نوسا داو (إندونيسيا) – قالت وزارة المالية الصينية أمس إنها تشعر “بقدر أكبر من التفاؤل” حيال إمكانية كسر الجمود في المحادثات التجارية مع واشنطن بعد تصعيد خطير في الحرب التجارية شمل فرض رسوم أميركية على نحو نصف وارداتها من الصين وإجراءات انتقامية أقل حجما من بكين. وقال مستشار العلاقات الدولية في وزارة المالية تشو شاينغوو إن الجانبين الصيني والأميركي متكاملان اقتصاديا على نحو كبير يتعذر معه السماح بعواقب الإجراءات المتبادلة بين الطرفين. وساد بعض تفاؤل في الأسواق العالمية بعد الاتفاق بإمكانية حلول وسط في المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة من جهة ومن الصين والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. ويمكن لتحسن الآفاق السياسية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أن ينعكس على العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، بعد تصريحات ترامب التي أكدت إحراز تقدم كبير وتحريك خطط لعقد اجتماع جديد بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. تشو شاينغوو: الصين والولايات المتحدة متكاملتان اقتصاديا على نحو كبير تشو شاينغوو: الصين والولايات المتحدة متكاملتان اقتصاديا على نحو كبير وأدى تصاعد حرب الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم إلى توتر الأسواق العالمية وأثار حالة من الضبابية بشأن مستقبل نمو الاقتصاد العالمي. ورفضت الصين، التي أغضبتها أحدث رسوم تفرضها الولايات المتحدة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، دعوة واشنطن الشهر الماضي لجولة أخرى من المحادثات التجارية، وحثت الولايات المتحدة على إظهار “حسن النية” أولا عبر التخلي عن التهديد بفرض الرسوم الجمركية. ونسبت وكالة رويترز أمس إلى مستشار وزارة المالية قوله أمس على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في منتجع بالي الإندونيسي إن “الكرة في ملعب واشنطن، لكنني شخصيا أكثر تفاؤلا بقليل”. وأضاف أن “المحادثات مستمرة عبر قنوات شتى وأن إلغاء محادثات التجارية الرسمية لا يمس سوى إحداها فقط” دون ذكر المزيد من التفاصيل. وقال إنه غير متأكد من موعد عقد المفاوضات الرسمية القادمة. وجدد ترامب يوم الثلاثاء تهديده بفرض رسوم على واردات صينية إضافية بقيمة 267 مليار دولار، إذا ردت بكين على رسوم وإجراءات أخرى فرضتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة. وهو ما يعني شمول جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة. ولا تزال الصين تمارس ضبط النفس رغم أنها اضطرت لفرض رسوم مضادة على واردات من الولايات المتحدة بقيمة 60 مليار دولار، في وقت تتصاعد فيه معارضة الشركات الأميركية لرسوم ترامب. وأشار الرئيس الأميركي، الذي كان يتحدث إلى الصحافيين في المكتب البيضاوي، إلى أن الصين ليست مستعدة للتوصل إلى اتفاق بشأن التجارة، لكن محللين يقولون إنه خطاب موجه لجمهوره في الولايات المتحدة على أعتاب الانتخابات النصفية الأميركية. وقال تشو إن الحرب التجارية تؤثر كثيرا على النمو الاقتصادي وتلحق الضرر بثقة الأسواق وأن المزيد من المشكلات الخطيرة يمكن أن يزيد من تدهور الأوضاع وتضاعف التأثيرات السلبية على نمو الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أنه “إذا لم يكن بمقدور أكبر اقتصادين في العالم العمل معا، فإن العالم كله سيعاني”. وقال متحدث باسم وزارة المالية الصينية إن وجهات نظر تشو لا تمثل الموقف الرسمي للوزارة.
مشاركة :