يعتبر التدريب التقني والمهني من أهم البرامج التي حرصت عليها المؤسسات الحكومية الرسمية والأهلية في السنوات الأخيرة لتدريب أبناء وبنات الوطن لمواكبة متطلبات سوق العمل وللحد من مشكلة البطالة داخل المجتمع السعودي وتوفير الرعاية الكريمة للأجيال القادمة.وفي الوقت الذي يتدافع فيه شباب الوطن على مقاعد الدراسة, وورش العمل المهنية بالمعاهد الفنية والصناعية والكليات التقنية, فإن تلك المعاهد بالتنسيق مع إدارات السجون أتاحت الفرصة كذلك لفئة أخرى من أبناء الوطن ممن يقضون محكومياتهم داخل السجون لأسباب ولأخرى جعلتهم خلف القضبان, فكان لزاماً على تلك المؤسسات الأخذ بأيديهم وتعليمهم وتدريبهم, ليعودوا نحو مجتمعهم وقد تم تأهيلهم وتدريبهم ليكونوا أعضاء صالحين ومساهمين في بناء وتنمية المجتمع.وتنوعت صور إعادة إصلاح وتأهيل السجناء عبر برامج وأنشطة ولجان فاعلة تعمل على تنميتهم وتأهيلهم وإعادة البناء لهم من خلال التدريب على بعض الحرف والمهن التي تتناسب مع قدرات كل منهم وميوله خلال قضاء فترة محكومية السجين، وذلك تمهيداً لممارسة حياته الطبيعية بين أفراد مجتمعه بعد خروجه من السجن.وعززت المديرية العامة للسجون بمنطقة جازان برامجها لخدمة النزلاء من خلال الشراكة مع المعهد الصناعي الثانوي بإطلاق برامج تدريب وتأهيل النزلاء للعام الدراسي الحالي للحاصلين على المؤهل الابتدائي فما فوق.وأوضح مدير سجون جازان العميد عيضة بن معيض المالكي، أن البرامج التدريبية تهدف إلى تدريب وإكساب النزلاء المهارات والمعلومات اللازمة لممارسة العمل في المجال المخصص لهم أثناء إقامتهم بالسجن وتثقيفهم وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعهم بعد إطلاق سراحهم، وتنمية مهارات أصحاب الخبرة والاستفادة من طاقتهم العلمية المعطلة والقضاء على وقت الفراغ لديهم، مشيراً إلى أن عدد الملتحقين بتلك البرامج بلغ 232 نزيلاً موزعين على ثمانية أقسام شملت الإلكترونيات، والخياطة، والحاسب الآلي، والتبريد، والتكييف، والكهرباء، والألمنيوم، والسيارات، والحلاقة.وأشاد العميد المالكي بدور المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في متابعة دورها الاجتماعي في إيجاد حاضنات أعمال داخل معاهدها للاستفادة من منتجات التدريب فيما يعود بالنفع للمتدربين من نزلاء السجون وتهيئتهم لممارسة العمل الحر بعد خروجهم من السجن وبالجودة والكفاءة التي يتطلبها سوق العمل، مشيراً إلى أن المؤسسة تتولى تأمين احتياجات التدريب من تجهيزات ومستلزمات التدريب وتوفير المدربين وتحسين بيئة التدريب ورفع الطاقة الاستيعابية، مشيداً بالتعاون المثمر بين إدارة السجون والتدريب التقني بالمنطقة.
مشاركة :