الكويت تؤكد مواقفها الثابتة حول قضايا الأمن الدولي

  • 10/11/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الكويت مواقفها الدائمة والثابتة حول ما يتصل بقضايا الأمن الدولي المنطلقة من احترامها للاتفاقيات الدولية ولاسيما المتعلقة بنزع السلاح والأمن والسلم الدوليين والتي لم تتغير في ظل استمرار انتشار الأسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل بصنوفها الأخرى. وفي كلمة وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة التي ألقاها السكرتير الأول مشاري المزيني أمام اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول نزع السلاح والأمن الدولي، أوضح المزيني أن الكويت قامت بالتوقيع والتصديق على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بنزع السلاح كمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيماوية. وأضاف أن الكويت وقعت أيضا على الاتفاقية الخاصة بحظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة الجرثومية البيولوجية والتكسينية السامة وتدميرها بالإضافة الى معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية واتفاقية التبليغ المبكر عن وقوع حادث نووي واتفاقية الضمانات الشاملة والبروتوكول الإضافي. وشدد المزيني على أهمية تلك المعاهدات والاتفاقيات في العمل على الحد من مخاطر انتشار تلك الأسلحة وعلى وجه الخصوص معاهدة منع الانتشار النووي التي تعد ركيزة للعمل المتعدد الأطراف في مجال عدم الانتشار. وأشار الى ضرورة التعامل بصورة متوازنة مع عناصر المعاهدة الثلاثة خاصة فيما يتعلق بحق جميع الدول في تطوير أبحاثها وامتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية تماشيا مع نظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال المزيني إنه وعلى الرغم من الالتزام الذي تبديه الكويت إلا «أننا نعرب عن قلقنا نتيجة استمرار الإخفاق وعدم الوصول الى تقدم ملموس على صعيد نزع السلاح وتنفيذ الالتزامات المتفق عليها في هذا الإطار». وجدد التأكيد على ضرورة الخروج من حالة الجمود التي تعاني منها الآليات الأممية منذ عقود من العجز عن إحراز أي تقدم تجاه القضايا والمواضيع المدرجة على جداول اعمالها مما يتطلب من الدول الأعضاء كافة إيجاد طرق وأساليب فعالة للتغلب على التحديات المتزايدة فيها. وذكر المزيني إن مسألة إنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى تعد من أهم المسائل التي تدعو لها معاهدة عدم الانتشار مثلما اعتمد مؤتمر المراجعة في عام 1995 قرار انشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأشار الى أن «القرار تم اعتماده كجزء من صفقة التمديد اللانهائي للمعاهدة إلا أن منطقتنا مازالت بعيدة عن تحقيق هذا الهدف نتيجة استمرار امتلاك إسرائيل لتلك الأسلحة وانتهاكها لكل القرارات الدولية التي تنص على ضرورة انضمامها لمعاهدة عدم الانتشار النووي ووجوب خضوع كافة منشآتها النووية لنظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضاف إن إسرائيل استمرت في رفضها لتنفيذ الالتزامات المتصلة بقرارات مؤتمر المراجعة لمعاهدة عدم الانتشار النووي، داعيا في هذا الإطار الى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية نحو إقامة تلك المنطقة تحقيقا لدفع جهود نزع السلاح في كا أنحاء العالم. وأشار الى أن التقدم المحرز في بعض ميادين نزع السلاح وعدم الانتشار يبعث على الأمل في جدوى استمرار الجهود الدولية والإقليمية ومواصلتها في السعي نحو خلق أطر قانونية منظمة تعالج الآثار السلبية الناتجة عن انتشار الأسلحة بأنواعها. ودعا الى وضع حلول مستدامة لضمان تجنب العالم وشعوبه مخاطر الحروب والنزاعات المسلحة، مرحبا باتفاقية حظر الأسلحة النووية التي بدورها ساوت بين الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى التي تم التوصل لاتفاقيات تحظرها منذ عقود. وقال المزيني لقد «شهدنا في الآونة الأخيرة هجمات غير مسبوقة بالصواريخ الباليستية تشنها ميلشيات الحوثي باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة تستهدف الأماكن المدنية والدينية وهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا الامر الذي جعلنا ندرك يقينا ان خطر انتشار تلك الأسلحة لم ينحسر بالرغم من وجود المعاهدات والقرارات التي تجرم استخدامها». وجدد التأكيد على أن التخلص التام والكامل والنهائي من تلك الأسلحة هو الضمان الوحيد لعدم انتشارها وعدم استخدامها او التهديد بها سواء من الدول او ما يسمى بالجهات الفاعلة من غير الدول. وأفاد بأن الكويت تولى اهتماما بالغا بظاهرة الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والخفيفة نظرا لحجم تأثيرها السلبي واسهامها في زيادة العنف المسلح والصراعات سواء الداخلية او الدولية واطالة مدتها وامتدادها الجغرافي. وأعاد المزيني التأكيد على ضرورة تنفيذ برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع في الأسلحة الصغيرة من جوانبه كافة ومكافحته والقضاء عليه مرحبا باعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر المراجعة الثالث. وأكد ضرورة الحفاظ على الطبيعة التوافقية والنطاق المتفق عليه في تنفيذ برنامج العمل والسعي لتركيز الجهود على مكافحة الاتجار غير المشروع بدلا من محاولة تقييد حق الدول المشروع في الحصول على احتياجاتها من الأسلحة او الإصرار على إضافة صياغات مشتقه من اتفاقيات غير عالمية العضوية. وأعرب المزيني عن الأمل بأن «تتسم المشاورات في اللجنة بالشفافية والمرونة وأن تهدف الى التوصل الى توافق وذلك حتى نصل الى اليوم الذي نحتفل فيه جميعا بالتخلص من كل الأسلحة النووية وباقي أسلحة الدمار الشامل الأخرى تحقيقا لطموحات وتطلعات شعوب العالم نحو السلم والأمن في العالم بأسره».

مشاركة :