يجب تقبل الضريبة من أجل البحرين ومستقبل الأجيال القادمة

  • 10/11/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بعد إقرار تطبيق ضريبة القيمة المضافة وتأكيد دخولها حيز التنفيذ مطلع العام المقبل، أكد عدد من التجار والاقتصاديين على أن أهمية تكاتف الجميع من أجل تجاوز الفترة الهامة والحساسة التي تمر بها البحرين، مشيرين إلى أهمية النظر إلى الجانب الإيجابي من فرض الضريبة، والذي ستمتد آثاره إلى الأجيال القادمة. ويرون أن الزوبعة التي تثار حول تطبيق الضريبة مبالغ فيها، خصوصا وأن نسبة الضريبة التي تبلغ 5% تعد قليلة جدا مقارنة بما يتم احتسابه في دول العالم، والتي تصل في بعض الدول إلى 20%. وقال رئيس لجنة الثروة الغذائية بالغرفة رجل الأعمال خالد الأمين ان ضريبة القيمة المضافة هي واقع ويجب على الجميع تقبله من أجل الصالح العام، ومن أجل مستقبل البلد والأجيال القادمة، مشيرا إلى أن نظام الضرائب هو نظام عالمي من أجل تنويع مصادر الدخل غير النفطية، مضيفا أنه إذا أرادت الحكومة مواقبة الانظمة العالمية فمن الطبيعي تطبيق نظام الضرائب.وأضاف الأمين أن الحكومة الآن بحاجة لدعم الجميع من أجل العبور إلى بر الأمان وتجاوز المنعطفات الصعبة التي أثرت على الميزانية العامة وخصوصا بعد هبوط أسعار النفط العالمية، إذ أصبح من الطبيعي أن تتجه الدولة لمصادر بديلة لإعادة التوازن لميزانيتها ومن ضمن تلك المصادر فرض نظام الضرائب. وأكد الأمين على أن المواطنين أصبحوا على دراية كاملة بضريبة القيمة المضافة وأسباب تطبيقها، وذلك من خلال الندوات العديدة التي نظمت حول الضريبة وأهميتها. كما أشار إلى أن الدولة لن تواجه أي صعوبات في تطبيق الضريبة بسبب وجود تكنولوجيا متقدمة في البحرين تساعد على تطبيق الضريبة بسلاسة. ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور أكبر جعفري أن التهويل الذي يحدث عند البعض من فرض ضريبة القيمة المضافة ليس له داعي، وينم عن الانانية وعدم الإدراك بالمسؤولية إتجاه البلد والأجيال القادمة. وأضاف جعفر بأن ما سيحدث بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة سيكون في صالح الحكومة والمستهلك أيضا، وليس كما يعتقد البعض بأن الضريبة ستمس رفاهية المواطن وستؤثر على معيشته، موضحا بأن الحكومة ستستفيد من خلال زيادة إراداتها غير النفطية، وفي الوقت ذاته سيقل إهدار المستهلك من خلال شراء سلع غير ضرورية. وبين جعفري أن بعض القرارات تكون لها إنعكاسات إيجابية على سلوك المستهلك، وتجعله أكثر تنظيما وأقل إهدارا للمال، لافتا إلى ضريبة القيمة المضافة ورفع أسعار البنزين هي من تلك القرارات التي تجعل المستهلك يعيد حساباته فيما يتعلق بالصرف، لذلك فإن ضريبة القيمة المضافة سيكون لها تغيير أيضا ايجابي. وأشار إلى أن الجيل الحالي يجب أن يهيأ الأرضية المناسبة للجيلين القادمين، وألا يكون انانيا، مبينا أهمية التعاون مع الحكومية في تطبيق الضريبة التي ستؤمن مستقبل الاجيال القادمة. كما شدد على أهمية تعامل الحكومة بحزم مع كل من يحاول التهرب من دفع الضرائب، مؤكدا على أن الحزم والتشدد في تطبيق الضريبة من البداية سيضمن عدم إنهيار المشروع وفشله، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تطبيق الضريبة سيشهد بعض العقبات والأخطاء في البداية وربما يحتاج الوضع لعامين قبل أن تبدأ الأمور تسير بشكل سلس وسليم من دون عقبات. من جانبه، قال رجل الأعمال كاظم السعيد أن ضريبة القيمة المضافة سيكون لها جانب إيجابي على الايرادات الحكومية غير النفطية، وستساهم في الحد من الدين العام الذي أصبح الهاجس الأول للمملكة. وأضاف السعيد أن تعاون جميع قطاعات وشرائح المجتمع في هذا المشروع سيصب في مصلحة الجميع، خصوصا إذا نظرنا إلى المستقبل والأجيال القادمة، لافتا إلى أن على الجميع المساهمة في عملية إعادة التوازن الذي نستطيع من خلاله الوضع الصعب الذي تمر به البحرين، والذي يتطلب فرض بعض الضرائب والرسوم التي لم تكن موجودة في السابق. وشدد السعيد على أهمية ارتباط فرض هذه الضريبة بمراقبة سير تطبيقها ومدى تأثيرها على المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود. كما يتوجب أن تكون هذه الضريبة مربوطة بالشفافية والمساءلة فهما ركنان أساسيان ويبعثان الطمأنينة فى نفوس دافعي الضرائب وتعريفهم بمسار حصيلة هذه الضرائب وحسن استخدامها.

مشاركة :