقع أن تزداد حدة الفيضانات الشديدة الناجمة عن الأمطار الغزيرة، في حال استمرت حرارة الغلاف الجوي بالارتفاع، كما يمكن أن تتعرض بعض البلدات للتهديد لقربها من الجبال الجليدية. ولكن تشاد فريشمان، نائب رئيس مبادرة: Project Drawdown، لا يعتقد أن الأمور قاتمة بشكل كبير. وتضم مبادرة مجموعة من العلماء والباحثين والكتاب، الذين قاموا بحساب كيفية تبريد الكوكب خلال الثلاثين سنة القادمة، عن طريق تقليل كمية الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي. وتم تصميم الخطة ذات الشقين، لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري، وأيضا امتصاص المزيد من ثاني أكسيد الكربون عبر سطح الأرض، من خلال التمثيل الضوئي. وقال فريشمان، أمام حشد من المشاركين في مؤتمر "TED" بولاية نيويورك، الذي عُقد الأسبوع الماضي: "تعتبر فكرة Drawdown طريقة جديدة للتفكير في الاحتباس الحراري العالمي والتصرف حياله". وبينما يقوم تشاد فريشمان بإلقاء خطابه، كان قادة العالم متجمعين على الجانب الآخر من منهاتن في الأمم المتحدة، ويناقشون أفضل الطرق لحل مشكلة الفقر المدقع والمرض وسوء التغذية. ويقول السيد فريشمان إن حل هذه القضايا ومعالجة تغير المناخ، يعتبر جزءا واحدا من اللغز نفسه. كما عبر عن اقتناعه بأن خطته الجديدة، يمكن أن تحسن حياة الناس حول العالم من خلال تغذية الجياع وتعليم العقول الشابة، إلى جانب خفض درجة حرارة الأرض قليلا لأجل عيون الأجيال القادمة. وأدرج تشاد أفضل الطرق التي يستطيع من خلالها الجميع، بما في ذلك المستهلكين وصناع السياسة والمزارعين ومنتجي الطاقة، الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الحلول التي اقترحها قيد الاستخدام بالفعل، وتشمل التعليم العالمي وتنظيم الأسرة والتبريد المستدام وتحسين أساليب الزراعة، والاعتماد على المزيد من طاقة الرياح. وأوضح فرشمان قائلا: "لدينا تكنولوجيا وممارسات حقيقية قابلة للتطبيق. وتكمن المشكلة في أن التغييرات الضرورية لا تحدث بالسرعة الكافية. وكل ما نحتاجه هو تسريع التنفيذ". وعلى سبيل المثال، وفقا لحسابات المبادرة، يمكن تخفيض أكثر من 66 غيغا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدى الثلاثين سنة القادمة، من خلال اعتماد نظام غذائي غني بالنباتات وتناول كميات أقل من اللحوم. وترتبط 8 من أصل 20 اقتراحا في القائمة، بالطريقة التي يتم بها إعداد نظامنا الغذائي، ابتداء من تخصيب الأرض إلى مرحلة الاستهلاك. وبهذا الصدد، قال فريشمان: "إن القرارات التي نتخذها كل يوم حول الغذاء الذي ننتجه ونشتريه ونستهلكه، ربما تكون أهم المساهمات التي يمكن لكل فرد أن يقوم بها لعكس الاحتباس الحراري العالمي". ولكن بعيدا عن الغذاء والزراعة، هناك سلاح قوي آخر لا تبرزه بشكل كامل قائمة المبادرة، حيث قال فريشمان: "إن تعليم الفتيات وتنظيم الأسرة، يعتبر الحل الأول لعكس الاحتباس الحراري العالمي". يذكر أن التحكم الأفضل في حجم السكان من شأنه أن يقلل الطلب على الطاقة والغذاء والسفر، وجميع الموارد الأخرى المتاحة على كوكب الأرض. وتقدر تكلفة تنفيذ جميع الحلول في المشروع، بنحو تريليون دولار سنويا، وفقا لما ذكره فريشمان. المصدر: إنديبندنت
مشاركة :