اوسلو – أعلنت الشرطة النروجية أنها تشتبه بعدد من الأجانب في هجوم استهدف قبل ربع قرن الناشر المحلي لكتاب "آيات شيطانية" للبريطاني من اصول هندية سلمان رشدي، في تطور قد يحول دون إغلاق القضية بفعل مرور الزمن. وكان وليام نيغارد قد أصيب بجروح بالغة بعد تلقيه ثلاث رصاصات في الظهر قرب منزله في أوسلو في 11 تشرين الأول/أكتوبر 1993. ولم توقف السلطات النروجية أي شخص على خلفية الهجوم المتصل على الأرجح بنشر دار "اشيهوغ" التي كان يديرها نيغارد هذا الكتاب بنسخته النروجية سنة 1989. وبعد خمسة وعشرين عاما على الوقائع، أشارت الشرطة الجنائية في بيان إلى أنها تشتبه بحصول "محاولة اغتيال" نفذها "رعايا أجانب غير موجودين في النرويج"، من دون الكشف عن هويتهم أو عددهم أو جنسيتهم. سلمان رشدي خصائص العصر الحالي تتسم بالتعصب ويتيح هذا التطور مواصلة التحقيق فيما كانت الوقائع لتسقط في 11 تشرين الأول/أكتوبر بمرور الزمن. وقال نيغارد البالغ حاليا 75 عاما "أشعر بالارتياح والسعادة للتطور المسجل في هذه القضية، خصوصا لقول السلطات والشرطة إن "الهجوم يبدو أنه موجه ضد حرية التعبير". وأثارت الحادثة توترا دبلوماسيا بين النرويج وإيران في التسعينات. وبعد نشر كتاب "آيات شيطانية" في 1988 والذي نُظر إليه في العالم الإسلامي على أنه ينطوي على تجديف واساءة للاسلام، أصدر المرشد الأعلى للجمهورية لايران آية الله الخميني فتوى هدر فيها دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي وناشري العمل. ويرى مؤلف رواية "آيات شيطانية" أن خصائص العصر الحالي تتسم بالتعصب الديني والقبلي بعد سقوط الجدار الحديدي للأنظمة الشيوعية. ووصف الروائي البريطاني العالم اليوم بأنه يعيش على وقع الكراهية المتصاعدة، وان الناس باتوا يُعرّفون أنفسهم بما يكرهون. وحدد واحدة من خصائص العصر الحالي بنمو نوع من الثقافة مقترنة بسياسات الهوية والطائفية، أطلق عليها أسم ثقافة الإقصاء بدافع الكراهية. سلمان رشدي ايران أصدرت فتوى هدر دمه وعزا الكاتب الحاصل على جائزة بوكر للرواية في مداخلة له ضمن مهرجان أدنبرة الدولي للكتاب تصاعد الكراهية إلى التطرف الديني. وقال "بدلا من الستار الحديدي الذي كان مفروضا من قبل الأنظمة الشيوعية، وجدت الكثير من الجيوب المتطرفة في المجتمعات وتفاقمت الكراهية والقبلية بين فئات كثيرة من الناس، وأصبحت فئات من المجتمع تقاتل حد الموت للدفاع عن قناعاتها الخاصة الدينية والقبلية". وأكد رشدي في ندوة خصصت له في المهرجان على أن التعصب الديني ليس مرتبطا ببعض المسلمين، فهناك صعود ملفت للقوميين الهندوس، كما أن قوة الكنيسة المسيحية تزداد في الولايات المتحدة.
مشاركة :