القاهرة: «الخليج» و(وام) انطلقت أمس، في العاصمة الكازاخستانية أستانا الدورة السادسة لمؤتمر الحوار بين ممثلي الديانات العالمية والتقليدية تحت شعار «قادة الديانات من أجل عالم آمن» التي تتناول على مدى يومين عدة قضايا في مقدمتها تعزيز الأمن عبر الحوار والتسامح والبحث عن حلول سلمية للنزاعات والحيلولة دون نشوبها.وتشارك دولة الإمارات بوفد رسمي يرأسه الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة والدكتور أحمد محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح وأحمد المهيري وعفراء محمد الصابري من مكتب وزير التسامح ويوسف العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد ومقصود كروز مدير عام مركز «هداية» وعبدالله محمد النعيمي المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح بالإنابة.قال المنظمون للدورة السادسة لحوار ممثلي الأديان، إن المؤتمر سيركز على بحث عدة قضايا حساسة في مقدمتها تعزيز الأمن عبر الحوار ونشر التسامح والبحث عن حلول سلمية للنزاعات والحيلولة دون نشوبها وعدم السماح بانهيار القانون الدولي.وانطلق مؤتمر حوار الأديان العالمية في العاصمة الكازاخية أستانا في دورته الأولى منذ 15 عاماً ومنذ ذلك الحين يعقد المؤتمر مرة كل ثلاث سنوات بمشاركة قيادات من مختلف الديانات ومعهم رؤساء دول وحكومات ورجال سياسة.وسيتيح المؤتمر للمشاركين فرصة ليعرض كل منهم وجهة نظره ويستمع لوجهة نظر الآخر بغية وضع توصيات مشتركة للعمل معاً على مواجهة التحديات الخطيرة وفي مقدمتها الجرائم التي ترتكب بشكل متزايد باسم الدين.وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أن دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أصبحت رمزاً للتسامح والتعايش الإنساني ليس على المستوى الإقليمي فقط و إنما على المستوى الدولي أيضا عبر مواقفها ومبادراتها وإسهاماتها في دعم المؤسسات الدولية الداعية إلى التسامح والمحبة والسلام في إطار من التعايش الإنساني على هذا الكوكب.وقال إنه من هذا المنطلق تأتي مشاركة الدولة ممثلة بوزارة التسامح في مؤتمر «العالم والأديان التقليدية» الذي يعقد حالياً بآستانة عاصمة كازاخستان وأكد أن المشاركة لا تركز فقط على طرح رؤية الإمارات عن أطر التعايش والتسامح الإنساني في ظل التنوع الديني والفكري والثقافي، وإنما تهدف أيضا لتبادل الآراء والأفكار حول قضايا التسامح العالمية وأثرها في تجفيف منابع التطرف الفكري والديني ودعم الأساليب السلمية لحل جميع أشكال الصراع بما ينعكس على رفاهية الإنسان مهما كان لونه أو عرقه أو دينه وإبراز مكانة الإمارات كأحد رموز التسامح الفكري والديني. وأوضح في كلمة له بهذه المناسبة أن مؤتمر آستانة منذ انطلاقه عام 2003 أصبح بمثابة جسر للتفاهم والتعاون بين الزعماء الدينيين والسياسيين على مختلف مشاربهم وهو ما جعله مصدر ثقة للعديد من الدول، ومن هنا تكمن أهمية المشاركة الفاعلة للوفد الإماراتي في جلساته التي تسلط الضوء على الإنجازات التي حققتها الإمارات في هذا الشأن.وقال إن خطط العمل في الوزارة لها دور محلي وآخر عالمي وذلك يظهر من خلال فعالياتها المتعددة التي تنفذها لنشر قيم التسامح في المجتمع موظفة علاقاتها الممتدة مع أفراده ومؤسساته، بهدف تحقيق التعاون والعمل المشترك بين الجميع لتكون الحكومة بجميع مؤسساتها رائدة في مجال تعزيز التسامح والتعايش السلمي لتكون حكومة الإمارات مثالاً ونموذجاً رائداً أمام العالم كله، إضافة إلى دورها العالمي في إبراز اسم دولة الإمارات مثالًا يحتذى في التسامح والتعايش.وقال الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر، إن دولة الإمارات نموذج للتنوع والتعددية. وشدد الذي يرأس وفد الدولة، على أهمية تحويل الحوار إلى برامج للشباب وإلا لن يكون للحوار أي معنى، وأوضح أن إقصاء الآخرين يفتح باب الأزمات والصراع مؤكداً على تحمل مسؤولية القيم الإنسانية المشتركة ونشرها في مواجهة صراع الحضارات. وأكد أن مسؤولية الأديان تتمثل في خروج الشباب من حالة الإحباط واليأس إلى ساحة الإبداع والعيش المشترك، وقال: «نريد أن نخرج أبناءنا من الصراعات، ونفتح لهم آفاق العيش المشترك لينعموا بالأمن والسلام».واختتم كلمته قائلاً: «نحن أكثر من يدرك الثمن الذي تدفعه البشرية نتيجة الصراعات، وأطلقنا في الإمارات البرنامج الوطني للتسامح، وهو يشمل كل شيء في مجتمعنا».فيما أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أنه من الظلم إلصاق الإرهاب بالإسلام وحده من بين سائر الأديان، مشدداً على أن الإرهاب ليس صنيعة للإسلام أو الأديان، ولكنه صنيعة سياسات عالمية جائرة ظالمة ضلت الطريق، وفقدت الإحساس بآلام الآخرين من الفقراء والمستضعفين.وأوضح في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر «زعماء الأديان»، الذي انطلقت فعالياته، أمس الأربعاء، في كازاخستان، بحضور الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف، ونخبة من كبار القيادات الدينية في العالم، أن التأمل الدقيق يوضح أن إمكانات المنطقة التقنية والتدريبية والتسليحية لا تكفي لتفسير ظهور الإرهاب بهذا الشكل المباغت، وبهذه القوة الهائلة التي تمكنه من التنقل واجتياز الحدود والكر والفر في أمان تام. وأشار إلى أن حل أزمة عالمنا المعاصر يستوجب ضرورة العودة إلى الدين ومرجعيته، كحارس للأخلاق وضوابطها ومنقذ لحضارتنا الحديثة ومكاسبها ومنجزاتها مما ينتظرها من مصير تؤكده سنن الله في سير الحضارات وتاريخ الأمم والشعوب، خاصة وأنَ عالمَنا اليوم يعاني من أزمة شديدة التَعقيد، مركَبة من الألم والتوتر والتوجس والجزَع، وتوقع الأسوأ في كل يوم، حتى أصبح العنف المتبادَل أشبه بأن يكون قانونَ العلاقات الدوليَة، أو لغةَ الحوار بين الغرب والشَرق.
مشاركة :